علم السعادة، في أربع عادات بسيطة في عملك
ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي
بقلم: السيدة جوديث همفري Judith Humphrey
هي المؤسسة لمجموعة هامفيري The Humphrey Group، وهي شركة رائدة في مجال الاتصالات القيادية ومقرها في مدينة تورونتو بكندا. كما أسست مؤخرًا شركة ايكواص EQUOS Corp، وهي شركة تركز على تقديم التدريب في الذكاء العاطفي إلى قطاعات اللياقة الرياضية والطب والأعمال التجارية.
المصدر: ملحق حياة العمل التابع لمجلة الشركة السريعة www.fastcompany.com/work-life
تاريخ النشر: ٦ أبريل ٢٠١٨م
يعتقد أحد الباحثين في علوم السعادة أننا جميعًا قادرون على أن نصبح أكثر سعادة في وظائفنا. حيث يزعم ان الامر يستغرق منا فقط قليلا من الممارسة المتعمدة.
قد تكون هناك أسباب كثيرة تجعل من وظيفتك السبب في تعاستك. ربما يكون عملك مملًا، أو أن مديرك سيئ جدًا، أو لعدم وجود فوائد ملموسة ومشجعة في الشركة التي تعمل فيها، أو ان ثقافة العمل فيها متخلفة. في الطرف المقابل، إذا لم تكن تعاني من أي ضيق او ازعاج من بيئة العمل، فهذا جميل جدا! لقد تمكنت من الفوز بالجائزة الكبرى.
ولكن إذا كنت ترغب في الحصول على مزيد من الرضا في العمل، فإنك لن تحتاج بالضرورة للبحث عن وظيفة جديدة أو الهروب من رئيسك في العمل. وفقًا للدكتورة إميليانا سيمون توماس Dr. Emiliana Simon-Thomas، الباحثة في علوم السعادة من جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي UC Berkeley، حيث تقوم بتدريس دورة تعليمية شهيرة تسمى “علم السعادة” وتعمل كمديرة لمركز علم الصلاح الأكبر بالجامعة، حيث تقول: نحن جميعًا قادرون على أن نجعل من أنفسنا أكثر سعادة في العمل – يجب علينا فقط العمل بشكل جدي من أجل الوصول الى السعادة.
“بعض الناس لديهم طاقة أوسع وقدرة أكبر لاستيعاب السعادة أكثر من الآخرين”، لقد أوضحت لي الدكتورة سايمون توماس مؤخرًا، حيث تقول: ان ذلك بسبب الوراثة أو تجربة الحياة بشكل رئيسي. لكنها تدعي بالقول: “إذا كنت ترغب في زيادة قدرتك على السعادة، فهناك أشياء يجب عليك القيام بها.” فيما يلي أربع عادات يستطيع الجميع ممارستها من أجل الشعور بسعادة أكثر في العمل بغض النظر عن الاسباب.
العادة الأولى – تعمد تذوق الأوقات الجميلة:
تطرح الدكتورة سيمون توماس السؤال التالي: “ما مدى احتمال أن تقول،” نعم “، عندما تُسأل،” هل استمتعت بيومك في العمل؟ “يمكن لشخصين تعرضا لنفس مجموعة الضغوط والتحديات، ولكن سيغادر أحدهما مكان العمل وهو نشيطا ومنتعشا، بينما الآخر سيغادر قلقا أو مكتئبا. “
“أيامنا في العمل، كما في الحياة، نادراً ما تكون ممتعة بشكل منتظم”، كما تقول الدكتورة سيمون توماس. “مثل هذه الأوقات الجميلة والممتعة موجودة في حياتنا، وعندما نجدها، نقدرها ونتعلق فيها وبما يرتبط بها”. القول عادة أسهل من الفعل، وتدرك الدكتورة سيمون توماس ذلك. وتضيف قائلة: “في أغلب الأحيان، تكون بيئة العمل أكثر تحديا وضغطا”. “أولئك الذين يستطيعوا أن يضحكوا على مواطن ضعفهم، ويتوخوا الحذر، ويدافعون عن أفكارهم، ويمعنون النظر بإسهاب في الأمور التي تسير بشكل جيد [هم] الذين سوف يتألقون من هذه التحديات”. إنهم يحققون حلولًا إبداعية لتلك النكسات بفضل الإيجابية التي بنوها واستغرقوا وقتًا ليقدروا امكانية الأشياء الجيدة عندما تحدث.
العادة الثانية – ابحث (أو أخلق) الهدفية في عملك:
تقول الدكتورة سيمون توماس إن الأشخاص الأكثر سعادة في وظائفهم “هم الذين تقودهم أهداف عليا”
هناك الكثير من المعلومات التي تدعم هذا الأمر، حتى من خارج مجال أبحاث علوم السعادة التي تقدمها الدكتورة سيمون توماس Dr. Simon-Thomas؛ نحن نعلم، على سبيل المثال، أن مغزى الهدفية هو ركيزة أساسية للتحفيز في علم النفس. تشير الدكتورة سيمون توماس إلى أن “الأشخاص الذين أنشطتهم اليومية يتم توجيها أو تأطيرها وفقًا لإحساسهم بمعنى الهدفية هم أكثر الناس سعادة في الحياة”، مع ذلك، فان الشعور بالهدف ليس شيئًا نستطيع تعريفه بدقة وبأنفسنا.
حسب شروحات الدكتورة سيمون توماس: “انه من المهم حقًا لسعادة شخص <واحد> يعمل في <مؤسسة> أن تكون لديها رسالة أو إطار اخلاقي حول ما يفعله ويقوم به الموظفون ولماذا هذا الإطار الاخلاقي مهما بالنسبة إليهم. “، ثم اضافت قائلة: “يحتاج المدراء إلى مساعدة أعضاء الفريق لمعرفة سبب أهمية مساهماتهم وكيف ان فعاليتهم تعزز وتحقق أهداف الإدارة والشركة والعالم بأسره “.
من الواضح أن هذا لا يحدث دائمًا. لذلك إذا كنت تشعر بأنك “ترس في العجلة”، كما تقترح الدكتورة سيمون توماس، فقم باتخاذ بعض الخطوات “لإعادة صياغة عملك.” يمكنك أيضًا محاولة التحدث مع رئيسك في العمل، واطلب منه أن يساعدك في ربط النقاط مع الحروف بمعنى ربط ما تقوم به من أعمال داخل الشركة وبين الإطار العام الذي تطرحه الشركة في العالم. خلاف ذلك، عليك أن تصبح أكثر نشاطا وفاعلية في دورك الحالي. قم بإنشاء شيء جديد – برنامج أو خدمة أو نشاط أو مشروع له تأثير يمكنك بالفعل من الحضور في المشهد. وتضيف الدكتورة سايمون توماس: “أو إذا لم تتمكن من العثور على تطابق بين قيمك ووظيفتك الحالية، فابحث عن دور آخر.”
العادة الثالثة – طور من مرونتك:
وتضيف أن السمة الثالثة للموظفين السعداء هي المرونة، “القدرة على التغلب على الشدائد والمحن التي قد تبدو كثيرة وغامرة [للآخرين]، واستمر في عملك الدؤوب بدون تراجع”.
دعنا نقول، على الرغم من بذل قصارى جهدك، لقد أخفقت في تنفيذ مشروع مهم، مما أدى الى ابداء رئيسك استيائه المعروف. يمكنك تدافع بحدة وقسوة، أو تكظم اخفاقك، أو تتراجع، أو تقرر أنك في المستقبل وبكل وضوح مع رئيسك إنك سوف تتجنب المشروعات الكبرى. أو يمكنك الاستجابة كما تنصح الدكتورة سيمون توماس بالطريقة التالية: “خذ نفسا عميقا أكثر من مرة، ذكر نفسك بأن هذه الحادثة مؤقتة، وهي تعكس بعض الظروف الخارجية التي ساهمت فيها”.
هذا التمرين الذهني البسيط يمكنه مساعدتك في أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة نكسات مماثلة – وهذا أمر لا مفر منه على أي حال. تقول الدكتورة سيمون توماس: “مع وضع كل ذلك في الاعتبار”، عبر بوضوح لنفسك وللآخرين أنك ستحقق نتائج أفضل في المرة القادمة. سيساعدك المضي في هذه النظرة الإيجابية في تجنب الخوض في الماضي الفاشل – وسيساعدك أيضا في الشعور بالسعادة حيال فرص النمو والتطور.
العادة الرابعة – مارس حسن الخلق:
تصف الدكتورة سيمون توماس العادة الرابعة، بانها “الترابط الاجتماعي، والقدرة على بناء علاقات مع الآخرين”. يشعر الموظفون السعداء بأنهم جزء من فريق يثقون فيه، وفي المقابل يقوم الفريق بدعمهم. والسؤال هو: كيف يمكنك تطوير هذا الشعور من الترابط؟ والجواب ووفقًا للدكتورة سيمون توماس: “إنه من خلال الاستفادة من اخلاقنا الفطرية الحسنة، والاهتمام الحقيقي بالآخرين، وإظهار المزيد من التعاطف والرحمة والكرم والامتنان لهم”.
وتعلق الدكتورة سيمون توماس على أن “حسن الخلق” يستلزم أيضًا الاستعداد للتوفيق والتصالح في النزاعات الشخصية بين الافراد. الاعتذارات في مكان العمل تحظى بالاحترام، والصفح عن الآخرين او التسامح منهم يخفف التوتر ويقوي التقارب ويخلق شعوراً بالانتماء “.
هذه جميعها مهارات أساسية في التعامل مع الآخرين تعلمناها في رياض الأطفال ولكننا لا نستمر دائمًا في العمل بها كبالغين – جزئيًا لأن طبيعة عملنا الوظيفي لا يشجع ذلك دائمًا. وحسب النقاش مع الدكتورة سيمون توماس حيث تقول، “في مكان العمل، ترسخت ثقافة التسلسل الهرمي والرزانة بشكل متأصل ولا يصدق. وكل هذه الأشياء تجعل من الصعب على الناس الوثوق ببعضهم البعض ومعاملة بعضهم البعض بطريقة محترمة وداعمة. “
لكن الدكتورة سيمون توماس تعتقد أن ممارسة حسن الخلق هي واحدة من أبسط الطرق وأكثرها فاعلية لكسر تلك المعايير – بغض النظر عن مدى ثبات أو صعوبة ثقافة بيئة عملك – وسوف تصبح أكثر سعادة في ممارسة هذه الاخلاق الحسنة. إن فرص جهودك النبيلة ستكون معدية للآخرين، مما يجعل الأشخاص من حولك أكثر سعادة أيضًا.