١٠ نصائح عملية استثنائية: تجعلك سعيدا
ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي
بلقم: السيدة غريتشن روبن Gretchen Rubin
السيدة غريتشن روبن: مؤلفة للعديد من الكتب، بما في ذلك الكتب الأكثر مبيعًا في صحيفة نيويورك تايمز New York Times، ومنها: النظام الخارجي Outer Order، والتهدئة الداخلية Inner Calm، وThe Four Tendencies والاتجاهات الاربعة، وأفضل من قبل Better than Before، ومشروع السعادة The Happiness Project. لديها عدد هائل من القراء، سواء المطبوع أو على الإنترنت، وقد بيعت كتبها أكثر من ٣،٥ مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، وبأكثر من ثلاثين لغة. (احتل كتاب مشروع السعادة عامين على قائمة أكثر الكتب مبيعًا).
المصدر: موقع البساطة الحقيقية www.realsimple.com
تاريخ النشر: ١٨ يونيو ٢٠١٩م
قبل بضع سنوات، في صباح مثل أي صباح آخر، أدركت وبشكل مفاجئ: كنت في خطر من إهدار حياتي. وبينما كنت أحدق في النافذة المليئة بالأمطار للحافلة التي أقلها في مدينة نيويورك، رأيت سنين عمري تتهاوى من بين يدي.
“ماذا أريد من الحياة؟” سألت نفسي مباشرة. “حسنًا … أريد أن أكون سعيدًة”. كان لدي الكثير من الأسباب لأكون سعيدًة: كان زوجي هو الحب الأكبر والاطول في حياتي. كان لدينا فتاتين محبوبتين. كنت أنا كاتبة، وأعيش في مدينتي المفضلة. كان لدي أصدقاء كانت صحتي جيدة ولا أحتاج لتلوين شعري. ولكن في كثير من الأحيان كنت انتقد زوجي وأزعجه أو أتردد على الصيدلية بحثا عن دواء. شعرت بالاكتئاب لمجرد نكسة مهنية بسيطة. وبعدها فقدت أعصابي بسهولة. وسألت نفسي: هل هذه هي الطريقة التي يتصرف بها شخص سعيد يا ترى؟
قررت في الحال أن أبدأ دراسة منهجية للسعادة. (كنت أعلم انني منفعلة قليلا، لكن هذا هو الشيء الذي يروق لي ويغريني.) وفي نهاية المطاف، أمضيت عامًا في اختبار مسار الحكمة وعمق رجاحة العقل عبر سنين العمر، وقمت بقراءة الدراسات العلمية الحالية، ومطالعة نصائح مختلفة من الثقافة الشعبية، مثلا: – مخطط سعيد، لون سعيد، أشياء سعيدة، وكل ما يرتبط بالسعادة. وإذا تابعت كل النصائح في كيفية الشعور بالسعادة، والتي أرغب في معرفتها، فاني أسأل دائما هل ستحقق هذه النصائح نتائج مرضية؟
حسنًا، لقد انتهى العام، ويمكنني أن أقول: لقد نجحت. حيث إني جعلت نفسي أكثر سعادة. وعلى طول الطريق تعلمت الكثير عن كيف أكون أكثر سعادة. وإليكم تلك الدروس العشرة التي تعلمتها ومارستها.
الدرس الأول – لا تبدأ بالأشياء العميقة: عندما بدأت مشروع السعادة، أدركت بسرعة أنه بدلاً من القفز مع التأمل اليومي المطول أو الإجابة على الأسئلة العميقة المتعلقة بالهوية الذاتية، يجب أن أبدأ بالأساسيات، مثل الذهاب إلى النوم في ساعة لائقة ومناسبة وعدم السماح لنفسي للتعرض للجوع الشديد. أثبت العلم انه يدعم هذا الأمر، وان هذان العاملان لهما تأثير كبير على السعادة.
الدرس الثاني – لا تدع الشمس تغرب بسبب الغضب: لطالما كنت دائما أبث همومي وسخطي بدقة في الهواء وفي أسرع وقت ممكن، من أجل التأكد من أنني قمت بتصفية كل المشاعر السيئة قبل النوم. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن فكرة التنفيس عن الغضب هي فكرة قاسية. إذ إن التعبير عن الغضب المرتبط بالإزعاج البسيط والعابر يزيد من حدة المشاعر السيئة، بينما عدم التعبير عن الغضب غالباً ما يسمح له بالتبديد.
الدرس الثالث – تجاهل المشاعر السلبية: المشاعر عادة يتبعها أفعال. إذا كنت أشعر بالضعف، فأني أتصرف عمدا بفرحة عميقة، وأجد نفسي أشعر بالسعادة فعليًا. إذا كنت أشعر بالغضب تجاه شخص ما، فإنني يجب أن أفعل شيئًا جميلا ووقورا له، لكي تلين مشاعري تجاهه. هذه الاستراتيجية فعالة وبجنون.
الدرس الرابع – عليك أن تدرك أن أي شيء يستحق القيام به، فانه فعلا يستحق القيام به بشكل سيء: يمثل التحدي والتجديد عنصرين أساسيين في السعادة. يتم تحفيز الدماغ على حين غرة، والتعامل بنجاح مع موقف غير متوقع يعطي شعور قوي بالرضا. الأشخاص الذين يقومون بأشياء جديدة – تعلم لعبة أو السفر إلى أماكن غير مألوفة – أكثر سعادة من الأشخاص الذين يلتزمون بالأنشطة المألوفة والتي يقومون بها بالفعل بشكل جيد. كثيراً ما أذكر نفسي بـ “استمتع وأطرب بالفشل” وقم بمعالجة بعض الأهداف الصعبة والشاقة.
الدرس الخامس – لا تكافئ الحزن والشجن بالمتعة: في كثير من الأحيان الأشياء التي أختارها “كمتعة” ليست جيدة بالنسبة لي. تستمر هذه المتعة فقط لمدة دقيقة، ولكن بعد ذلك تتعمق في داخلي باحتقار مشاعر الاحساس بالذنب وفقدان السيطرة على النفس وغيرها من العواقب السلبية طوال اليوم. على الرغم من أنه من السهل التفكير، أنني سأشعر بالرضا والراحة بعد شرب بضعة أكواب من النبيذ، أو التهام نصف لتر من الآيس كريم، أو تدخين سيجارة، او شراء بنطلون جينز جديد، ولكن يبقى الجواب صامتا وحائرا عند السؤال: هل يجدر التوقف مؤقتًا عما إذا كان هذه المكافآت اللحظية ستؤدي بالفعل إلى تحسين الأمور؟
الدرس السادس – اشتري بعض السعادة: تشمل احتياجاتنا النفسية الأساسية في الشعور بالحب والأمان والاتقان فيما نعمل. أنت أيضا تريد أن يكون لديك شعور بالسيطرة. المال وحده لا يملأ هذه المتطلبات تلقائيًا، ولكن من المؤكد أن القدرة المالية يمكنها أن تساعد. لقد تعلمت أن أبحث دائما عن طرق مختلفة لإنفاق الأموال من أجل البقاء على اتصال وثيق مع عائلتي وأصدقائي؛ وذلك لتعزيز صحتي؛ وللعمل بشكل أكثر كفاءة؛ وللقضاء على مصادر الغضب والصراعات الزوجية؛ ولدعم القضايا الهامة؛ وأيضا من اجل توسيع تجاربي وخبراتي. على سبيل المثال، عندما تزوجت أختي، تفاخرت وتباهيت باقتناء كاميرا رقمية. كانت باهظة الثمن، لكنها أعطتني الكثير من السعادة.
الدرس السابع – لا تصر على الأفضل: هناك نوعان من صناع القرار. ذوي القناعة فهم يتخذون القرار بمجرد الحصول على معاييرهم. عندما يعثرون على الفندق أو صلصة المعكرونة التي تحتوي على الصفات التي يريدونها، فإنهم وصلوا الى مرحلة الرضا والقناعة. ذوي الحد الأقصى وهم الذين يرغبون دائما باتخاذ أفضل قرار ممكن. حتى إذا رأوا دراجة هوائية أو حقيبة سفر تفي بمتطلباتهم، فانهم لا يستطيعون اتخاذ قرارا نهائيا حتى يتم فحص كل الخيارات. يميل ذوي القناعة إلى أن يكونوا أكثر سعادة من ذوي الحد الأقصى، حيث هؤلاء الاخرون يصرفون الكثير من الوقت والطاقة لاتخاذ قراراتهم، وغالبًا ما يكونون قلقين ومترددين حول خياراتهم. في بعض الأحيان عندما تكون الخيارات جيدة بما فيه الكفاية ستكون القرارات أيضا جيدة بما فيه الكفاية.
الدرس الثامن – مارس الرياضة من أجل زيادة الطاقة: كنت أعرف، من الناحية الفكرية، أن هذا الأمر يحقق نجاحات، لكن كم مرة قلت لنفسي: “أنا متعب للغاية من الذهاب إلى الصالة الرياضية”؟ التمرين هو واحد من أكثر الأمور جدارة بتعديل وتعزيز المزاج. حتى المشي لمدة ١٠ دقائق يمكن أن يحسن من نظرتي للأمور.
الدرس التاسع – توقف عن التذمر: كنت أعلم أن تذمري وازعاجي للآخرين لا يحقق نتيجة بشكل جيد، لكنني تخيلت أنه إذا توقفت عن ذلك، فان زوجي لن يقوم بأي شيء من أعمال المنزل. انه من الخطأ بمكان إني حققت المزيد من الإنجاز جراء هذا التذمر، بالإضافة إلى ذلك، حصلت على شعور بزيادة السعادة في داخلي بشكل مدهش حين الإقلاع عن التذمر. لم أدرك كيف شعرت بالغضب والحنق كنتيجة للتحدث بهذه الطريقة. لقد استبدلت التذمر بالأدوات المقنعة التالية: تلميحات بدون كلمات (على سبيل المثال، ترك مصباح جديد على المنضدة)؛ باستخدام كلمة واحدة فقط (قول “حليب!” بدلاً من التحدث باستمرار)؛ عدم الإصرار للقيام بشيء ما في جدول أعمالي؛ والأكثر فعالية على الاطلاق وهو القيام بإنجاز العمل بنفسي.
الدرس العاشر – اتخذ قرارا: يفترض بعض الناس أن السعادة هي في الغالب مسألة مزاجية فطرية: أنت ولدت متشائما او متفائلا، وهذا كل شيء. على الرغم من صحة وحقيقة الوراثة الجينية التي تلعب دورًا كبيرًا، إلا أن حوالي ٤٠ بالمائة من مستوى منسوب سعادتك يقع تحت سيطرتك. تحتاج بعض الوقت لينعكس ذلك إيجابا خاصة عندما تتخذ خطوات واعية لجعل حياتك أكثر سعادة. لذلك استخدم هذه النصائح المدونة أعلاه لبدء مشروع السعادة الخاص بك. أعدك أن هذا لن يستغرق عامًا كاملاً.