من الخاطف ومن المخطوف، العقل أو التقنية
متابعات تكنولوجية: عبدالله سلمان العوامي
١١ يوليو ٢٠١٨م
يقال أن مصر أم الدنيا… فاذا قاربنا هذا المثل الشعبي على أمريكا فيمكن أن نقول عنها أذا انها أم التكنولوجيا…
قلا شك ولا ريب ان الدول الغربية عموما وأمريكا على وجه الخصوص تقدمت تقدما ملموسا وبشكل متسارع وقد يكاد أن يكون يوميا أن ترى او تسمع عن منتج تكنولوجي جديد ومن يقول غير ذلك فقد جافى الحقيقة والجلية كوضوح الشمس… وفي نفس الوقت هناك الكثير من منتجات التكنولوجيا التي ساهمت كثيرا في خدمة البشرية والامثلة كثيرة في هذا المجال…
هذا التقدم التقني يسير بسرعة فائقة وبعجلة جرافة ضخمة فلا تعيقه الأنظمة أيا كان نوعها او مصدرها فهو يكسر الحواجز ويحطمها من أجل تحقيق أفضل المنتجات التنافسية…
ولكن في الطرف المقابل… يتبادر الى أذهان الكثير من المراقبين والمتخصصين عدة أسئلة منها للذكر وليس للحصر: هل هناك سلبيات من هذا التقدم التقني…؟؟ هل نحتاج الى سن أنظمة جديدة تساعدنا الى ترشيد الإنتاج التكنولوجي…؟؟ هل نحتاج ان نضع خطوطا حمراء لهذا التقدم الجارف لئلا يستولي على خصوصياتنا او يسلب عقولنا ويخطفها ويتحكم فيها..؟؟
الأسئلة أعلاه كانت من ضمن أسئلة كثيرة طرحها العديد من الناشطين من علماء التقنية المتخصصين وبعض الفلاسفة المعنيين الذين يخشون كثيرا من سلبيات هذا التقدم السريع بدون قوانين صارمة تكبح هذا العجلة المتسارعة وتنظم العلاقة بين العقل البشري وتقنية الالة وخاصة تلك الشركات التي تطور برمجيات منصات التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك، تويتر، واتس اب، انستغرام، سناب شات، يوتيوب، و… ومن أمثال هؤلاء الناشطين فلان وفلا ومؤسسات ومعاهد مثل: فلان وفلان…
ويعزي الكثير من هؤلاء الناشطين من فلاسفة ومتخصصين مخاوفهم لأسباب مختلفة وممارسات غير محمودة من قبل هذه الشركات ومنها:
- ١ التركيز على شد انتباه المستخدم عبر اشعارات واعجاب وإعادة تغريدات ومتابعات وتدوير رسائل وصور وعرض فيديو اخر بشكل مستمر يرقى الى الإدمان أحيانا وخاصة عند فئة الشباب وتتسابق هذه الشركات لتجعل العقل البشري مشدودا دون انفكاك لمدة ٢٤/٧ مما يؤثر على صحة الدماغ من ناحية وضياع الوقت من ناحية أخرى حيث لا تجد فسحة حتى للعلاقات العائلية والاجتماعية
- ٢ تسعى هذه الشركات الى استغلال النزعة الحيوانية وليس الإنسانية في العقل البشري في تعزيز روح التنافس الشخصي من حيث عدد المعجبين وعدد المتابعين وسرعة نقل الخبر… والاستمرار في التواصل بدون انقطاع يومي والمستهدف شريحة الشباب بشل خاص.
- ٣ تشجيع الروايات والقصص الكاذبة وغير الموثقة وخاصة تلك التي تشكل رواجا ملحوظا وسريعا بشكل واسع مما تخلق نشر الفوضى والبغضاء في ان واحد وتدمر روح الديمقراطية في نفوسنا ان وجدت.
- ٤ تسويق منتجات بدون رقابة حيث الهدف هو الربحية ومن يدفع أكثر..
- ٥ توفير الأرضية الكاملة لإنشاء حسابات وهمية في منصات التواصل الاجتماعي من اجل تمرير الاشاعات التي تخلق البلبلة والفوضى..
- ٦ تمرير رسائل موجهة لطبقة معينة مثل ضعاف النفوس من اجل نشر الفوضى
- ٧ توجيه رسائل مختلفة لشرائح متعددة باستغلال ظرف عاطفي مثلا والاستفادة من الحدث..
- ٨ التنافس المحموم بين هذه الشركات بشتى أنواع الوسائل وكسر العظم ان امكن وتطبيق قاعدة Zero-Sum الجمع لي والصفر لكم.