صراع حاسم بين ترامب وهاريس على حكم أمريكا في ٢٠٢٥م

من سيحكم البيت الأبيض في ٢٠٢٥م؟
قراءة في فرص وتحديات ترامب وهاريس

عبدالله سلمان العوامي
عشية يوم الانتخابات ٤ نوفمبر ٢٠٢٤م

في انتخابات عام ٢٠٢٠م، نشرت مقالًا بعنوان “بعد ٥ أيام، هل يُعاد انتخاب الرئيس ترامب ثانية؟” في ذلك الوقت، توقعتُ، كمراقب للأحداث، أن يخسر ترامب الانتخابات، ويمكن العودة إلى المدونة لقراءة المقال. الآن نجد أنفسنا في وضع مشابه، حيث يترشح السيد ترامب مرة أخرى للرئاسة، ويواجه السيدة كامالا هاريس، نائبة الرئيس.

التحديات في التنبؤ بالفائز بين ترامب وهاريس في انتخابات ٢٠٢٤م:
تزداد صعوبة التنبؤ بالفائز هذه المرة، إذ إن استطلاعات الرأي تُظهر تقاربًا كبيرًا في النتائج، ويبدو أن دعم الناخبين متقلب، خاصة في “الولايات المتأرجحة” التي تلعب دورًا حاسمًا في ترجيح الكفة لأي من المرشحين. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر التغيرات السياسية والاقتصادية السريعة، جنبًا إلى جنب مع التحديات في قياس الرأي العام بدقة، على التوقعات النهائية، وتزيد من غموض المشهد الانتخابي.

في عشية موعد التصويت، دعونا نستعرض العوامل الإيجابية والسلبية التي تدعم كل مرشح، مع الإشارة إلى أنها قد لا تعكس الصورة الكاملة، ثم نختتم بنظرة عامة على السيناريوهات المتوقعة بعد الانتخابات.

العوامل التي تدعم مرشحة الحزب الديمقراطي السيدة هاريس:
1. تمثيل الأقليات والمرأة: تعتبر هاريس رمزًا مهمًا لتمثيل الأقليات، خاصةً الأفريقيين الأمريكيين والنساء، ما يعزز التنوع داخل الحزب الديمقراطي ويدعم قضايا التمكين السياسي.
2. دعم من شخصيات بارزة من الجمهوريين والديمقراطيين: تحظى بدعم نخبة من الجمهوريين المعتدلين والشخصيات المؤثرة، مما يمنح حملتها مصداقية إضافية بين مختلف شرائح الناخبين.
3. التفاف الحزب الديمقراطي حولها: يظهر الحزب الديمقراطي وحدة قوية خلف هاريس، مما يعزز من تماسكها الانتخابي ويقوي دعم الناخبين من داخل الحزب.
4. التأييد من الأقليات والجاليات المختلفة: يتمتع هاريس بتأييد واسع من الأقليات، بما في ذلك الجاليات اللاتينية، لدعمها حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، مما يكسبها شعبية أكبر.
5. التوجه نحو قضايا الرعاية الاجتماعية والاقتصادية: تركز هاريس على قضايا تحسين الأجور، الرعاية الصحية، والتعليم العالي، مما يعزز دعمها بين الطبقة العاملة والناخبين من الطبقة المتوسطة.
6. التزام بقضايا البيئة والتغير المناخي: دعمها القوي للسياسات البيئية يجذب الناخبين الشباب وأصحاب التوجهات البيئية، ما يعزز صورتها كمرشحة تهتم بالاستدامة.
7. دعم الابتكار والتكنولوجيا: موقفها المؤيد للابتكار التكنولوجي، والعملات الرقمية، وسياسات الأعمال يجذب دعم رواد الأعمال والشباب في المناطق التقنية.
8. إستراتيجية حملتها تعتمد على التكنولوجيا الحديثة: استخدام فريقها لأحدث تقنيات التحليل الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي يعزز تواصلها الفعال مع الناخبين.
9. دعم إعلامي واسع: يحظى الحزب الديمقراطي بدعم وسائل إعلامية كبرى تساهم في نقل رسائل هاريس على نطاق واسع وتزيد من وصولها إلى الجمهور.
10. قاعدة تمويل قوية ومرونة في التعامل مع المستجدات: تمتلك هاريس قاعدة تمويل واسعة تدعم حملتها بموارد كافية، بالإضافة إلى مرونة ووعي استراتيجي في التكيف مع القضايا المستجدة والأزمات.

العوامل السلبية التي قد تؤثر على حملة مرشحة الحزب الديمقراطي السيدة هاريس:
1. فقدان دعم العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان المتأرجحة: يؤدي موقف الإدارة الداعم لإسرائيل إلى فقدان تأييد العرب والمسلمين في ولاية حاسمة مثل ميشيغان، مما قد يضعف موقفها في الانتخابات.
2. إرث الرئيس بايدن: تحمل هاريس إرث الرئيس السابق بايدن، بما يشمل ملاحظات حول ضعف التركيز في فترة حكمه الأخيرة، مما قد يثير قلق الناخبين حول استمرار هذا النمط في القيادة.
3. الدعم القوي لإسرائيل وفقدان تعاطف بعض الناخبين الشباب: موقف الحزب الديمقراطي تجاه إسرائيل يؤدي إلى تراجع تعاطف الطلاب والنشطاء الشباب، مما يضعف قاعدة الناخبين الشباب وغير العرب والمسلمين.
4. تحفظات بعض المحافظين بشأن التصويت لامرأة: لا يزال بعض الناخبين المحافظين متحفظين على دعم مرشحة أنثى، مما قد يؤثر على شعبيتها في المناطق الأكثر تحفظًا.
5. التحديات الاقتصادية: يعاني الاقتصاد من ضغوط مستمرة مثل التضخم وأزمة الإسكان، وقد يتم تحميل هاريس مسؤولية هذه التحديات باعتبارها استمرارًا لسياسات الحزب الحالي.
6. التردد في القضايا الأمنية والدفاعية: مواقف هاريس تجاه الأمن القومي والدفاع قد لا تكون حازمة بما يكفي لطمأنة الناخبين القلقين بشأن التحديات الأمنية.
7. الانقسام الداخلي داخل الحزب الديمقراطي: تعاني هاريس من صعوبة توحيد التيار التقدمي والجناح المعتدل داخل الحزب، مما يضعف الحملة ويقلل من حماسة بعض الناخبين الديمقراطيين.
8. عدم وضوح السياسات الاجتماعية: يبدو موقفها غامضًا في بعض القضايا الاجتماعية، مثل إصلاح النظام القضائي وحقوق الهجرة، مما قد يبعد الناخبين الذين يبحثون عن سياسات واضحة وحازمة.
9. الفجوة مع الناخبين الريفيين: تاريخيًا، يواجه الحزب الديمقراطي صعوبة في التواصل مع الناخبين الريفيين، مما قد يؤدي إلى تراجع حظوظها في الولايات التي تعتمد على دعم هذه الفئة.
10. التأثيرات الخارجية والدعاية المعادية: تواجه حملة هاريس حملات إعلامية مضادة على منصات التواصل الاجتماعي من جهات خارجية ومنافسين، مما يؤثر على صورتها ويشوش على قرارات الناخبين المترددين.

العوامل التي تدعم مرشح الحزب الجمهوري السيد ترامب:
1. دعم قطاع الطاقة والتكنولوجيا: يحظى ترامب بتأييد قوي من قطاع النفط والطاقة بفضل سياساته المؤيدة للتنقيب، كما يجذب دعم رواد التكنولوجيا والعملات الرقمية، بفضل وعده بتيسير استخدامها وإضفاء الشرعية عليها، مما يعزز الابتكار الاقتصادي.
2. شعبية بين المحافظين وكبار السن: يتمتع ترامب بتأييد كبير من المحافظين وكبار السن الذين يعتبرونه رمزًا للقيم التقليدية الأمريكية ومرشحًا يمثل استمرارية هذه القيم داخل الحزب الجمهوري.
3. التفاف الحزب الجمهوري حوله: يعتبر ترامب خيارًا رئيسيًا داخل الحزب الجمهوري، ويحظى بتماسك ودعم قوي من أعضائه، مما يجعل تنفيذه لأجندة الحزب متماسكًا وموحدًا.
4. سياسات اقتصادية محافظة: يتميز ترامب بدعم سياسات خفض الضرائب وتقليل التنظيمات الحكومية، ما يجذب دعم أصحاب الأعمال والطبقة العاملة ويعزز رؤيته لنمو اقتصادي قائم على الحرية الاقتصادية.
5. مواقف حازمة في الأمن والهجرة: يعزز ترامب شعبيته بين الناخبين القلقين بشأن الأمن القومي والهجرة غير النظامية، حيث يتخذ مواقف صريحة وحازمة تدعو لتأمين الحدود وحماية الأمن الداخلي.
6. شخصية قوية وتواصل مباشر مع الجمهور: يتمتع بشخصية مؤثرة وقوية، ويجيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للوصول المباشر إلى جمهوره، مما يعزز من تواصله المستمر ويجعله قريبًا من قاعدته الشعبية.
7. شعار “جعل أمريكا عظيمة مجددًا” وقومية أمريكية: شعار ترامب هذا يجذب الناخبين الذين يتطلعون إلى عودة الولايات المتحدة لمكانة اقتصادية وسياسية قوية، كما يرفض الانخراط في سياسات دولية مكلفة، مما يجذب الفئات المؤيدة لمصالح أمريكا أولاً.
8. دعم للسياسات التجارية الحمائية: يتبنى ترامب سياسات تجارية تحمي المصالح الأمريكية، مثل فرض الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، ما يجذب دعم الفئات التي تضررت من المنافسة التجارية العالمية.
9. التأييد من الإعلام المحافظ والقضاة المحافظين: يحظى بدعم من وسائل الإعلام المحافظة مثل “فوكس نيوز” التي تعزز رسالته الانتخابية، إضافةً إلى دعمه القضاة المحافظين وقضاياهم، مما يكسبه تأييدًا قويًا بين قاعدة الجمهوريين.
10. القدرة على استقطاب الطبقة العاملة والشعور بالانتماء لحركة شعبية: يجذب ترامب دعم الطبقة العاملة، خاصة في المناطق الريفية والصناعية التي تشعر بالتهميش، كما يرى مؤيدوه أنفسهم جزءًا من حركة شعبية تسعى لإعادة القيم الأمريكية التقليدية.

العوامل السلبية التي قد تؤثر على حملة مرشح الحزب الجمهوري السيد ترامب:
1. شخصية غير متزنة ومواقف مثيرة للجدل: يُعرف ترامب بتقلبه وانفعاليته، مما يضعف ثقة الناخبين الباحثين عن قيادة مستقرة، خاصةً مع سجل من التصريحات المثيرة للجدل حول الأقليات، النساء، والهجرة، والتي قد تبعد عنه دعم الفئات المتنوعة.
2. تاريخ من الفضائح والقضايا القانونية: تورطه في فضائح وقضايا جنائية متعددة يثير مخاوف الناخبين من استمرارية هذه الصراعات القانونية خلال ولايته، مما يضعف صورته كمرشح نزيه وقادر على الاستقرار.
3. علاقات دولية متوترة ونقص الدعم الخارجي: توتر علاقاته مع الحلفاء التقليديين، خاصةً في أوروبا، يؤثر سلبًا على صورته كقائد قادر على تعزيز التحالفات الدولية، ويزيد قلق الناخبين الذين يرون في الشراكات الدولية عنصرًا مهمًا للأمن القومي.
4. صعوبة استقطاب النساء والشباب: تصريحاته المثيرة للجدل حول النساء، وضعف اهتمامه بقضايا الشباب مثل التعليم العالي والبيئة، تؤدي إلى تراجع دعمه بين الشباب والناخبات الذين يضعون هذه القضايا في أولوياتهم.
5. عدم رضا بعض القيادات العليا: تواجه شخصية ترامب المتقلبة وغير المنضبطة تحفظات من “الدولة العميقة” والقيادات العليا في مراكز القرار، مما قد يؤدي إلى عرقلة سياساته حتى لو فاز.
6. الاستقطاب السياسي الحاد: سياساته وتصريحاته تخلق انقسامات حادة في المجتمع، مما يصعب عليه استقطاب المستقلين الذين يفضلون قيادة توحيدية بدلًا من سياسة تأجيج الخلافات.
7. مواقف متحفظة تجاه الأقليات: تصريحاته وسياساته حول الهجرة والأقليات تؤثر سلبًا على شعبيته بين الناخبين من أصول لاتينية وأفريقية ومسلمة، مما يقيد قاعدته الانتخابية ويضعف استقطابه للفئات المتنوعة.
8. التشكيك في نزاهة الانتخابات: استمراره في التشكيك في نتائج الانتخابات يزعزع ثقة بعض الناخبين في العملية الديمقراطية ويبعد الناخبين الذين يرون في ذلك تهديدًا للاستقرار الديمقراطي.
9. مخاوف حول البرامج الاجتماعية: توجهاته نحو تخفيض الضرائب وتقليل التمويل الحكومي تثير قلق الناخبين، خاصة الفئات ذات الدخل المحدود وكبار السن الذين يعتمدون على برامج الرعاية الاجتماعية.
10. تراجع الدعم بين الجمهوريين المعتدلين: بينما يحظى بدعم الجناح المتشدد، تتراجع شعبيته بين الجمهوريين المعتدلين الذين يرون مواقفه شديدة الانقسام ولا تتماشى مع النهج الجمهوري التقليدي.

الختام: يتوقع أن تكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات مرتفعة، ما قد يجعل الفارق في أصوات المجمع الانتخابي ضئيلاً. في ظل هذه العوامل، فإن الفائز، سواء كان ترامب أو هاريس، سيواجه تحديات جمة في توحيد الأمة وإدارة التوترات السياسية، خاصة إذا كانت النتائج متقاربة.

Previous post دعوة للمستقبل: الذكاء الاصطناعي يحتاجك لتوجيه مساره

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *