بناء الثروة يبدأ بالتفكير خارج عواطفك
ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي
بقلم: السيدة شانا ليبوفيتز Shana Lebowitz
مراسلة لمجلة بزنيس انسايدر Business Insider، والكاتبة مهتمة بتغطية التطوير الوظيفي وثقافة مكان العمل.
المصدر: موقع مجلة بزنيس انسايدر www.businessinsider.com
تاريخ النشر: ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧م
الموضوع هو مراجعة لكتاب المال والمنطق Dollars and Sense تحت عنوان: بناء الثروة يبدأ بالتفكير خارج عواطفك – وهنا خمس حيل وألاعيب ذهنية تقف في طريقك
إن توفير المال أمر أصعب بكثير مما يبدو، حيث تظهر على السطح أشياء كثيرة للصرف، مثل: إصلاح السيارات، هدايا الزفاف، دعوات الحفلات، وفجأة تذهب عزيمتنا الحسنة والجدية للتوفير مباشرة الى خارج النافذة.
فإذا كنت تحاول توفير المزيد وتنفق القليل، ستنجح كثيرا في إيقاف اخبار نفسك عن أهمية رفاهيتك مستقبلا. وبدلا من ذلك، عليك خداع نفسك.
“المال والمنطق: كيف نسيء استخدام المال وكيف ننفق بشكل أذكى”، هو كتاب جديد من قبل خبير اقتصاديات السلوك بجامعة ديوك السيد دان أريلي والمحامي الذي تحول إلى الكوميدي جيف كريسلر. يلخص المؤلفان عدة طرق يميل الناس فيها إلى التعامل مع أمورهم المالية بطريقة غير عقلانية، ويقدم المؤلفان سلسلة من الاستراتيجيات الإبداعية لتساعد الناس في إدارة أموالهم بشكل أفضل.
في التالي تجدون، ما جمعه فريق موقع بزنس انسايدر من الكتاب المذكور وهي خمسة من أبسط الأفكار وأكثرها إقناعًا.
أولاً – نحن لا نعتبر أو نفكر في أي مكان اخر يمكن أن تذهب أموالنا اليه:
يستخدم العلماء مصطلح “تكاليف الفرصة البديلة” لوصف البدائل، بمعنى: إذا أنفقت المال على شيء واحد، فلا يمكنك إنفاقه على شيء آخر. وإذا كنت تأخذ الوقت الكافي للتفكير في كل الأشياء التي تستسلم لها تحت الضرورة عند إنفاق مبلغ معين من المال، فقد تكون أقل ميلاً إلى إنفاق ذلك المبلغ. هذا ليس سهلا، ولكن هذا التفكير يعمل بنجاح.
تعود هذه النصيحة إلى ما يلاحظه المؤلف السيد جيسي ميشام في كتابه القادم “أنت بحاجة إلى ميزانية”. حيث يقول: إذا قمت بتخصيص مبالغ محددة من المال لاحتياجات محددة – على سبيل المثال، بتخصيص مبلغ ١٠٠ دولار في الشهر لإصلاح مشاكل السيارة – ستكون أقل عرضة لتنفق هذا المبلغ مما لو كنت ببساطة خصصت هذا المبلغ كصندوق طوارئ عام.
ثانيًا – نفكر في المال بطريقة نسبية، وليس بطريقة مطلقة:
هناك قصة افتراضية حول المال والمنطق توضح بشكل مثالي كيفية تبرير بعض النفقات. وفيما يلي ملخص القصة:
تذهب لشراء زوج من الأحذية الرياضية بقيمة ٦٠ دولارًا وتكتشف أن نفس الزوج معروض للبيع مقابل ٤٠ دولارًا في متجر يبعد خمس دقائق. معظم الناس سيتنقلون خمس دقائق من أجل توفير ٢٠ دولارا.
ثم تذهب لشراء مجموعة أثاث مقابل ١٠٦٠ دولارا، وتكتشف أن المجموعة نفسها معروضة للبيع بسعر ١٠٤٠ دولارا في متجر يبعد خمس دقائق. في هذه الحالة، معظم الناس لن ينتقلوا خمس دقائق لتوفير ٢٠ دولارًا.
السبب يرجع لأننا نرى كل النفقات نسبية – في الحالة الاولى نستطيع توفير ٣٣ ٪ وفي الحالة الثانية نستطيع توفير فقط ٢ ٪، على الرغم من أننا نوفر ٢٠ دولارا في كلتا الحالتين.
ويكتب المؤلفان: “عندما تدخل النسبية حيز التنفيذ، يمكننا أن نجد أنفسنا نتخذ قرارات سريعة بشأن المشتريات الكبيرة وبطيئة بشأن المشتريات الصغيرة، كل ذلك لأننا نفكر في النسبة المئوية لمجموع الإنفاق، وليس المبلغ الفعلي”.
ثالثاً – نحن نعتقد خطأً أن ممتلكاتنا لها نفس القيمة كما هي لشخص آخر:
يصف “تأثير الهبة” ميولنا إلى المبالغة في تقدير الأشياء التي نملكها.
يستخدم المؤلفان قصة افتراضية أخرى لشرح كيف يمكن أن يعمل تأثير الهبة ضدنا.
زوجان يبيعان منزل العائلة القديم ويعتقدان أنه يستحق ١,٣ مليون دولار. ويقترح المكتب العقاري في ادراجه بمبلغ ١,١ مليون دولار، مشيرا إلى أن المنزل يحتاج إلى الكثير من الاصلاحات. ويستمر الاخذ والرد بين البائع والمشتري ذهابًا وإيابًا حول مقدار القيمة التي يستحقها المنزل.
إذا احتفظ الزوجان بالمنزل ورفضا إدراجه بالسعر المقترح، فربما لن يبيعاه أبدًا. حيث إن ارتباطهما العاطفي بمنزلهم قد يعميهم بشكل فعال عن القيمة الموضوعية للمنزل.
رابعا – نحن نقدر الماضي على المستقبل:
غالبًا ما يقع الناس فريسة “لتأثير التكلفة الغارقة”. وكما يكتب المؤلفان، “بمجرد استثمارنا في شيء ما، لدينا صعوبة في التخلي عنه”.
يمكن اعتبار المثال التالي للتوضيح والذي قدمه المؤلفان: تخيل أنك المدير التنفيذي لشركة سيارات ولديك خطة لتصنيع سيارة جديدة بكلفة ١٠٠ مليون دولار. والان قد استثمرت بالفعل ٩٠ مليون دولار، وفجأة علمت أن منافسك قد انتهى تقريباً من سيارة أفضل من سيارتك. في هذه الحالة سينفق معظم الناس المبلغ المتبقي، (١٠ ملايين دولار)، على أي حال.
الآن تخيل نفس السيناريو، باستثناء أن التكلفة الإجمالية للتصنيع ليست سوى ١٠ ملايين دولار، وأنك استثمرت دولارًا واحدًا فقط. في هذه الحالة، معظم الناس لن ينفقون بقية المبلغ.
وبعبارة أخرى، فإننا ندع عواطفنا – وآمالنا وأحلامنا في كيف يحب أن ينجح استثمارنا – مما يجعل منها غيوما تتراكم أمام أعيننا وتؤثر على حكمنا. لكن المؤلفان كتبوا: “يجب أن نفكر فيما نحن عليه الآن وما الذي سيحدث في المستقبل، وليس من حيث بدأنا هكذا استثمار”.
خامسا – نأخذ قرار الإنفاق والتوفير في اللحظة الراهنة، بدلا من اتخاذ القرار من قبل:
يستخدم المؤلفان مصطلح “عقود يوليسيس” لوصف اتفاقيات التحكم الذاتي الملزمة. (يأتي المصطلح من “الأوديسة”، الذي طلب فيه أوليسيس أن يربط نفسه بسارية القارب حتى لا ينجذب لنداء صفارات الإنذار.)
على سبيل المثال، ان تسجيلك للاشتراك في برنامج استثماري يعني أن جزءًا معينًا من دخلك الشهري سيوضع تلقائياً في حسابك التقاعدي. إذا قمت بالفعل بالاشتراك – إذا أنت فعلت حسنا، وبفعلك ذلك أنت تقر بحدود الضوابط للتحكم الذاتي لنفسك.
وكما كتب المؤلفان، “علينا فقط التغلب على الإغراء مرة واحدة، بدلاً من ١٢ مرة في السنة”. ويمكنك استخدام نفس الاستراتيجية الخاصة بالمدخرات الجامعية وحسابات الرعاية الصحية وأي نوع آخر من حسابات التوفير.
ويستشهد المؤلفان بدراسة كلية هارفارد للأعمال التي وجدت أن النساء في الفلبين اللواتي اخترن إيداع أموالهن تلقائياً في حساب التوفير، زاد من مدخراتهن بنسبة مذهلة بلغت ٨١٪ خلال سنة واحدة.