الذكاء الاصطناعي في مختبرات الدواء: حلم علاج السرطان يقترب؟

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في اكتشاف علاج للسرطان؟ سباق الأدوية يتسارع

ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي – ٧ ابريل ٢٠٢٥

بقلم: السيدة إريكا فراي ​ Erika Fry، نبذة مختصرة عن سيرتها الذاتية تجدها في الصفحة الأخيرة.

المصدر: مجلة فورتشن Fortune  حسب الرابط في الصفحة الأخيرة.

تاريخ النشر: ٧ ابريل ٢٠٢٥م

الكاتبة السيدة إريكا فراي كتبت هذا التقرير الشامل تحت عنوان: هل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من علاج السرطان يوما ما؟ السباق المحموم بمليارات الدولارات لطرح أول دواء يتم اكتشافه بواسطة الذكاء الاصطناعي في الأسواق 

على مدى ثلاثة أسابيع في مايو الماضي، أظهر موظفو عملاقي الذكاء الاصطناعي، شركة إنفيديا (Nvidia)  وشركة ريكورجن للصيدلة  Recursion Pharmaceuticals، التزامًا وتفانيًا استثنائيين، إذ بقوا داخل مركز بيانات في مدينة سولت ليك Salt Lake City، وهم نائمون على الأرض دون مغادرة المكان حتى للنوم، وذلك من أجل إنجاز مشروع حيوي تطلب وجودهم المستمر على مدار الساعة. كانوا هناك لبناء جهاز يعتقد القائمون على شركة «ريكورجن»، وهي شركة متخصصة بالتقنيات الحيوية تأسست قبل عشر سنوات، أنه سيمنحهم التفوق في المنافسة لتطوير الجيل القادم من الأدوية: جهاز بايوهايف-٢ «BioHive-2»، هو أكبر وأسرع حاسوب فائق (سوبركمبيوتر supercomputer) تمتلكه شركة أدوية. إنه رهان جريء على أن مستقبل صناعة الأدوية في أمريكا سيكون مرتبطًا بقوة الحوسبة بنفس القدر الذي يرتبط فيه بقوة المواهب العلمية.

هناك سبب لهذا التسارع: صحيح أن اكتشاف الأدوية باستخدام الذكاء الاصطناعي يجري تطويره منذ سنوات، لكن منذ ظهور روبوت الدردشة «شات جي بي تي» (ChatGPT) وانتشاره الهائل بين الناس في أواخر 2022، وصل الأمل والحماس بشأن إمكاناته إلى مستويات غير مسبوقة. السؤال الذي ينبغي من عالم التكنولوجيا والطب الإجابة عليه هو: متى سيقدم الذكاء الاصطناعي سحره في مجال الأبحاث العلمية الصيدلانية وتطوير الأدوية الطويلة والمكلفة والمعقدة؟ وهل يمكن حقًا، كما تأمل السيد سام ألتمان Sam Altman رئيس شركة أوبن أيه آي OpenAI، أن يأتي يوم نطلب فيه من «شات جي بي تي» أن يعالج السرطان أو الزهايمر أو غيرها من الأمراض البشرية المستعصية الأخرى؟

السباق لتحقيق هذا السيناريو من الخيال العلمي جارٍ على قدم وساق. حتى يونيو 2023، حيث تم ضخ أكثر من 18 مليار دولار في حوالي 200 شركة تكنولوجيا حيوية تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، وبحلول يناير 2024، دخل 75 دواءً أو لقاحًا على الأقل من تلك الشركات مرحلة التجارب السريرية، وفقًا لشركة بوسطن للاستشارات (Boston Consulting Group). في الوقت نفسه، أحصت شركة «سايتلاين» (Citeline) المتخصصة في أبحاث سوق الأدوية، 446 جولة تمويلية بلغ مجموعها 30.6 مليار دولار في مجال علوم الحياة المدعومة بالذكاء الاصطناعي منذ عام 2020.

تأمل شركة «ريكورجن» أن تتقدم على منافسيها في مجالٍ كانت فيه الوعود أكبر من الإنجازات حتى الآن. فعلى الرغم من الطفرة في المركبات الدوائية المكتشفة بواسطة الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لم يصل أيٌ منها إلى السوق كدواء معتمد. ومعظم هذه المركبات لا تزال في مراحل مبكرة من التطوير، وقد واجهت بعض الأدوية المكتشفة بواسطة الذكاء الاصطناعي نفس المصير المحبط الذي واجهته العديد من الأدوية المطورة بالطريقة التقليدية: الفشل في التجارب السريرية على البشر.

ما زال الوقت مبكرًا جدًا للحكم على القطاع الصناعي للأدوية بأكمله من خلال هذه النكسات، إلا أن الكثيرين يميلون إلى ذلك، خصوصًا في ظل التوقعات العالية جدًا التي خلقها عشاق الذكاء الاصطناعي والنجاح الكبير لنماذج اللغة مثل «شات جي بي تي»ChatGPT. هذا الوضع يترك القطاع في موقف صعب: فالذكاء الاصطناعي التوليدي في شكله الحالي يتمحور بشكل أساسي حول معالجة اللغة، ولم يثبت بعد فاعليته الكبيرة في عالم الجزيئات والأدوية، على الأقل حتى الآن.

ولكن حتى لو لم يبدأ الذكاء الاصطناعي حتى الآن بابتكار أدوية جديدة بالكامل، فلا شك أنه يغير بشكل كبير عملية تطوير الأدوية. فعملية تطوير الدواء بالطريقة الحديثة تُعتبر ذات كفاءة منخفضة للغاية: فهي تستغرق، في المتوسط، أكثر من عقد من الزمن، وبتكلفة تقدر بحوالي 2.6 مليار دولار لإنشاء دواء واحد فقط. والوصول إلى خط النهاية والحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) ليس مضمونًا أبدًا — إذ تصل إلى السوق فقط 5% من الأدوية التجريبية التي يصممها العلماء في المختبرات.

الذكاء الاصطناعي يستطيع بالفعل، وبشكل متزايد، المساعدة في إنجاز هذه المهمة بسرعة أكبر وبتكلفة أقل وبفرص نجاح أعلى. وقد أكدت العديد من شركات الأدوية لمجلة فورتشن Fortune أن الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل في توفير الوقت والمال بطرق متعددة. فشركة «موديرنا» (Moderna)، التي تستخدم أدوات التعلم الآلي منذ ما يقارب العقد، أشارت إلى عدة استخدامات من بينها تحسين تصميم تسلسل الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، وكتابة ملفات تنظيمية من مئات الصفحات. فالمهام التي كانت تتطلب فريقًا كاملاً في الماضي، أصبح بإمكان شخص واحد فقط مراجعة عمل الحاسوب فيها الآن.

لكن رؤية بعض الشركات مثل شركة «ريكورجن» أبعد وأكبر من ذلك: فهم يراهنون على أن مزج كميات هائلة من البيانات العلمية بأدوات حوسبة قوية وجديدة سيُمكّن الذكاء الاصطناعي من فك ألغاز البيولوجيا وتصميم أدوية قادرة على علاج الأمراض التي نعاني منها.

تمامًا مثلما قامت شركة أوبن أيه آي OpenAI بإدخال كميات هائلة من النصوص العالمية في نموذج لغوي كبير لإنشاء «شات جي بي تي» ChatGPT، تؤمن شركة «ريكورجن» بأنها من خلال تغذية حاسوبها الفائق «بايوهايف-2» بالبيانات الخلوية والطبية التي تتراكم بسرعة، ستتمكن من فك أسرار البيولوجيا، وتقديم رؤى كانت عصيّة على البشر لفترة طويلة، لفهم الحالات المرضية الصعبة مثل السرطان وأمراض المناعة الذاتية والأمراض العصبية التنكسية cancer to neurodegenerative and autoimmune diseases.

من بين المستثمرين المتفائلين الذين اقتنعوا بهذا الطرح، هو مؤسس شركة «إنفيديا» ومديرها التنفيذي السيد جنسن هوانغ Jensen Huang، التي تُعد شركته ثالث أكثر الشركات قيمة في العالم، حيث استثمرت «إنفيديا» 50 مليون دولار في شركة «ريكورجن» عام 2023. وفي لقاء مع موظفي ومستثمري شركة التكنولوجيا الحيوية «ريكورجن» في يونيو الماضي، شبّه السيد هوانغ الفرصة المتاحة أمام شركة «ريكورجن» بما كانت عليه شركة «إنفيديا» في بداية ثورة الشرائح الإلكترونية قبل عقود.

وقال لهم: “إنه وقت ممتع جدًا لكم… أنا أشعر بالغيرة. قد تكونون على بعد نقرة أو نقرتين من القدرة الحقيقية على فهم معنى الحياة”.

شركة صغيرة “تراهن حيث يخاف الآخرون”

ببعض المقاييس، تُعتبر شركة «ريكورجن»، التي تأسست منذ 11 عامًا وتضم 800 موظف ولا تمتلك أي دواء معتمد بعد، خيارًا غير متوقع لامتلاك أقوى حاسوب في صناعة الأدوية. في عام 2024، حققت الشركة التي يقع مقرها في ولاية يوتا Utah — والتي تفضل أن تطلق على نفسها لقب «التكنولوجيا الحيوية» (TechBio) — إيرادات بلغت أقل قليلًا من 59 مليون دولار، بينما سجلت خسارة صافية بلغت 464 مليون دولار. وفي الأيام الأولى لتأسيس الشركة، كان السيد كريس جيبسون Chris Gibson، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس، يتوقع باستمرار أن تطور شركته 100 دواء خلال 10 سنوات. وعلى غرار كل الشركات الناشئة القائمة على الذكاء الاصطناعي، لا تزال تعمل على تطوير دوائها الأول.

لكنّ ما تمتلكه شركة «ريكورجن» بصورة استثنائية هو البيانات. كل أسبوع، تُجري الروبوتات في مختبرات شركة «ريكورجن» الآلية ما يصل إلى 2.2 مليون تجربة، حيث تقوم بنقل مختلف المحاليل التجريبية إلى عينات صغيرة من الخلايا، وكل واحدة من هذه التجارب تنتج صورة عالية الدقة تلتقط بوضوح شكل الخلايا وخصائصها الدقيقة. يمكن لتلك التجارب أن تشمل 50 نوعًا مختلفًا من الخلايا البشرية، وقد اعتمدت على ملايين المركبات وآلاف التعديلات الجينية وأكثر من تريليون خلية عصبية تم إنشاؤها في المختبر. الهدف ليس في نتيجة تجربة واحدة بعينها، بل في استخراج البيانات من العدد الهائل من التجارب. يُضاف إلى ذلك بث البث المتواصل بالفيديو من مختبرات الحيوانات بالشركة، حيث تُركّز الكاميرات على مئات الأقفاص لفئران التجارب، لتحليل التغيرات السلوكية الناجمة عن الأدوية بدقة أكبر. في آخر إحصائية، كانت شركة «ريكورجن» قد أنتجت 40 بيتابايت من البيانات من أكثر من 300 مليون تجربة، وليس لديها أي خطط للتباطؤ — وهو بالطبع السبب في حاجتها إلى حاسوب فائق.

تواجه شركة «ريكورجن» منافسة شرسة. فالوافدون الجدد على هذا المجال يواصلون الظهور، مع تمويل أكبر وأسماء أكثر شهرة. فشركة «إنسيترو Insitro» التي أسستها رائدة الذكاء الاصطناعي والحاصلة على منحة ماك آرثر للعباقرة McArthur geniusالسيدة دافني كولر Daphne Koller في عام 2018، تحظى بدعم كبار مستثمري التكنولوجيا الحيوية، وتبلغ قيمتها السوقية حاليًا 2.4 مليار دولار. وشركة «زايرا Xaira» التي يعمل بها عالم حصل مؤخرًا على جائزة نوبل Nobel، انطلقت بتمويل قدره مليار دولار في أبريل الماضي. وفي أواخر يناير، أعلن مؤسس موقع «لينكد إن LinkedIn»، السيد ريد هوفمان Reid Hoffman، تعاونه مع طبيب الأورام الحائز على جائزة بوليتزر Pulitzer Prize السيد سيدهارتا موخرجي Siddhartha Mukherjeeلإطلاق شركة «ماناس إيه آي Manas AI» لتطوير أدوية السرطان.

يبدي السيد جيبسون Gibson الرئيس التنفيذي لشركة «ريكورجن» دهشته من التغير السريع في اهتمام هذا القطاع الصناعي للأدوية، مقارنةً بالشكوك والسخرية التي واجهها قبل سنوات قليلة فقط، ويقول: «كانوا يضحكون علينا في معظم الأحيان». ولكن عندما ظهر مع السيد جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، في مؤتمر جي بي مورغان للرعاية الصحية JPMorgan’s health care العام الماضي، وجد القاعة مزدحمة برؤساء شركات الأدوية الكبرى، وهم متلهفون لسماع طرحه.

هل هي بداية طفرة، أم مجرد مبالغة؟

خلال معظم فترات التاريخ، اعتمد تطوير الأدوية الجديدة على مزيج من الملاحظة الدقيقة والحظ. اكتشف القدماء مصادفةً أن أوراق الصفصاف willow leaves والآس myrtle —وهما سلفان طبيعيان للأسبرين — يخففان الحمى وآلام المفاصل. أما السيد إدوارد جينر Edward Jenner فقد توصل إلى لقاح الجدري عبر ملاحظة أن الأشخاص الذين يعملون مع الماشية وتعرضوا لجدري البقر — وهو مرض أخف وطأة — لم يصابوا بفيروس الجدري. وتم اكتشاف مميّع الدم «الوارفارين warfarin» من خلال دراسة وباء «مرض البرسيم الفاسد» بين أبقار الألبان في ولاية ويسكونسن Wisconsin، حيث كانت الأبقار تموت نتيجة النزيف.

في أواخر القرن الماضي، أتاحت التطورات في علم الوراثة genetics والبيولوجيا الجزيئية molecular biology للعلماء تركيز جهودهم بدقة أكبر، وذلك من خلال تحديد الأهداف البيولوجية وتصميم أدوية تستهدفها بشكل يُغيّر مسار المرض. ومع ذلك، ظلّ هذا المسار يعتمد بشكل كبير على التجربة والخطأ عبر سنوات عديدة ومراحل متعددة، بدءًا من اكتشاف الدواء وتصميمه، مرورًا بالتطوير ما قبل السريري (حيث تُختبر المركبات من ناحية السلامة والفعالية على الخلايا والحيوانات)، وصولاً إلى التجارب السريرية التي يتم فيها اختبار الدواء التجريبي على البشر في ثلاث مراحل متتالية. المذهل في الأمر أن 90% من جميع الأدوية المرشحة تفشل عند اختبارها على البشر، مما يعني أن دواءً واحدًا فقط من كل 10 أدوية ينجح في الحصول على الموافقة النهائية، رغم إنفاق ملايين الدولارات.

وفي ظل هذا الوضع القائم، إذا استطاع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بشكل أفضل بالأدوية التي يُحتمل أن تنجح أو حتى تلك التي ستفشل، مما يوفر الوقت والتكاليف الباهظة للفشل في المراحل المتقدمة ويزيد من نسبة النجاح، فإن ذلك سيُحدث فرقًا كبيرًا. يقول السيد جيبسون، الرئيس التنفيذي لشركة «ريكورجن»: «ما أقوله دائمًا لفريقي هو أنه حتى لو فشلت 80% من أدويتنا في التجارب السريرية، فإننا نكون أفضل مرتين من متوسط الصناعة، ويمكن أن نصبح الشركة الأكثر إحداثًا للتغيير في هذا المجال.»

يبدو المستقبل الذي تتمكن فيه أجهزة الكمبيوتر من التنبؤ، أو حتى ابتكار الدواء القادم الأكثر نجاحًا، أقرب من أي وقت مضى، بفضل مجموعة من الاختراقات التكنولوجية الحديثة البارزة، من نماذج اللغة الكبيرة مثل شات جي بي تي ChatGPT، إلى أدوات «ثورة الدقة resolution revolution» مثل المجهر الإلكتروني فائق البرودة (cryo-EM)، وهذه الأدوات زودت العلماء ببيانات أكثر ثراءً. يُضاف إلى ذلك منصة «ألفافولد» (AlphaFold) التي طورتها شركة ديب مايند DeepMind التابعة لشركة ألفابت Alphabet، والتي تتنبأ بدقة عالية ببنية أكثر من 200 مليون بروتين، بما في ذلك عشرات الآلاف من البروتينات الموجودة لدى البشر. الآن تُعرف هذه الشركة باسم جوجل ديب مايند Google DeepMind، وقد ظهرت نسختها الأولى عام 2020، وحصل مطوروها الرئيسيون على جائزة نوبل في الكيمياء العام الماضي.

يرى البعض أن هذه الابتكارات وضعت الصناعة على أعتاب طفرة إنتاجية غير مسبوقة، في حين يعتبر آخرون أنها مجرد لحظة مبالغ بها في مسار طويل من التغييرات التدريجية. سيخبرك أنصار الرأي الأخير أن الذكاء الاصطناعي هو في الحقيقة مجرد أحدث مصطلح عصري أو كلمة طنانة لتقنية متطورة كان يُتوقع أن تحدث ثورة في مجالهم منذ سنوات (مثل التعلم الآلي، والبيانات الضخمة، وحتى منذ زمن بعيد تقنية QSAR أو «العلاقة الكمية بين البنية والنشاط»). في الواقع، إنها ثورة طال انتظارها، حيث كانت مجلة فورتشن Fortune قد وصفت دواءً صممته شركة «ميرك Merck» باستخدام الكمبيوتر على غلافها في أكتوبر 1981، مع عبارة «الثورة الصناعية القادمة».

لعبت الحواسيب والبيانات دورًا في تطوير الأدوية منذ ذلك الحين، لكن استخدامها لم يُترجم حتى الآن إلى مكاسب واسعة النطاق في إنتاجية البحث والتطوير. بل على العكس، شهدت صناعة الأدوية خلال العقود السبعة الماضية تراجعًا مستمرًا، حيث أصبح تطوير أدوية جديدة يستغرق وقتًا أطول وتكلفة أكبر مع مرور الزمن. انخفض عدد الأدوية الجديدة التي تمت الموافقة عليها مقابل كل مليار دولار يتم إنفاقها على البحث والتطوير إلى النصف تقريبًا كل تسع سنوات. هذه الظاهرة لها اسم خاص بها: قانون «إيروم» (Eroom’s Law)، وهي عكس كلمة «مور» (Moore) إشارةً ساخرة إلى قانون مور الخاص بزيادة سرعة تطوير رقائق الكمبيوتر، ولكن في مسار معاكس تمامًا في الابتكار الصيدلاني.

يُعزى هذا الاتجاه إلى عدة أسباب: فالتنظيم الحكومي أصبح أكثر صرامة، على سبيل المثال. لكن تكمن معظم صعوباتنا في البحث والتطوير في محدودية فهمنا للبيولوجيا: لقد تمكّنا بالفعل من حلّ المشكلات الأسهل. أما حل المشكلات الأكثر تعقيدًا فيتطلب فهمًا ونماذج بيولوجية جديدة، وعادةً ما يكون استثمارنا في هذا المجال غير كافٍ، حسب ما يشرح السيد جاك سكانيل Jack Scannell، الخبير في إنتاجية البحث والتطوير والذي ابتكر مصطلح «قانون إيروم» “Eroom’s Law، حيث يقول: «نحن عالقون مع أمراض كثيرًا ما تقدّم لنا النماذج إجابات خاطئة بشأنها.»

إن العلم معقّد للغاية، نظرًا للطبيعة الواسعة والمتعددة الأوجه وغير المتجانسة للبيولوجيا البشرية. تُشبّه السيدة أفيف ريغيف Aviv Regev، رئيسة الأبحاث والتطوير المبكر المعتمد على الذكاء الاصطناعي في شركة التكنولوجيا الحيوية «جينينتك» (Genentech)، عمل الصناعة في تطوير الأدوية في هذا المجال الضخم بعملية «البحث تحت عدة مصابيح صغيرة — قليل من البحث هنا، وقليل هناك، وهكذا».

هنا ترى السيدة ريغيف أن التقاء التقنيات الجديدة مع البصيرة البشرية يُحدث نقلة نوعية: فالعلماء وحدهم لا يمكنهم فهم الكم الهائل من البيانات البيولوجية المتاحة لهم حاليًا، لكن بإمكان الذكاء الاصطناعي المدرَّب على هذه المعلومات — من صور عالية الدقة للخلايا العصبية إلى التسلسلات الجينية وصولًا إلى سجلات المرضى — أن يساعد الباحثين على اكتشاف الأنماط وإقامة الروابط اللازمة للخروج بأفكار مبتكرة لفهم الأمراض وتطوير الأدوية لعلاجها في مختلف الفئات السكانية.

ولكن، هل يمكننا الوثوق بالذكاء الاصطناعي — المعروف بحدوث «الهلوسة» في مجالات أخرى — ليقدم لنا معلومات موثوقة حول كيمياء الدماغ المتعلقة بالاكتئاب؟ أو حول آليات عمل خلية سرطانية؟ لتوفير التدقيق والتوازن، تعتمد السيدة ريغيف طريقة عمل منتشرة في الصناعة تُعرف بـ«المختبر ضمن الحلقة» (Lab-in-the-loop)، حيث تُختبر توقعات نموذج الذكاء الاصطناعي في المختبرات الفعلية مباشرة.

تُعاد البيانات من هذه التجارب الواقعية إلى النموذج، فيتعلم الذكاء الاصطناعي باستمرار ويحسّن أداءه ليقدم توقعات أفضل وأكثر دقة. وتضيف أنه يجب إجراء التجارب على نطاق واسع لتحقيق الفائدة، وتدريب نماذج فعالة، والعمل بشكل أسرع وأفضل. وقد تعاونت شركة «جينينتك» مع شركة «ريكورجن» في بعض هذه الأعمال، التي وصفتها السيدة ريغيف بأنها واعدة: «نرى الآن جوانب بيولوجية معروفة لخبراء الأمراض، بالإضافة إلى جوانب بيولوجية محتملة وجديدة لم تكن معروفة من قبل.»

اختراقات مُبشرة وانتكاسات

حصل السيد جيبسون على فكرة شركة «ريكورجن» في عام 2013 أثناء إجرائه أبحاثًا لنيل شهادة الدكتوراه في جامعة يوتا University of Utah حول مرض التشوه الكهفي الدماغي (CCM) Cerebral Cavernous Malformation، وهو مرض عصبي وعائي نادر يُعتقد أنه يصيب أكثر من مليون شخص حول العالم. لا توجد علاجات متاحة حاليًا لـ CCM، والذي يمكن أن يؤدي إلى نزيف في الدماغ وسكتة دماغية، كما أن تطوير علاج له بالطريقة التقليدية أمر صعب ومرهق — إذ يتطلب أولاً تحديد الهدف الجزيئي ثم تطوير دواء يتفاعل معه بشكل فعال.

كانت لدى السيد جيبسون فكرة مختلفة. باستخدام برنامج جديد لتحليل الصور يعتمد على التعلم الآلي يسمى «مُحلِّل الخلايا CellProfiler»، تمكن من مقارنة صور الخلايا المريضة مع الخلايا السليمة لمعرفة ما إذا كانت هناك مركبات قادرة على استعادة صحة الخلايا المريضة. باستخدام هذه التقنية، وجد السيد جيبسون دواءين محتملين قد يعالجان مرض التشوه الكهفي الدماغي (CCM): فيتامين د ومركب يُعرف باسم «تيمبول» (Tempol). كانت هذه النتائج مجرد «اكتشافات أولية»، أو مواد دوائية محتملة ستحتاج إلى اختبارات وتنقيحات إضافية، ولكنها بدت واعدة. تساءل السيد جيبسون: ألا يمكنه تطبيق نفس المنهج على أمراض أخرى صعبة العلاج؟ في ذلك العام، أخذ إجازة من كلية الطب لتأسيس شركة «ريكورجن» مع أستاذه السيد دين لي Dean Li (الرئيس الحالي للأبحاث في شركة ميرك Merck Research) وصديقه السيد بليك بورجيسون Blake Borgeson، مع طموح لتصنيع وتطوير اكتشاف الأدوية.

بعد أحد عشر عامًا على تأسيس الشركة، لا تزال شركة «ريكورجن» تعمل على إيصال المركب  REC-994 — الذي تحمس له السيد جيبسون لأول مرة أثناء دراسته العليا — إلى السوق. في سبتمبر، عندما أعلنت الشركة لأول مرة نتائج دراسة المرحلة الثانية التي شملت 62 مشاركًا يعانون من التشوه الكهفي الدماغي CCM، أثبت الدواء سلامته وتحمّل المرضى له بشكل جيد — وهذا كان هدف الدراسة الأساسي — لكن بيانات الفعالية الأولية كانت متباينة. ففي حين أشارت صور التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) إلى أن الدواء كان يعمل إلى حد ما، إلا أن الأطباء والمرضى أنفسهم لم يلاحظوا أي تحسن. نتيجة لذلك، تراجعت أسهم شركة «ريكورجن» بنسبة 17% تقريبًا في ذلك اليوم. وفي أوائل فبراير، أصدرت الشركة بيانات أكثر تفصيلاً لكنها ليست ذات دلالة إحصائية، أشارت إلى أن المرضى كانوا يشهدون تحسنًا وظيفيًا أيضًا؛ وارتفعت أسهم الشركة إثر ذلك بنسبة 2.7%.

يعرب السيد جيبسون عن عدم اكتراثه لتقلبات السوق، قائلاً في رسالة بريد إلكتروني لمجلة «فورتشن Fortune» في فبراير: «أنا متفائل بما تمكنّا من إظهاره. أعتقد أننا نمتلك دواءً محتملاً في مجال لم يجرؤ كثيرون على استكشافه من قبل». وتناقش الشركة الآن الخطوات التالية مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، حيث تواجه تحديات مع دواء هو الأول من نوعه، مثل تحديد أفضل الطرق لقياس التحسن السريري، بينما تستمر في تطوير سبعة أدوية أخرى قيد التجارب السريرية لعلاج أمراض مثل السرطان، وعدوى المطثية العسيرة (C. Difficile) وهي عدوى بكتيرية عنيدة تسبب الإسهال وقد تكون مهددة للحياة، وكذلك الورم الليفي العصبي من النوع الثاني neurofibromatosis type II، وهو مرض يتسم بنمو أورام حميدة في الجهاز العصبي.

يرى آخرون نتائج شركة «ريكورجن» غير المُرضية كجزء من نمط عام في هذا المجال. فقد توقفت شركة «بينيفولنت إيه آي» (BenevolentAI)، وهي شركة بريطانية ناشئة تأسست عام 2013 ووصلت قيمتها في وقت سابق إلى ملياري دولار، عن تطوير دوائها الأكثر تقدمًا والمخصص لعلاج الإكزيما eczema، عندما أظهرت تجربة المرحلة الثانية (Phase 2a) عدم تحسن المرضى سريريًا في عام 2023؛ وانخفضت قيمة أسهم الشركة بأكثر من 80% بعد هذه النتائج. وبعد جولتين من تسريح العمال، أصبحت القيمة السوقية للشركة الآن حوالي 13 مليون دولار فقط. كما أن شركة «إكس ساينتيا» (Exscientia)، التي تأسست عام 2012 ووصلت قيمتها في السابق إلى 3 مليارات دولار، توقفت عن تطوير برنامجين من برامجها في مراحل التطوير الأخيرة؛ وفي سبتمبر، اندمجت مع شركة «ريكورجن».

تدّعي شركة «إنسيليكو ميديسن» (Insilico Medicine)، التي تقول إنها الشركة الأولى التي طورت دواءً تم اكتشافه وتصميمه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي ووصل إلى دراسات المرحلة الثانية، بأنها تمكنت من نقل المركب من مرحلة الفكرة إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر في غضون 18 شهرًا فقط (مقارنة بالمعدل المعتاد في الصناعة، وهو 4.5 سنوات). يستذكر المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك السيد أليكس زافورونكوف Alex Zhavoronkov كيف اتصل به رئيس قسم البحث والتطوير في الساعة الثانية صباحًا، بحماس شديد، ليشاركه النتائج الأولية من دراسة على مرضى التليف الرئوي مجهول السبب (Idiopathic Pulmonary Fibrosis)، وهو مرض نادر يزداد انتشاره ويصيب حوالي 3 ملايين شخص حول العالم، حيث يسبب تصلبًا وندوبًا في أنسجة الرئة ويؤدي عادةً إلى الوفاة في غضون سنوات قليلة.

في نوفمبر الماضي، أعلنت شركة «إنسيليكو Insilico» النتائج علنًا من تلك الدراسة التي شملت 71 مريضًا في مواقع مختلفة في الصين. أظهرت البيانات أن الدواء آمن، ورغم أن النتائج لم تكن ذات دلالة إحصائية، إلا أن المرضى تحسنت حالتهم — حيث شهدوا تحسنًا في وظائف الرئة متناسبًا مع كمية الدواء التي تلقوها خلال الدراسة التي استمرت 12 أسبوعًا. وقد أخبرني السيد زافورونكوف في الخريف الماضي، قائلا: «لم نتوقع أن نرى ذلك خلال هذه الفترة القصيرة». هناك دراسة أخرى للمرحلة الثانية من الدواء ما تزال جارية في الولايات المتحدة. رغم كون هذه النتائج أولية، إلا أن السيد زافورونكوف اعتبر نتائج المرحلة الثانية «علامة فارقة بالغة الأهمية في اكتشاف الأدوية بواسطة الذكاء الاصطناعي».

تشير أبحاث أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية (Boston Consulting Group) إلى أن الذكاء الاصطناعي يقلل بعض الشكوك المتعلقة بعملية التجارب الطبية. حيث قامت الشركة بمراجعة خطوط تطوير الأدوية لأكثر من 100 شركة ناشئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجال التكنولوجيا الحيوية، ووجدت أن هذه الشركات حققت معدلات نجاح تتراوح بين 80% إلى 90% في تجارب المرحلة الأولى (وهي دراسات صغيرة عن السلامة)، وهذه المعدلات أفضل بكثير من المعدل المعتاد في الصناعة والذي يتراوح بين 40% إلى 65%. أما في تجارب المرحلة الثانية، فكانت معدلات النجاح مماثلة لمتوسط الصناعة. ولا تتوفر حتى الآن بيانات كافية للخروج باستنتاجات نهائية حول تجارب المرحلة الثالثة.

سباق عالي المخاطر

من سيستفيد من تحسّن الكفاءة بفضل الذكاء الاصطناعي، ومن سيكون الأول في طرح دواء تم اكتشافه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي في الأسواق؟ يعتقد البعض أن شركات الأدوية الكبرى (Big Pharma) تمتلك ميزة في هذا السباق بسبب مواردها الضخمة وامتلاكها لكميات هائلة من البيانات الخاصة التي يمكن نظريًا استخدامها في تدريب الذكاء الاصطناعي. لكن آخرين يشيرون إلى أن الحجم الكبير لا يعني بالضرورة الأفضلية في هذا المجال، حيث إن الكثير من بيانات شركات الأدوية الكبرى فوضوية وغير معيارية وتحتاج إلى تنقيح كبير قبل استخدامها في هذه الأغراض. بالإضافة إلى ذلك، فإن التغييرات التنظيمية المطلوبة لإعادة هيكلة عمليات البحث والتطوير الضخمة أمر محفوف بالصعوبات.

في الوقت نفسه، فإن الشركات الناشئة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل شركة «ريكورجن»، تقوم ببناء مجموعات البيانات من الصفر خصيصًا لغرض استخدامها في تدريب الذكاء الاصطناعي، كما تقوم بتوظيف فرق «ثنائية اللغة» — تضم مهندسي الكمبيوتر بالإضافة إلى علماء الأحياء والكيميائيين — الذين يرون أنهم الأنسب للقيام بهذه المهمة.

زرت مقر شركة «ريكورجن» في يوم شديد الحرارة من يونيو الماضي بمناسبة “يوم التنزيل” (Download Day)، وهو الحدث السنوي الذي تقدم فيه الشركة تحديثاتها للمستثمرين والذي تحدث فيه الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، السيد هوانغ. تقع مكاتب الشركة في منطقة تشهد تجديدًا في وسط مدينة سولت ليك سيتي Salt Lake City، في مبنى كان سابقًا متجرًا لسلسلة ديك سبورتنج جودز Dick’s Sporting Goods. وبين مختبرات الشركة اللامعة المدارة بواسطة الروبوتات ومنطقة مكاتب الموظفين، يوجد جدار تسلق ضخم من ثلاثة طوابق — وهو ميزة ترفيهية وربما استعارة رمزية للمسار الشاق والصعب الذي تواجهه شركة لاكتشاف الأدوية عبر الذكاء الاصطناعي مثل شركة «ريكورجن».

نظرًا للفجوة بين التوقعات المبالغ فيها بشأن التغييرات التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي في القطاع، والواقع الذي يشير إلى أن تحقيق هذه الوعود سيستغرق بعض الوقت، يبدو أن السوق غير متأكد من كيفية تقييم شركة مثل «ريكورجن». قبل أربع سنوات، في الأيام المزدهرة خلال جائحة كورونا، وبعد فترة قصيرة من إدراجها في البورصة، بلغت القيمة السوقية لشركة «ريكورجن» 7 مليارات دولار. أما الآن، في الأيام الأخيرة مما يُعرف بـ”شتاء التكنولوجيا الحيوية” الذي استمر لعدة سنوات في سوق المال والأعمال وول ستريت Wall Street ، تواصل شركة «ريكورجن» العمل على أكثر من 20 برنامجًا في مراحل التطوير ما قبل السريرية والسريرية، وتبلغ قيمتها حاليا 2.1 مليار دولار. وسعت الشركة منصتها بشكل كبير من خلال الاستحواذ على شركات وإمكانيات متعددة، وتشكيل شراكات بارزة مع شركات الأدوية، وجذب استثمار مميز بقيمة 50 مليون دولار من شركة «إنفيديا»، وتراكم كميات هائلة من البيانات، وبالطبع بناء أكبر حاسوب عملاق في المجال لمعالجة تلك البيانات. وقال السيد جيبسون في مكالمة أرباح شهر فبراير الماضي متحدثًا عن حاسوب بايوهايف-٢ BioHive-2: «لقد شغلنا هذا الجهاز بأقصى قوة»، مشيرًا إلى أن فريقه يقوم ببناء نماذج بيولوجية جديدة باستخدام هذه القدرات الحاسوبية الهائلة. وأضاف: «شركة ريكورجن متقدمة بسنوات على أي جهة أخرى تقريبًا في هذا المجال».

قد يكون السباق الحقيقي لشركات مثل شركة «ريكورجن» هو سباقًا ضد الزمن: فالمستثمرون قلقون ومتلهفون لرؤية نتائج ملموسة. يعتقد السيد زافورونكوف من شركة «إنسيليكو Insilico» أن التشكيك في القطاع سيظل قائمًا حتى ينجح المجال في إنتاج دواء ناجح وواسع الانتشار يتم اكتشافه بواسطة الذكاء الاصطناعي. ولكن في غضون ذلك، يشجع السيد زافورونكوف المستثمرين والقطاع ككل على التركيز على المعايير المبنية على البيانات بدلًا من جولات التمويل الكبيرة والضجيج الإعلامي.

«على وشك الوصول إلى القمة»

تمثل قصة شركة «ريكورجن» الجانبين المشرق والمتواضع لمهمتها، كما تعكس الصلابة المطلوبة والغرور الحتمي لأولئك الذين يخوضون هذه التجربة. فالبيولوجيا معقدة بشكل مذهل، وتطوير الأدوية عملية بالغة الصعوبة. كما أن الموارد (وصبر المستثمرين) محدودة، وحتى مع وجود أذكى وأحدث التقنيات، فإن بعض مراحل العملية ستستغرق وقتًا طويلًا. قد ينجح الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في قطاع الأدوية، وقد تبرز شركة «ريكورجن» كفائز في هذا المجال. ولكن في الوقت الحالي، ما يزال أمام البشر الكثير من العمل للقيام به.

يعبّر السيد جيبسون بصراحة عن وضع شركته في رحلتها. ففي عرضه خلال “يوم التنزيل”، عرض الرئيس التنفيذي شريحة تصوّر التقدم التكنولوجي في صناعة النقل، وقارن موقع شركة «ريكورجن» حاليًا بسيارة “موديل تي” القديمة — متقدمة على الحصان، لكنها بعيدة عن سيارات “تسلا” الحديثة. وقال السيد جيبسون لجمهور المستثمرين: «نحن نُغيّر بشكل جذري الطريقة التي يتم بها اكتشاف وتطوير الأدوية، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل».

في وقت لاحق من اليوم، قدّم السيد هوانغ من شركة «إنفيديا» رؤية أكثر تفاؤلًا عندما التفت إلى السيد جيبسون وقال: «أنت ذلك المقبض الأصفر»، مشيرًا إلى نقطة مرتفعة على جدار التسلق داخل مقر الشركة. ثم أضاف السيد جيبسون، موضحًا المعنى: «لمن لا يستطيعون الرؤية، هذا يعني أننا تقريبًا في قمة الجدار». في هذا التصوير المجازي، كان التشبيه يعكس مدى قرب الفريق من بلوغ أهدافه، ويعبّر عن روح الأمل والتقدم التي تسود بين أفراده.

نبذة مختصرة عن كاتبة الموضوع:

السيدة إريكا فراي Erika Fry كاتبة أولى في مجلة «فورتشن Fortune» سابقا، وتركز في عملها على الصحافة الاستقصائية والتقارير المتخصصة في الرعاية الصحية والأعمال الدولية. قبل انضمامها لمجلة «فورتشن» عام 2012، عملت السيدة إريكا ككاتبة ومحررة مساعدة في مجلة Columbia Journalism Review، وصحفية استقصائية في صحيفة Bangkok Post. السيدة إريكا من مواليد سيدار رابيدز Cedar Rapids بولاية أيوا Iowa، وهي خريجة كلية دارتموث Dartmouth Collegeوحاصلة على درجة الماجستير في الصحافة السياسية من كلية الصحافة بجامعة كولومبيا Columbia University Graduate School of Journalism.

وحازت على عدة جوائز مرموقة، وساهمت في مشاريع متعددة من بينها:

  • جائزة WERT للتقارير العالمية في قطاع الأعمال.
  • جائزة جيرالد لوب Gerald Loeb للصحافة المتميزة في الأعمال والمالية.
  • رشحت قصتها حول الإطلاق المضطرب لأول لقاح ضد حمى الضنك في الفلبين لجائزة المجلة الوطنية،
  • تم تضمينها في كتاب “أفضل الكتابات الصحفية الأمريكية لعام 2020”.
  • شاركت في رئاسة مؤتمر “أقوى النساء عالميًا” لمجلة «فورتشن»،
  • ساهمت في عدة مشاريع لمجلة «فورتشن» مثل “العصف الذهني الصحي” Brainstorm Health وتغيير العالم Change the World
  • غطت مواضيع من الهند والمكسيك والمملكة العربية السعودية وعدد من البلدان الأخرى.

الموضوع الأصل باللغة الإنجليزية متوفر على الرابط التالي:

https://fortune.com/2025/04/03/recursion-pharmaceuticals-ai-drug-discovery/?utm_source=iterable&utm_medium=email-blast&utm_campaign=spotlight-13113645&tpcc=NL_Marketing

Previous post الضجة والواقع للتجارة الإلكترونية بين الشركات (B2B)

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *