مسؤول مصرفي يشيد بدور مؤسسة النقد العربي السعودي في توطين التجارة الإلكترونية
مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط حول التجارة الاليكترونية
لندن: غالب درويش – صحيفة الشرق الاوسط حسب الرابط أدناه
السبـت 09 ربيـع الاول 1422 هـ 2 يونيو 2001 العدد 8222
أكد عبد الله العوامي رئيس وحدة الحلول الالكترونية في البنك السعودي الامريكي «سامبا» بالرياض بأن استخدام الانترنت في التجارة الالكترونية آخذ في نمو متصاعد بعد ادراك اهمية قطاع الدعاية والترويج لاستقبال طلبات المستهلكين على الانترنت بحثا عن اسعار مناسبة. وقال العوامي في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان التجارة الالكترونية المباشرة بين الشركات (بي.تو.بي) ستظل مهيمنة على السوق العالمي في الفترة المقبلة وهو ما يؤكده العديد من الاكاديميين والمتخصصين في هذا القطاع حيث يشير كلايتون كرستسين الاستاذ في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الاميركية بأن شبكة الانترنت ستصبح اقوى الوسائط المباشرة التي ابتكرت حتى الان. واشار العوامي الى ان المرحلة الانتقالية من التجارة التقليدية الى الالكترونية ستكون مرحلة مهمة وحساسة ولن تبقى عذرا للذين سيتمسكون بالنماذج التسويقية التقليدية او المعتمدة حاليا.
وأكد العوامي على اهمية تحديث البنية الاقتصادية لدول التعاون لتفسح المجال امام استخدام وسائل الاتصال المتقدمة. وقال بأن هناك فرصا كبيرة لشركات تقنية المعلومات في دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصا السعودية لتحتل مكانا متميزا في حركة الاقتصاد الوطني. وتوقع ان يشهد العام الحالي نموا متزايدا في قطاعات مرتبطة بالتجارة المباشرة ومن بينها اتجاه ادارة المعرفة وقطاع الخدمات، وتلبية طلبات الزبائن وهو ما تسعى الى تحقيقه المصارف في منطقة الخليج في خططها المستقبلية.
مشيرا الى ان احصائيات شركة الاتصالات السعودية تتوقع ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت في السعودية الى 3 ملايين و300 الف مستخدم عام 2004 معتبرا هذا التوقع قفزة كبيرة في التطور الاجتماعي اضافة الى انه سيطرح تحديا للبنوك والشركات السعودية من اجل تقديم خدمات مميزة لهذا الجيل الجديد. في وقت اشاد فيه العوامي بالدور الريادي الذي تقوم به مؤسسة النقد العربي السعودي في دعم القطاع المصرفي والشركات في تطوير خدماتها الالكترونية مبينا بأن مؤسسة النقد قدمت خدمات مميزة ومتقدمة على عدد من البنوك المركزية في العالم ومن ابرزها نظام «سريع» ونظام «سبان» وركز العوامي في حديثه على ان المعاملات والخدمات في قطاع الانترنت تجري بسرعة كبيرة ومن هنا يأتي اهمية تركيز الشركات على تطوير مشاركتها في هذا التغيير مؤكدا في الوقت نفسه على ان سرعة الاستجابة في تلبية الطلبات وخفض كلفتها في قطاع التجارة الالكترونية سيزيد من معدل التحدي لمعظم الشركات التي ما زالت تنظر باهتمام كبير لهذا التطور وهو ما سيزيد الامور تعقيدا في تعاملاتها المستقبلية.
وبسؤاله عن دول التعاون وهل استطاعت مجاراة هذا التغيير. اجاب بصراحة «نحن لم نتفاعل بالشكل المطلوب مع هذا التطور الذي يحيط بنا، فقطاعات المال والاعمال في منطقتنا ما زالت تعتمد اساليب الاستيراد المطبقة بين دولها وبين الدول الغربية، في حين ينبغي التفكير في ايجاد نماذج تجارية محلية فاعلة اولا بين دول التعاون حتى نتمكن من تطويرها مع الدول الاخرى. وأوضح العوامي بأنه حان الوقت للشركات في دول الخليج بان تجري حسابا لأعمالها وأرباحها فيما لو اخذت بوسائل التجارة الاكترونية وتراقب في الوقت نفسه ايراداتها الحالية. وعبر هذه الدراسات سيتضح بأن الخطوة المهمة التي ينبغي للشركات القيام بها في رفع مستواها المالي هي التحول نحو القطاع الالكتروني كأولى الخطوات في خططها المقبلة.
وقال ان التعامل مع التجارة الالكترونية ينبغي الا ينطلق من استغلال نماذج عملية تجارية قائمة كانت ناجحة او فاشلة وما ينبغي استحضاره هو ان التقنية لا يمكنها ان تكون فاعلة بمفردها، بل تحتاج الى قطاع تجاري ومالي قوي لتعمل على تسهيلها وتحسين مستوى المنتجات او الخدمات.
وردا على سؤال حول ابرز الطرق الناجحة للتسوق عبر الانترنت. قال «بصرف النظر عن نوعية او حجم الاعمال التجارية يظل التسويق امرا مهما وضروريا. حيث يأخذ اشكالا متعددة. الا انه اوضح بالقول ان تثبيت موقع على الانترنت لبيع المنتج لا يكفي اذا لم تساهم رسالتك التجارية في بيعها بصورة تنافسية». وقال «ربما كان من بين الاسئلة المهمة التي يتوجب على صانع القرار ان يطرحها هي هل ستكون الانترنت عملا تجاريا بحد ذاته ام هي مجرد واسطة؟ فاذا كان الجواب عملا تجاريا فحينها ينبغي ان تبدأ من نقطة الصفر. وهذا يعني ان عالم الانترنت له استراتيجياته التسويقية والانتاجية الخاصة به. وان كانت الانترنت مجرد واسطة فحينها لن تكون اكثر من قناة لتسهيل العمل مثل جهاز الراديو او التلفزيون او المجلات».
وختم العوامي حديثه «بأن ليس هناك استراتيجية خاطئة واخرى صائبة في قطاع التجارة الالكترونية بل ان النجاح يعتمد على مدار تركيز العمل التجاري والقدرة على تسويقه. موضحا بأن قطاع المصارف في السعودية بدأ يخطو باتجاه هذا القطاع الحيوي لتصبح شبكة الانترنت واسطة متممة للهاتف وللوسائط التقليدية الاخرى. وفي نهاية المطاف، علينا القول ان ما توفره الانترنت من ادوات تضاف الى معدلات السرعة في تلبية احتياج المستهلكين سيوفر للشركات آلية تسويقية ودعائية جديدة اكثر تركيزا في زيادة فعالية الرسالة التسويقية وسط خفض لمعدلات التكلفة.
https://archive.aawsat.com/details.asp?article=40978&issueno=8222#.XrkEiy9h1aM