
ومضات معرفية من كتاب ” اختر أعداءك بحكمة (تخطيط الأعمال للقلة الجريئة)”
ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي
تاريخ نشر الترجمة: ٢٢ مايو ٢٠٢٥م
تاريخ اصدار الكتاب بغلاف مقوى: ٥ ديسمبر ٢٠٢٣م
تأليف: السيد باتريك بيت- ديفيد Patrick Bet-David، والسيد جريج دينكن Greg Dinkin، سيرة مختصرة عن سيرتهما الذاتية تجدها في الصفحة الأخيرة.
المصدر: منصة الوميض التجارية Blinkist لتلخيص الكتب.
اسم الكتاب باللغة العربية والإنجليزية:
اختر أعداءك بحكمة (تخطيط الأعمال للقلة الجريئة)
Choose Your Enemies Wisely…, Business Planning for the Audacious Few
تنصل:
هذه الترجمة لا تعكس بالضرورة تأييدًا أو رفضًا للمحتوى الأصلي، وإنما الهدف منها هو نشر المعرفة وعرض وجهات نظر متنوعة. قد تحتوي المادة المترجمة على معلومات لا تتوافق بالضرورة مع بعض المعتقدات أو التوجهات الشخصية، إلا أنها محاولة جادة لنقل الفكرة الأساسية مع الحفاظ قدر الإمكان على السياق العام، وإن لم تكن الترجمة دقيقة تمامًا.
نسعى من خلال هذه الترجمات إلى توسيع آفاق التفكير وتعزيز التواصل الثقافي والفكري، عن طريق تقديم أبحاث ورؤى في مجالات متعددة مثل الصحة، والتقنية، والاقتصاد وغيرها، مما يُتيح للقارئ العربي الاطلاع على مختلف وجهات النظر بلغته الأم، وتعزيز التفاهم بين الثقافات الى جانب تشجيع النقاش الموضوعي للاستفادة منها أو نقدها بشكل واعٍ وبنّاء.
تعريف مختصر بالكتاب من شركة أمازون Amazon:
الأكثر مبيعًا على مستوى جميع الولايات الامريكية!
ما الفرق بين منافسك وعدوك؟
أنت تعرف من هم منافسوك. تتابعهم بانتظام، ويمكنك سردهم بهدوء، مع ذكر نقاط قوتهم وضعفهم.
أما أعداؤك فهم مسألة مختلفة تمامًا. إنهم الكارهون والمشككون الذين قالوا إنك لن تنجح أبدًا، والذين داسوا على أحلامك. عندما تفكر في أعدائك، تنتابك مشاعر قوية. تشعر أنك لن تسمح لأي شيء — أو أي شخص — أن يوقفك.
في هذا الكتاب “اختر أعداءك بحكمة”، يوضح السيد باتريك بيت-ديفيد Patrick Bet-David، المؤلف الأكثر مبيعًا في قائمة صحيفة وول ستريت جورنال Wall Street Journal bestselling author، ومؤسس منصة Valuetainment، ومقدم بودكاست PBD، كيف يمكنك تسخير تلك المشاعر لتعزيز عملك بقوة، وتحقيق نمو يمتد لأجيال قادمة.
ولكن أولاً، تحتاج إلى اختيار أعدائك بحكمة.
لقد أمضى المؤلف السيد بيت-ديفيد Patrick Bet-David سنوات في تطوير النظام الذي قاد شركته للخدمات المالية إلى نجاح مدوٍ. والآن، يكشف السيد بيت-ديفيد عن السر وراء هذا النظام: ١٢ حجرًا أساسيًا لبناء الأعمال التجارية، والتي ستعلّمك كيف تدمج المشاعر مع المنطق بسلاسة في خطة عملك. فهذه الخطة ليست مجرد وثيقة عملية لتحقيق الأهداف، بل هي أيضًا الوقود اللازم لتحفيز نفسك وفريقك. إنها تتجاوز مجرد “كيفية التنفيذ” لتغوص أعمق في “لماذا”: ليس فقط كيف ستحصل على التمويل، بل لماذا تحتاج إلى رؤية طويلة المدى؛ ولماذا يجب أن تبني ثقافة تجعل الموظفين يرغبون في تخطي العقبات من أجلك؛ ولماذا يجب أن تعرف العدو الذي تسعى لإثبات خطئه. الخطوات الواضحة والبسيطة في هذا الكتاب سترشدك لتحريك العوامل التي تصنع نموًا مضاعفًا ونجاحًا مستدامًا.
اقرأ كتاب “اختر أعداءك بحكمة” إذا كنت من أصحاب الرؤية، الحالمين، والمفكرين الكبار. أينما كنت الآن في رحلتك في عالم الأعمال لا يهم. باتباع خطة المؤلف السيد بيت-ديفيد، ستؤسس عملك على أسس النجاح المستدام وستحقق أكثر أهدافك جرأة وطموحًا.
المحتوى التالي هو ترجمة للنص الإنجليزي في منصة الوميض Blinkist. وهو مكون من مقدمة وخلاصة نهائية بالإضافة الى ٤ ومضات معرفية. وتعتبر كل ومضة تلخيصا لفصل كامل من الكتاب:
مقدمة – أدمج الشغف والمنطق لتحقيق العظمة.
هل لديك ما يلزم لتكون من بين القلة الجريئة الذين يحققون أهدافًا طموحة للغاية؟ إذا كان لديك شغف متقد ورغبة ملحة للوصول إلى أعلى المستويات في ريادة الأعمال، لكنك لم تصل بعد، فقد تكون انك تفتقد لمكون حاسم – وهو وجود العدو المناسب. في هذه الومضات، سنستعرض كيف يمكن لوجود الخصم المناسب أن يزود رحلتك نحو القمة بالطاقة اللازمة.
سنستكشف أيضًا بعض العناصر الأساسية التي تحتاج إلى تضمينها في خطة عملك الأوسع إذا كنت ترغب في تحقيق نجاح استثنائي. هل أنت مستعد لإحداث ثورة في منهجك في قيادة الأعمال؟ هيا نبدأ. تحويل الألم إلى هدف: كيف يمكنك تحويل تجربة مؤلمة إلى وقود يدفعك نحو النجاح؟
الومضة الأولى – تحويل الألم إلى هدف
يعتقد رجل الأعمال السيد باتريك بيت-ديفيد Patrick Bet-David أن لحظة واحدة من الإذلال الشديد كانت هي الحافز الشخصي لنجاحه. في سن الرابعة والعشرين، كان تائهاً، يقضي لياليه متنقلاً بين الملاهي الليلية في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الامريكية دون أن يحقق شيئاً يُذكر. كانت عائلته قد هاجرت من إيران عندما كان طفلاً، تاركة وراءها المكانة الاجتماعية الرفيعة والثراء هرباً من أهوال الثورة. كان والد بيت-ديفيد كيميائياً بارعاً في إيران، لكنه في أمريكا عمل في وظيفة بيع بالتجزئة، ذات مكانة متدنية، ولا مستقبل لها.
شكلت ليلة عيد الميلاد في عام ٢٠٠٢م نقطة تحول في حياة السيد بيت-ديفيد عندما رافق والده إلى حفلة عائلية. وهناك، أطلق صديق للعائلة نكتة على حساب والده، واصفاً إياه بأنه “أمين صندوق متجر الدولار، الذي طلق مرتين لكنه ما يزال وحيداً، والذي كان ذات يوم كيميائياً بارعاً”. شاهد السيد بيت-ديفيد والده وهو يضحك ضحكة مصطنعة محاولاً تجاوز التعليق المؤلم. رؤية والده يُهان أشعلت بداخله غضباً شديداً. ولكنه واجه صديق العائلة بحسم، وأخرج والده من الحفلة، واستمر في الغضب طوال الطريق إلى المنزل. ظل يصرخ بأن لا أحد يجب أن يقلل من احترام والده بعد كل ما تحمله.
ظل والده، الذي ما زال يشعر بالألم، يوبخ ابنه بغضب بسبب اندفاعه العلني. لكن السيد بيت-ديفيد لم يهدأ. ظل يردد مراراً وتكراراً أنه سيُري العالم من هو، وأنه سيعيد الاحترام للعائلة. وعندما عادوا إلى شقتهم المتواضعة، أصر على أن اسم بيت-ديفيد سيصبح في يوم من الأيام معروفاً ومحل احترام على مستوى العالم. وكان والده مذهولاً وهو يراقبه.
في تلك الليلة، أصبح خجل والده هو سبب في بروز شخصية بيت-ديفيد الجديدة. علمته تلك التجربة درسين أساسيين: أولاً، أهمية اختيار أعدائك بحكمة. وثانياً، أن أعظم دافع ينبع من القتال من أجل الآخرين وليس من أجل نفسك. وعندما استرجع تلك اللحظة لاحقاً، أدرك أن تلك الحادثة كانت الشرارة التي احتاجها لتغيير حياته. ومع تدهور صحة والده، منحت تلك التجربة السيد بيت-ديفيد شعوراً بالهدف العميق في اللحظة التي كان يشعر فيها بأشد حالات الضياع.
في السنوات التي تلت ذلك الحادثة، عمل السيد بيت-ديفيد بلا كلل ولا ملل لبناء شركة تأمين ناجحة، حتى أصبحت تضم آلاف الموظفين، وانتهى به المطاف إلى بيعها مقابل مبلغ يصل إلى تسعة أرقام. لقد حوّل السيد بيت-ديفيد ألم عائلته إلى نجاح استثنائي. ومع وجود خطة قوية تدعمك، يمكنك أن تحقق الشيء نفسه. في الومضات التالية، سنستعرض كيف يمكنك تحقيق ذلك.
الومضة الثانية – حيث يلتقي المنطق بالإلهام
ما هو الأكثر أهمية، المنطق أم العاطفة؟ حسنًا، في عالم الأعمال، كلاهما ضروري وحيوي. بينما تتطلب أي خطة ناجحة تحليلًا سليمًا، فإن المنطق وحده يفشل في إلهام الآخرين. الشغف والعاطفة هما ما يدفعان الناس للعمل والتحرك.
لكي يكونوا فعالين حقًا، يجب على القادة والفرق والمؤسسات دمج المنطق والعاطفة معًا. وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي تضمين كلا العنصرين صراحةً في خطة عملك. يتم إنشاء نموذج كهذا باستخدام عدة لبنات أساسية، بحيث تُجمع كل لبنتين في زوج واحد؛ تمثل إحداهما الجانب المنطقي للمسألة والأخرى جانبها العاطفي. تركز اللبنات المنطقية على الاستراتيجية والتنفيذ، في حين تهدف اللبنات العاطفية إلى التحفيز. إذا تمكنت أنت وفريقك من إتقان الجانبين المنطقي والعاطفي في خطتكم، يمكنكم الارتقاء بأعمالكم إلى آفاق لا يصل إليها سوى القلة المختارة، أولئك الرواد في عالم الأعمال والمقاولون العباقرة ممن يطاردون الأهداف الطموحة ويحققونها بإصرار.
هذا الإطار الفريد الذي يزاوج بين المنطق والعاطفة يفسر سبب نجاح الشراكات التجارية الشهيرة. على سبيل المثال، كان الثنائيان التاريخيان في عالم الأعمال مثل السيد ستيف جوبز Steve Jobs والسيد ستيف وزنياك Steve Wozniak في قيادة شركة أبل Apell، أو السيد بيل غيتس Bill Gates والسيد بول ألين Paul Allen في قيادة شركة مايكروسوفت Microsoft، يوازنان بعضهما البعض، حيث كان أحد الشريكين يركز على الجانب العاطفي والرؤية والصورة الكبرى، بينما يتخصص الآخر في التحليل والتخطيط المنهجي أو المهارات التقنية. والآن بعد أن تعرفت على إطار النجاح المذهل، دعنا ننتقل إلى بعض اللبنات الأساسية في هذا النموذج. أول زوج سنناقشه هو: العدو والمنافسة.
الومضة الثالثة – تعريف عدوك
قد تُخرج المنافسة أفضل ما فينا، لكن وجود خصم يستحق، شخص نعتبره عدوًا، يرتقي بدافعنا إلى مستوى أعلى. ولكن ما هو الفرق؟ حسنًا، منافسك شيء غير شخصي وغير موضوعي، بينما عدوك شخصي للغاية وذاتي الى أبعد الحدود. مشاعرك وحدها هي التي ستساعدك على تحديد ما إذا كنت قد عرفت عدوك أم لا.
سيكون العدو شخصًا أو شيئًا يثير غضبك أو يشكل تهديدًا لك. الأعداء يدفعوننا للعمل بجد وذكاء أكبر لإثبات خطئهم. إنهم يغذوننا عاطفيًا بطريقة لا يفعلها المنافسون العاديون. الأعداء يمنحوننا هدفًا لنثبته. وعندما يتم توجيه هذا الشعور بشكل صحيح، فإنهم يدفعوننا إلى أبعد مما كنا نتخيل. إذن، فمن أو ما الذي يُعتبر عدوًا؟
أي شخص يشعرنا او يخبرنا بالغرور أنه قد أهاننا وأساء الينا. أولئك الذين تثير إنجازاتهم فينا الشعور بالتهديد أو الخوف. المشككون الذين يقولون إننا لن ننجح. المتنمرون في الطفولة. الشركاء السابقون المتلاعبون. الأقارب النمامون والذين يكثرون من القيل والقال.
الشركات التي تجذب عملاءنا أو تتفوق علينا في السوق. وحتى معتقداتنا المقيدة، والرضا عن النفس، والوسطية في داخلنا. كل ما يجعل الدم يغلي في عروقنا. سمِّ خصمك ودعه يكون مصدر تحفيز لك. فكلما زاد الغضب الذي يشعلونه فيك، زادت قوتهم كدافع. ولكن كيف تعرف من هو العدو المناسب؟
هو الشخص الذي يدفعك إلى العمل. قائد مبيعات متعجرف يهينك علناً. فتتعهد بأن ترد عليه بالأفعال. تبدأ في مضاهاته في ساعات العمل وتتعلم بلا كلل ولا ملل من منافسيك. العدو المناسب يدفعك لتطوير مهاراتك بسرعة تفوق ما كنت ستحققه في الظروف العادية، حتى تتمكن من تسريع تقدمك. إذا بدا لك أن كلمة “عدو” تحمل الكثير من الجدية، فذلك لأنها بالفعل كذلك.
لا تختر أعداءك باستخفاف. الضغائن التافهة مجرد هدر لطاقتك. فهي تشتت انتباهاك عن اتخاذ الإجراءات التي ستدفعك نحو أهدافك. كن مستعدًا لإعادة تقييم من هو عدوك بمرور الوقت أيضًا. من هم دون مستواك ليسوا خصوماً جديرين بك. وإذا تجاوزت منافساً، فإن استمرارك في محاربته سيغذي غرورك فقط، وليس نموك.
اعرف متى تتخلى عن الأعداء القدامى وحدد الأعداء الذين يتحدونك حقًا. يجب عليك اختيار وهزيمة أعداء أقوى منك بمرور الوقت، تماماً كبطل الملاكمة الذي ينتقل تدريجياً لمنافسين أشد صعوبة وأكثر شراسة. عندما يتعلق الأمر بالقيادة، فإن وجود عدو خارجي مشتركيوحّد الفريق، ويربطهم معًا في قضية مشتركة ويجمعهم حول هدف واحد. ومع ذلك، تصبح الأمور غير منتجة وعكسية إذا سمحت للفرق الداخلية بالنظر إلى بعضها البعض كخصوم. يجب على القادة تجنب تعزيز المنافسة الداخلية بين الفرق وتركيز المنافسة نحو الخارج. تمامًا كما تدفع العاطفة جهودك، فإن المنطق موجود لتوجيه استراتيجيتك.
وبمجرد أن تحدد عدواً يلهمك، انتقل إلى دراسة منافسيك بدقة. جميعهم، ولا تكتفِ بمنافسيك المباشرين فقط. كيف يمكن للاعبين غير المباشرين أن يحصلوا على جزء من أعمالك؟ من يستخدم تقنيات أو نماذج أعمال جديدة؟ ما هي التهديدات الأخرى الموجودة أو التي قد تظهر؟
على سبيل المثال، قد لا تنافس أسعار الفائدة المرتفعة على المبيعات بشكل مباشر، لكنها تحدّ من إنفاق المستهلكين. ابحث عن منافسيك بشكل مهووس عبر مواقع الإنترنت، وسائل التواصل الاجتماعي، ومكالمات المبيعات. لاحظ وراقب نقاط ضعفهم. وإذا حاولوا استقطاب موظفيك، فهذا يعني ببساطة أن لديك مواهب يفتقرون إليها، لذا قاتل بقوة أكبر. اختيار خصوم جديرين والسعي لتجاوزهم يجبرنا على الارتقاء إلى مستوى أعلى، لنصبح أذكى وأكثر مهارة وتفكيرا استراتيجياً. يكشف لنا المنافسون عن نقاط ضعفنا ويتحدوننا لتحسين ما قد أهملناه.
وباختصار، هم يدفعوننا نحو التميز. والأفضل من ذلك، أن المتعة ليست فقط في التغلب على عدوك، بل في استخدام هذا الصراع لتطوير نفسك والنمو بطرق إيجابية. الجائزة الحقيقية هي تحولك وتطورك الشخصي ونضجك الذاتي.
الومضة الرابعة – تحديد الـ “ماذا” والـ “لماذا” والـ “كيف”
الآن بعد أن فهمت قيمة الأعداء والمنافسة، دعنا ننتقل إلى زوجين آخرين من اللبنات الأساسية: الإرادة والمهارة، والمهمة والخطة. سنبدأ بالإرادة والمهارة. يتطلب النجاح وقودًا، وهو مزيج من نار العزيمة العاطفية والمهارات الفنية التي تترجم الرؤية إلى واقع. الإرادة تمنحك الدافع المستمر لمواصلة الطريق عندما تظهر العقبات.
إنها ذلك الصوت بداخلك الذي يصرخ: “سأجعل هذا يحدث مهما كلف الأمر”. أما المهارات فهي التي توفر المعرفة الاستراتيجية اللازمة لتحويل قوة الإرادة إلى عمل تنفيذي ناجح. تطوير المهارات عملية منهجية أكثر من مجرد استدعاء قوة الإرادة من الداخل. يتحقق الإتقان من خلال التقدم التدريجي والصبر. لإتقان أي مهارة، توقف بين الحين والآخر لتقييم ذاتك وتحديد نقاط ضعفك. بعد ذلك، حدد بعض المجالات ذات الأولوية لتحسينها من خلال الدراسة والممارسة.
في نهاية المطاف، تعزز الإرادة والمهارة بعضهما البعض. عندما نعمل بوعي لاكتساب مهارات جديدة، فإن ذلك يكثف من قوة إرادتنا وعزيمتنا. إن الجهد الذي نبذله في التعلم يُظهر التزامنا بالنمو ويغذي دافعنا الداخلي. ومع تطور المهارات نفسها، نكتسب الثقة اللازمة لملاحقة أهداف أكبر. هذه الأهداف الأكبر بدورها تدفعنا لمواصلة الجهد وبناء المزيد من المهارات. تخلق الإرادة والمهارة دورة حميدة حيث تؤدي الممارسة التصميمية إلى طموح أكبر.
ويُلهم الطموح الأكبر المزيد من الممارسة والتحسين. ويتكرر هذا النمط على جميع المستويات طوال مسيرة المشاريع والعلاقات والمسارات المهنية، ما يرفع الأفراد والمؤسسات إلى آفاق لم تكن متخيلة من قبل. الآن دعنا ننتقل إلى لبنات المهمة والخطة. أكثر القادة تميزًا هم أولئك الذين يحركهم شعور راسخ بالغاية. هذا هو ما نعنيه بالمهمة. فالمهمة هي الجوهر العاطفي الذي يمنح جميع خططك وأفعالك معناها.
لاكتشاف مهمتك، خصص وقتًا للتأمل الذاتي. اسأل نفسك، ما القضية التي أرغب في الدفاع عنها؟ ما الذي يغذي شغفي؟ في حين أن المفهومين قد يبدوان متشابهين، فإن توضيح مهمتك يجب أن يأتي قبل وضع الخطط. ففي النهاية، لا يمكنك التخطيط لرحلة بدون وجهة. المهمة هي ما يخلق الدافع اللازم لتحقيق الأهداف الطموحة على المدى الطويل.
كما أنها تجذب الأشخاص المخلصين لقضيتك والذين يرغبون في تغيير العالم معك. للتوصل إلى بيان المهمة، ابدأ ببساطة بالكتابة: “أنا في مهمة لـ…” ثم املأ الفراغ. على سبيل المثال: “أنا في مهمة لجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة”. بعد ذلك، أضف كلمة “لأن” وتابع الجملة من هناك. إضافة كلمة “لأن” أداة قوية لأنها تجبرك على البحث عن أسباب أعلى أو أكثر جوهرية. على سبيل المثال: “أنا في مهمة لجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة لأنني ملتزم بتحسين حياة الناس.”
لاحظ مدى قوة البيان الثاني أكثر من الأول. قل بيان المهمة بصوت عالٍ ولاحظ كيف يجعلك تشعر. إذا لم يبدو صحيحًا تمامًا، فعد وحاول مرة أخرى. بمجرد تحديد بيان مهمة يتردد صداه في داخلك عاطفيًا، يمكنك الانتقال إلى التخطيط. للقيام بذلك، قم بإجراء تحليل ما يطلق عليه باللغة الإنجليزية مختصرا بكلمة “سوات” (SWOT) لعملك وذلك لتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات. نقاط القوة هي المزايا التنافسية الحالية التي يجب أن تستمر في الاستثمار فيها، مثل التكنولوجيا الحصرية أو قاعدة العملاء المخلصة.
أما نقاط الضعف فهي الجوانب الضعيفة، مثل معدل دوران الموظفين المرتفع، أو المنشآت القديمة، أو نقص الخبرة التسويقية. يمكن تحسين هذه النقاط بشكل مباشر أو من خلال الاستعانة بمساعدة خارجية لسد الفجوات. وتشير الفرص إلى الظروف الخارجية المواتية للنمو المحتمل، مثل التركيبة السكانية المستهدفة الجديدة، أو زيادة إمكانية الوصول إلى المواد الخام، أو تخفيف اللوائح. استكشف الفرص بدقة لتحديد مسارات أو حلول جديدة. أما التهديدات فتعني العوامل الخارجية الخطرة، مثل المنافسين الجدد، أو المنتجات البديلة، أو ارتفاع التكاليف. ضع خططًا احتياطية لتقليل تأثير هذه التهديدات.
إن بناء الوعي الذاتي في كلٍ من هذه الأقسام الأربعة يشكل الأساس لخطة عمل قوية. المفتاح هو الاستفادة مما تجيده بالفعل، وتقوية نقاط ضعفك، ثم مراقبة البيئة للاستعداد للتهديدات واستغلال الفرص. مع وجود كل هذه العناصر، وبدعم من تخطيط استراتيجي يجمع بين المنطق والعاطفة، ستكون أنت على الطريق الصحيح نحو النجاح. الخلاصة الرئيسية لملخص هذا الكتاب “اختر أعداءك بحكمة” للمؤلف السيد باتريك بيت ديفيد هي أن النجاح الاستثنائي يتطلب فهماً واضحاً ودافعاً عاطفياً لا يلين للاستمرار والمثابرة.
خلاصة نهائية
الأعداء المناسبون يستثيرون أعمق دوافعنا، ويغذون شغفنا بينما نتقن قدرات جديدة ونتجاوز ما كنا نظنه ممكناً. مع تحقيق كل هدف جديد، يظهر أعداء جدد، يتحدوننا للوصول إلى آفاق أعظم. لدفع الأعمال نحو هذا النجاح، يجب على القادة أن يوضحوا بجلاء مهمتهم أي الهدف الأسمى والغاية العليا التي تُلهِم كل جهودهم وتجذب المواهب المخلصة للقضية. ثم تأتي عملية التخطيط الاستراتيجي، المسترشدة بتحليل “سوات” (SWOT)، لتحويل هذه المهمة إلى خطوات قابلة للتنفيذ.
إن دمج العاطفة والمنطق في خطة العمل هو ما يمكّن القلة الجريئة من تحويل الرؤى الطموحة إلى مؤسسات مزدهرة تُغيّر العالم. ومن خلال تحقيق التوازن بين هاتين القوتين داخل أنفسنا ومؤسساتنا، يمكننا تحقيق نتائج استثنائية مراراً وتكراراً.
نبذة مختصرة عن المؤلف السيد باتريك بيت ديفيد (Patrick Bet-David)
هو رائد أعمال أمريكي من أصل إيراني، مؤسس ورئيس تنفيذي، ومؤلف حقق قائمة الأكثر مبيعًا بصحيفة وول ستريت جورنال لكتابه “خطواتك الخمس التالية” (Your Next Five Moves) وكتابه “اختر أعداءك بحكمة” (Choose Your Enemies Wisely).
ولد في إيران وهاجر إلى الولايات المتحدة مع عائلته لاجئًا في سن الثانية عشرة بعد الثورة الإيرانية. خدم في الجيش الأمريكي ضمن الفرقة 101 المحمولة جواً، ثم انطلق في مجال الخدمات المالية. أسس وكالة PHP التي توسعت من 66 إلى أكثر من 40 ألف وكيل تأمين، وحقق صفقة بيع ضخمة للشركة بقيمة تسعة أرقام.
أسس أيضًا منصة Valuetainment التي أصبحت من أشهر قنوات ريادة الأعمال على يوتيوب، ويدير كذلك برنامج PBD Podcast، أحد أشهر البودكاستات المتخصصة في الأعمال على منصة سبوتيفاي. يقيم السيد باتريك في جنوب ولاية فلوريدا الامريكية مع زوجته وأطفاله الأربعة.
نبذة مختصرة عن المؤلف جريج دينكن Greg Dinkin
هو مدرب للرجال، متحدث محترف، ومقدم برامج تلفزيونية. ألّف عدة كتب، من أبرزها “الرجل القائد” (The Leading Man)، و “ماجستير إدارة الأعمال في البوكر” (The Poker MBA)، و “طبيب التمويل” (The Finance Doctor)، بالإضافة إلى مذكرات أماريلو سليم (Amarillo Slim).
يحمل ماجستير في إدارة الأعمال مع تخصص في التمويل، وتخرج أيضًا من معهد التغذية التكاملية. عُرف بمحاضرته المؤثرة على منصة تيد في اليوتيويب TED التي تحدث فيها عن تجربته في التغلب على الخوف من الغناء وخسارة أكثر من 100 رطل من وزنه من خلال ممارسات الجسد والعقل.
شارك في تأسيس وكالة أدبية أبرمت أكثر من 130 صفقة كتاب مع كبار الناشرين، وأسهم في تطوير أفلام مع ممثلين ومنتجين حائزين على جوائز الأوسكار. عمل سابقًا في مجالات متعددة شملت الفنادق العالمية (Inter-Continental Hotels)، الاستشارات الإدارية (PricewaterhouseCoopers)، وتنسيق الإسكان للقرية الأولمبية في أتلانتا، إلى جانب خبراته في المبيعات والمنتجات المنزلية.
سلمت آبا آحمد على هذا التلخيص الرائع والاختيار الآروع
عشت وعملت بمفهوم هذا الكتاب سنواتي العملية ال ٢٥ الماضية ولمست نتائجه الواضحة
شكرا جزيلا عزيزنا الدكتور أشرف لمرورك الجميل وتعليقكم الأجمل.
سعيد جدا لقراءة هذه الشهادة من تجربتكم العملية.
وسوف أكون أسعد في توثيق تجربتك لنقل التجارب الناجحة لهذا الجيل والجيل القادم.
ممتن كثيرا للقراءة والاشادة.
شكرا جزيلا لك مجددا.