تلخيص كتاب حول دور العلوم والتقنية في ثورة طول العمر

ومضات معرفية من كتاب العلوم والتكنلوجيا وراء عز الشباب في الكبر: دليل من الداخل للاختراقات التي من شأنها إطالة أعمارنا بشكل كبير

 

ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي

تاريخ النشر: ١٠ سبتمبر ٢٠٢٢م

تاريخ اصدار الكتاب: ٢٤ أغسطس ٢٠٢١م

مؤلف الكتاب: السيد سيرجي يونغ Sergey Young، نبذة مختصرة عن سيرته الذاتية تجدها في الصفحة الأخيرة.

المصدر: منصة الوميض التجارية Blinkist لتلخيص الكتب.

اسم الكتاب باللغة الانجليزية: The Science and Technology of Growing Young: An Insider’s Guide to the Breakthroughs that Will Dramatically Extend Our Lifespan

مقدمة – ماذا يوجد بداخل هذا الكتاب بالنسبة لي؟ تعلم كيف تعيش حتى ٢٠٠ سنة:

تخيل أن تكون قادرا على العيش لمدة قرنين من الزمن. أو – ربما الأفضل من ذلك – القدرة على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بحيث يعمل جسمك كما لو كان في عز شبابه مرة أخرى بعمر ٢٥ سنة.

قد يبدو كل ذلك بعيد المنال، مثل قصة السيد بنيامين باتون Benjamin Button. لكنها ذات مصداقية وموثقة علميا، خاصة إذا كنت تفكر في مدى تقدم العلوم والتكنولوجيا على مدى العقود القليلة الماضية.

لقد بدأت ثورة طول العمر بالفعل، وستؤثر علينا جميعا. لذلك، كلما عرفت المزيد عنها كان ذلك أفضل.

في هذه الومضات المعرفية، ستتعلم كل شيء عن الابتكارات التكنولوجية التي تغذي هذه الثورة في الرعاية الصحية. وإذا لم يكن ذلك كافيا، فستكتشف أيضا الطرق والأدوات لأخذ صحتك بين يديك الآن، حتى تتمكن من العيش لأطول حياة ممكنة.

في هذه الومضات المعرفية، ستتعلم:

  • كيف ستساعدنا تقنيات الذكاء الاصطناعي في الوقاية من الأمراض وإنشاء علاجات مصممة خصيصا لذلك؟
  • لماذا من المهم جدا اتباع النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط؛ و
  • كيف يمكن للهندسة الوراثية علاج السرطان؟

ومضة رقم ١ – نحن على أعتاب ثورة طول العمر:

تخيل هذا المشهد: تستيقظ، وتشعر بالانتعاش. لقد قضيت ليلة نوم سعيدة – وتتطلع إلى الحفلة. هذا اليوم هو عيد ميلادك المائتين.

لقد قضيت هذه الليلة في غرفة نوم يتم التحكم في درجة حرارتها مع التحكم في التهوية بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا يعني أن جسمك قد تلقى الكمية المناسبة من الأوكسجين.

وفي الغرفة قام سريرك بمراقبة أنماط نومك؛ وبينما كنت نائما كانت الروبوتات المجهرية تعالج بعض الأمور داخل جسمك، وتقوم أيضا ببعض الاصلاحات البسيطة. كما ان أجهزة التشخيص داخل جسمك وخارجه قامت بإجراء فحصًا كاملاً لعلاماتك الحيوية، وبعد ذلك قامت بتغذية البيانات في جهاز كمبيوتر لتحليلها.

تستيقظ وتذهب إلى الحمام. يقوم المرحاض بمسح البول والبراز ويحلل صحة الميكروبيوم microbiome. وفي نفس المكان، أنت تنظر في المرآة بشكل ملحوظ. على الرغم من أنك عشت لمدة قرنين من الزمان، إلا أنك لا تنظر إلى شخص عمره أكثر من ٢٥ عامًا! وكل ذلك، لأنك عمرك البدني قام بنشاط عكسي.

الرسالة الرئيسية هنا هي: نحن على أعتاب ثورة طول العمر.

في عالم ما قبل التطورات الحديثة، يمكن للناس أن يتوقعوا العيش حتى سن الثلاثين – إذا كانوا محظوظين. على مدى العقود القليلة الماضية، والان، ارتفع هذا العدد إلى حوالي ٧٥ عاما. لماذا هذه القفزة الكبيرة؟

حسنا، لقد أدى التقدم في الزراعة إلى تحسين ماذا نأكل وكيف نأكل. بالإضافة الى توفر الاختراعات التي أنقذت المليارات من الأرواح مثل المضادات الحيوية. أصبحت الرعاية الصحية بشكل عام أفضل بكثير، خاصة بالنسبة للأمهات والرضع.

العيش لمدة ٤٥ عاما إضافية قد لا يكون شيئا كبيرا، لكنه مجرد البداية. في المستقبل القريب، سيتمكن الناس من العيش لمدة ١١٥ أو ١٥٠ أو حتى ٢٠٠ عام.

إذا عقلك لازال يخبرك أن هذا غير ممكن، فما عليك سوى التفكير في مدى سرعة تطور العلم. استغرق الأمر ٢٠٠ عام لتطوير أول لقاح للجدري. وعندما اندلع شلل الأطفال في عام ١٨٩٥م، استغرق العلماء ٥٠عاما لتطوير لقاحا ضده. ولكن عندما انتشر كوفيد-١٩ كالنار في الهشيم في عام ٢٠٢٠م، استغرق الأمر سنة واحدة فقط لإنشاء لقاحات فعالة والتي أنقذت بالفعل ملايين الأرواح.

في السنوات القادمة، ستغذي التطورات العلمية والتقنية مثل مشروع الجينوم البشري، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية الاختراعات التي لم نكن نعتقد أنها ممكنة. سيعيش الناس لفترة أطول، زمنياً – وسيصبحون أيضًا أصغر سناً، بيولوجيًا.

لذا ضع شكوكك جانبا وتعلم كل شيء عن ثورة طول العمر. هناك شيء واحد مؤكد، وهو: إنه سيغير حياتك.

ومضة رقم ٢ – التطورات في كيفية تشخيص الأمراض سوف تنقذ الأرواح:

اليوم، نحن نعيش مع أزمة تشخيصية. حيث ان النظم الصحية في جميع أنحاء العالم مثقلة بالأعباء، وحتى الأطباء الأكثر كفاءة ليس لديهم سوى القليل من الوقت (المحدد) للحديث والتفاعل مع مرضاهم.

في أجزاء كثيرة من العالم، لا يستطيع الناس في المناطق الريفية أو التي تعاني من نقص الموارد الوصول إلى الأطباء على الإطلاق. لهذا السبب، وعلى الصعيد العالمي، يعاني أكثر من ١٠٠ مليون شخص من أمراض الغدة الدرقية غير المشخصة، ويعيش ٢٣٢ مليون شخص مع مرض السكري غير المكتشف.

الطب أكثر تفاعلًا من كونه استباقيا. يركض الأطباء في إطفاء الحرائق عندما يستفحل المرض بالفعل، بدلاً من التأكد من بقاء الناس أصحاء في المقام الأول.

لكن التقدم في تكنولوجيا التشخيص يعني بالتأكيد أنه قد يغير المعادلة. وفي الواقع، انه يسير في هذا الاتجاه بالفعل.

الرسالة الرئيسية هنا هي: التطورات في كيفية تشخيص الأمراض ستنقذ الأرواح.

هل استخدمت الملبوسات التكنولوجية لجهاز فيت بيت Fitbit اليدوية للتحقق من عدد الخطوات المشي والجري التي قمت بها هذا اليوم؟ أو، ربما، هل استخدمت ساعة أبل الذكية Apple Smartwatch للتعقب من معدل ضربات قلبك؟ يبدو أنك تستفيد بالفعل من هذه الثورة في تكنولوجيا التشخيص.

تتسابق مجموعة من الشركات الناشئة التكنولوجية لإنشاء أجهزة تشخيص رخيصة ومحمولة وسهلة الاستخدام. على سبيل المثال، يستخدم قناع كيربروتيك Cerebrotech – الذي ترتديه مثل الغطاء – موجات الراديو للكشف عن السكتات الدماغية. دقته مذهلة تصل الى نسبة ٩٣٪. ابتكرت شركة ناشئة بريطانية، أولستون Owlstone، قناعا تشخيصيا يحلل أنفاسك في الوقت مباشرة. وقد غيرت أجهزة مراقبة الجلوكوز القابلة للزرع بالفعل حياة الملايين من مرضى السكري.

يمكن تغذية كل هذه البيانات في قاعدة بيانات ضخمة – وهي نوع من إنترنت الأجسام. وذلك باستخدام خوارزميات التعلم الآلي، ستقارن أجهزة الكمبيوتر بياناتك بالمعلومات التي جمعوها من ملايين الأشخاص الآخرين ومن جميع أنحاء العالم. جزء من قاعدة هذه البيانات هو موجود بالفعل. وذلك بفضل شركات مثل شركة 23andMe، حيث أصبح من السهل وبأسعار معقولة الوصول إلى معلوماتك الوراثية، مما يخلق صورة أكمل لاحتياجاتك الصحية.

ستنظر الآلات بعد ذلك في أحدث النتائج العلمية، بالإضافة إلى تاريخ عائلتك والميكروبيوم وخيارات نمط حياتك. وسوف تكون النتيجة: تشخيص دقيق يسمح لك بالانقضاض على الأمراض في مهدها.

لكن هذا النوع من التشخيص ليس سوى البداية. الأهم من ذلك، ستكون هذه الخوارزميات قادرة على تحديد مسار علاجي مناسب وبشكل فريد لحالتك الصحية. كما سنتعلم في الومضة التالية، ان هذه التقنية تسمى بالطب الدقيق، وقد تنقذ حياتك بسهولة.

ومضة رقم ٣ – باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يجد الطب الدقيق حلولًا مصممة خصيصا لكل فرد بعينه:

كانت السيدة تيريزا ماكيون Teresa McKeown تجهز لوفاتها. كانت فقط في أوائل الخمسينيات من عمرها، لكنها أصيبت بسرطان الثدي بدرجة متقدمة، (في المرحلة الثالثة). وقد انتشر بكثافة حتى وصل إلى أمعائها. فشل العلاج الكيميائي المرهق في علاجها. كانت السيدة تيريزا هزيلة، وتشعر بألم لا يطاق، ويبدو أنه لا يوجد خيارات متاحة لعلاجه.

ولكن بعد ذلك أحالها طبيبها إلى برنامج تجريبي في مركز مورز للسرطان Moores Cancer Center. وكان هذا بالنسبة الى حالتها هو الملاذ الأخير.

استخدم الأطباء في مركز مورز تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعرفة تسلسل وتحليل الحمض النووي في خلاياها السرطانية. بهذه المعلومات، بحثوا في قاعدة بيانات جميع أدوية السرطان المتاحة وحددوا الدواء الأكثر فعالية. وبعد ذلك أوصت تقنيات الذكاء الاصطناعي باستخدام دواء تجريبي للعلاج المناعي، اسمه: أوبديفو Opdivo.

بدا الأمر وللوهلة الأولى كأنه خيار غريب، لأن الدواء عادة ما يستخدم فقط لعلاج سرطانات الجلد والكلى والرئة. ولكن بعد أربعة أشهر فقط، كان سرطان السيدة ماكيون ذهب بسلام تام.

الرسالة الرئيسية هنا هي: باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يجد الطب الدقيق حلولا مصممة خصيصا لكل فرد بعينه.

حتى الآن، يتم علاج الأمراض مثل السرطان بطريقة واحدة تطبق على الجميع. لكن كل مريض لديه تاريخ طبي خاص ونمط حياة مختلفة وبتركيبة وراثية فريدة. لكي يكون العلاج الطبي فعالا حقا، يجب أن يكون مصمما لكل فرد بعينه.

لحسن الحظ، فإن التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي يجعل ذلك ممكنا. في الوقت الحالي، يعتمد المرضى اعتمادا كليا على مهارات وخبرات أطبائهم. لكن هذه المهارات تختلف اختلافا كبيرا من طبيب الى آخر، وحتى أفضل الأطباء هم في نهاية المطاف بشر- لذلك يرتكبون أخطاء ولديهم أيام يكونون فيها خارج المعادلة لارتباطاتهم العائلية وقضاياهم الشخصية.

علاوة على ذلك، حتى أفضل الأطباء سيجدون صعوبة لمتابعة جميع العلوم الطبية. حيث تظهر مليون دراسة جديدة تتم مراجعتها من قبل النظراء في كل عام. كما تأتي أدوية جديدة في السوق بسرعة مذهلة.

إذن ما هو الحل؟ حسنا، هناك نموذج من تقنيات الذكاء الاصطناعي يسمى معالجة اللغة الطبيعية والذي مكن أجهزة الكمبيوتر من مسح مئات الملايين من المستندات ومقارنة تلك المعلومات بالتشخيص الصحي للمريض وتسلسل الجينوم. والنتيجة هي تشخيص وعلاج فردي دقيق.

وقد تم استخدام هذا النهج بالفعل لتصميم أدوية لمرضى معينين. ولكن يمكن أن يكون لهذا النهج أيضا وظيفة وقائية أخرى. سيكون قادرًا على تحديد الاضطرابات الوراثية أو نقاط الضعف واقتراح تغييرات نمط الحياة الوقائية أو تغييرات في أنواع الأدوية.

بالطبع، لن تحل أجهزة الكمبيوتر محل الأطباء.  لكن ستسمح هذه التقنيات للمسعفين بالقيام بعملهم بشكل أفضل، وتعطيهم القدرة لتكييف العلاج لكل واحد منا.

ومضة رقم ٤ – يمكن للهندسة الوراثية القضاء على الأمراض:

تخيل أنه يمكنك تغيير جيناتك وإعادة برمجتها، تماما مثل ترقية البرنامج على جهازك الكمبيوتر. تخيل أنه يمكنك هندسة أمراضنا مثل السرطان أو الفيروسات مثل فيروس نقص المناعة البشرية (المسبب لمرض الأيدز) HIV.

قد يبدو ذلك بعيد المنال للغاية، ولكن الحقيقة هي أن العلماء والأطباء لديهم بالفعل التقنيات لتغيير الحمض النووي الخاص بنا، ولديهم أيضا السيطرة أو القضاء على الأمراض التي اعتقدنا أنها غير قابلة للشفاء.

خذ على سبيل المثال فقر الدم المنجلي. ينتج الأشخاص المصابون بهذا المرض خلايا دم حمراء غير طبيعية، والتي لا تستطيع حمل ما يكفي من الأوكسجين في جميع أنحاء الجسم. يعاني هؤلاء المرضى من الألم المزمن والتعب، ويبلغ متوسط العمر المتوقع لديهم ٥٤عاما فقط. لكن الأطباء قادرون الآن على تغيير الجينات التي تسبب هذه الحالة.

الرسالة الرئيسية هنا هي: يمكن للهندسة الوراثية القضاء على الأمراض.

إذن، كيف ساعدت الهندسة الوراثية في علاج فقر الدم المنجلي؟ عن طريق نشر بروتين خاص جدا. أجسامنا مليئة بالبكتيريا الجيدة للغاية في مكافحة الفيروسات. وعندما تكتشف هذه البكتريا الجيدة متسللا، تقوم بنشر بروتين – يسمى كاس٩ Cas9 – يستهدف الفيروس مباشرة و”يقطعه” من الخلايا التي أصابها.

أظهرتا الطبيبتان الحائزتان على جائزة نوبل كل من السيدة جنيفر دودنا Jennifer Doudna والسيدة إيمانويل شاربنتييه Emmanuelle Charpentier أن هذا البروتين -كاس٩ Cas9 – يمكن “برمجته” لاستهداف أي فيروس. وبفضل هذا الاختراق العلمي، تمكن الأطباء من مكافحة فقر الدم المنجلي، وبعض أشكال ضمور العضلات وكذلك أمراض القلب، وحتى قطع فيروس نقص المناعة البشرية من الخلايا المصابة.

يتضمن شكل واعد آخر من أشكال العلاج الجيني، وهو إدخال خلايا جديدة وصحية في الجسم، بدلا من قطع الفيروس من الخلايا الغير الصحية. لقد كان هذا الامر فعالا في علاج الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة المشتركة الشديدة – والتي يطلق عليها اسم (SCID) – وتعني هذه الحالة أن الأجسام لا تنتج الخلايا التائية T-cells التي نحتاجها لمكافحة العدوى ومحاربة الالتهابات.

حتى أن العلاج الجيني ذي الصلة يسمى العلاج بالخلايا التائية التي تمت هندستها وراثيًا لإنتاج مستقبلات الخلايا التائية الاصطناعية لاستخدامها في العلاج المناعي (CAR T-cell) كان لهذا نتائج مثيرة للإعجاب في علاج السرطان. إنه يعدل الخلايا التائية لجعلها أفضل في مطاردة الخلايا السرطانية والقضاء عليها. لقد أثبت هذا العلاج فعاليته في علاج سرطان الدم لدى الأطفال (اللوكيميا) وسرطان الغدد الليمفاوية الغير هودجكين (non-Hodgkin’s lymphoma)، حتى عند المرضى الذين هم على فراش الموت.

اليوم، العلاجات الجينية باهظة الثمن – يمكن أن يكون ثمن علاج المناعة المشتركة الشديدة (SCID) يقترب من مليون دولار. ولكن مع تطور التكنولوجيا واستخدام هذه العلاجات على نطاق أوسع، ستنخفض هذه الأسعار. من المحتمل جدا أن يتم القضاء على أمراض مثل السرطان تماما في حياتنا.

ولكن هل يمكن للعلاج الجيني من تحسين طول أعمارنا، وهل يمكنه محاربة الامراض؟ سنكتشف ذلك في الومضة المعرفية التالية.

ومضة رقم ٥ – سنصبح جميعًا الكترونيين، ونقوم بترقية أجسامنا بأجزاء اصطناعية:

غالبًا ما تتنبأ روايات وأفلام الخيال العلمي بالابتكارات التكنولوجية. لكنهم وضعوا إصبعهم أيضًا على نبض مخاوفنا الثقافية. فكر في رواية فرانكشتاين Frankenstein للكاتبة البريطانية السيدة ماري شيللي Mary Shelley، على سبيل المثال، القصة التي خُلق فيها رجل في مختبر وتحول إلى وحش. بالإضافة الى جميع الأفلام التي تدور حول سيطرة الروبوتات على الأرض.

حسنا، الحقيقة هي أن هذه السيناريوهات ليست بعيدة المنال. في الواقع، تقدم العلم إلى مرحلة يمكننا فيها الآن إنشاء أعضاء من الجسم في المختبرات. ونحن نعتمد بالفعل على الأعضاء الاصطناعية في عمليات مثل استبدال الركبة والورك.

في المستقبل، سوف يتآكل الخط الفاصل بين الأعضاء الطبيعية والاصطناعية في أجسامنا بشكل كبير.

الرسالة الرئيسية هنا هي: سنصبح جميعا الكترونيين، ونقوم بترقية أجسامنا بأجزاء اصطناعية.

خذ استبدال الأعضاء، على سبيل المثال. في الولايات المتحدة الأمريكية، يوجد أكثر من ١١٣ ألف شخص على قائمة الانتظار لعملية زرع الأعضاء. ولكن عدد المتبرعين أقل بكثير. في الطرف المقابل لا تنجح جميع عمليات الزرع لأن التبرع بالأعضاء يعوقه عدد كبير لا يحصى من العوامل المختلفة، مثل توافق فصيلة الدم، على سبيل المثال.

علاوة على ذلك، فإن الخدمات اللوجستية لعملية تحصيل ونقل الأعضاء بنجاح معقدة للغاية. غالبًا ما تتلف الأعضاء أثناء النقل، مما يؤدي إلى نتائج أسوأ للمريض. وحتى في حالة نجاح عملية الزرع، يتعين على معظم الأشخاص تناول الأدوية المثبطة للمناعة لبقية حياتهم، حتى لا ترفضها أجسامهم.

لحسن الحظ، فإن التطورات الجريئة في مجال زراعة الأعضاء قد تجعل كل هذا غير ضروري في المستقل القريب. حيث لن تضطر إلى الانتظار حتى يصبح العضو متاحا. سوف تستطيع طلب ذلك بنفسك وبسهولة.

قامت احدى الشركات، (لاي جينيسيس LyGenesis)، بتطوير التكنولوجيا اللازمة لنمو – وبشكل أساسي – أكباد صغيرة داخل جسمك. وجميعها متصلة بالعقد الليمفاوية ويمكنها الاستيلاء على الكبد الأصلي إذا لم يستطيع العمل بشكل صحيح.

وشركة أخرى بإسم، ستراتاغريفت Stratagraft، صنعت جلدا بشريا جديدا في المختبر. ساعد هذا المنتج ضحايا الحروق الذين تضررت بشرتهم بشدة بحيث لا يمكنها تجديد نفسها.

وماذا لو كنت تواجه مشكلة في بصرك؟ حسنا، في المستقبل، قد تتمكن من استخدام قرنية مطبوعة ثلاثية الأبعاد. ابتكر فريق من المهندسين في جامعة نيوكاسل Newcastle University قرنية باستخدام الحبر الحيوي الذي يحتوي على الخلايا الجذعية والبروتينات. وأصبحت هذه القرنية تعمل مثل القرنية الطبيعية تماما.

وقد توصلت شركة أمريكية تسمى  Second Sight إلى طريقة لاستعادة بعض البصر لأولئك الذين يعانون من فقدان البصر التام، من خلال إنشاء اتصال إلكتروني بين شبكية العين والدماغ.

في المستقبل القريب، سنصبح جميعًا اليكترونيين. يبدو أن الذي كان خيالًا علميًا بالأمس سيصبح جزءًا من حياتنا اليومية.

ومضة رقم ٦ – قد تسمح لنا التقنيات المستقبلية بالعيش إلى الأبد:

في مقطع فيديو انتشر بسرعة على موقع يوتيوب، تظهر فتاة صغيرة تلعب بمرح في الحديقة. تركض إلى والدتها وتخبرها أنها افتقدتها. ثم يجلس الاثنان لإضاءة الشموع على كعكة عيد ميلاد: الفتاة تبلغ السابعة من عمرها.

تنهمر الدموع على وجه والدتها، لكن الفتاة تقول لها ألا تبكي. حيث الطفلة لم تعد مريضة بعد الآن.

هذا الفيديو المؤثر ليس بالضرورة كما يبدو. على الرغم من أن الطفلة التي تظهر في الفيديو تبدو حقيقية، إلا أنها في الواقع طيف لفتاة حقيقية ماتت في سن السابعة بسبب مرض عضال. تم إنشاء هذه الطيف بينما كانت لا تزال على قيد الحياة، بمساعدة جهاز ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد التقط شكلها الجسدي، بالإضافة الى المقابلات التي التقطت صوتها وشخصيتها وسلوكياتها.

ثم قامت شركة Vive Studios بإنشاء نسخة من الواقع الافتراضي لهذه للفتاة، حتى تتمكن والدتها من التفاعل مع الصورة المجسمة (الهولوغرام hologram) عندما تفتقد ابنتها.

الرسالة الرئيسية هنا هي: قد تسمح لنا التقنيات المستقبلية بالعيش إلى الأبد.

مثل هذه الاختراعات التكنولوجية تزعجنا حيث من الصعوبة بمكان التمييز للخط الفاصل بين الحقيقي والمزيف. إذا كانت الصورة الرمزية لفتاة تبلغ من العمر سبع سنوات تبدو بشكلها وبصوتها وبحركتها كطفل حقيقي؛ وإذا كان البرنامج يتكلم تلقائيا أنواع وأسماء الأشياء التي ستقولها الفتاة بنفسها، فهل يمكن اعتبار ذلك امتدادا لشخصيتها؟ سيقول معظمنا لا. في نهاية المطاف، هذا الطيف هو مجرد تمثيل للشخص، وليس الشخص نفسه.

لكن ما الذي يجعلك (يصنعك) أنت؟ وماذا لو كان من الممكن رقمنة وعيك وتخزينه في واحدة من سحابات التخزين التكنولوجية المتوفرة؟

يحاول الباحث في معهد أكسفورد لمستقبل الإنسانية، السيد أندرس ساندبرج Anders Sandberg، من تحقيق هذا الإنجاز الرائع. إنه يعتقد أن “محاكاة الدماغ بالكامل” ممكنة. ستستخدم هذه المحاكاة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد النبضات في عقلك ومحاكاة الأنماط. هذه النسخة من دماغك ستفكر وتتصرف وتشعر وكأن ذلك مثلك حقيقيا.

يمكن زرع هذا الدماغ الرقمي بالصورة الرمزية التي تختارها، وترقيته كل بضع سنوات، تمامًا مثل ترقية سيارتك. يمكن أن تكون الصورة الرمزية استنساخًا ماديًا دقيقًا لك، مثل توأم متطابق.

يثير هذا السيناريو المستقبلي أسئلة أخلاقية مقلقة، مثل “هل أنت مسؤول عن الجرائم التي ترتكبها صورتك الرمزية؟”، و “هل يمكن أن تقع صورتك الرمزية في الحب، أو تنجب أطفالًا؟” لا توجد إجابات سهلة، وستصبح هذه الأسئلة أكثر إلحاحًا في السنوات القادمة.

ومضة رقم ٧ – لا يجب أن يكون الخلود كارثة بيئية أو يمثل مشكلة أخلاقية:

من الممكن إطالة عمر الإنسان. لكن هل هذه حقا فكرة جيدة؟ بعد كل شيء، الكوكب ينهار أمامنا وتحت الضغوط المختلفة لدعم السكان الحاليين فقط. تخيل الآن لو عاش الجميع مائة عام أطول!

ليس الجميع من محبي فكرة إطالة عمر الإنسان. يثير الناس مخاوف بيئية أو قلقون بشأن ممارسة بعض الامور الغير اخلاقية: ماذا لو استخدم بعض البشر قوتهم الخالدة لاستعباد أو ترويع مواطنيهم الفانين؟ هذه المخاوف صحيحة بالطبع. لكن لا يمكننا الاستقراء من حاضرنا الحالي للحكم على الشكل الذي سيبدو عليه المستقبل.

الرسالة الرئيسية هنا هي: الخلود لا يجب أن يكون كارثة بيئية أو يمثل مشكلة أخلاقية.

بالعودة إلى عام ١٧٩٨م، أثار الاقتصادي السيد توماس روبرت مالتوس Thomas Robert Malthus مخاوف مماثلة جدًا بشأن الاكتظاظ السكاني. تنبأ بمجاعة واسعة النطاق، لأنه كان يعتقد أن المزارعين لن يواكبوا النمو السكاني أبدا.

اعتمد نموذج السيد مالتوس على افتراض أن المزارعين سيستمرون في استخدام الأدوات التي تعمل بالبخار والعمل اليدوي. لكنهم لم يفعلوا ذلك. وبدلاً من ذلك، أدت الاختراعات مثل المعدات الزراعية الآلية، والنقل المبرد، والهندسة الوراثية إلى تغيير الزراعة تمامًا.

لم يكن لدى السيد مالتوس أدنى فكرة عن المستقبل. ولا نحن كذلك. من يدري كيف ستبدو الأرض بحلول الوقت الذي يتمكن فيه الناس من العيش حتى ٢٠٠ سنة. ستجعل الاختراعات مثل اللحوم المزروعة في المختبر من القضاء الممكن على تربية الحيوانات وكل الدمار البيئي الذي يصاحبها. وهذه مجرد بداية: قد تكون هناك ابتكارات أخرى أكثر إثارة في المتجر والمختبر أيضا.

الآن دعونا نلقي نظرة على القلق الآخر: الخوف من أن الخلود قد يقوم على الفجور. إنه ينبع من أسئلة حول كيفية استخدام البشر للتكنولوجيا الطبية الجديدة. يخشى البعض من أن التفاوتات الحالية في الثروة والسلطة ستزداد فعلا.

تخيل لو تمكن الطغاة من إطالة حياتهم – وقبضتهم على السلطة – إلى أجل غير مسمى؟ أو إذا كان الأثرياء فقط هم الذين يستطيعون تعزيز وتحسين أجسادهم وإطالة حياتهم، وذلك سوف يخلق فئتين من البشر؟

هذه المخاوف هي في الحقيقة راسخة في الواقع. ولكن، مرة أخرى، لا يمكننا أن نفترض أن المشاكل التي نواجهها اليوم ستكون موجودة غدا. وفي نهاية المطاف، فإن التقنيات الحديثة مثل تشخيص افعلها بنفسك (DIY) وأطباء الذكاء الاصطناعي ستجعل الرعاية الصحية أكثر جماهيرية على أرض الواقع.

يفتقر الملايين من الناس إلى الوصول إلى المستشفيات أو العيادات الصحية، ولكن هؤلاء الأشخاص أنفسهم سيستفيدون من توفر الرعاية الطبية التي يمكن تقديمها لهم عبر الهواتف الذكية البسيطة.

المستقبل غير مؤكد، ولكن يمكننا البدء في تشكيله الآن. ليس عن طريق قتل الابتكار في مهده، ولكن عن طريق التأكد من أن فوائد الابتكارات سيتقاسمها الجميع.

ومضة رقم ٨ – افعل كل ما في وسعك للبقاء على قيد الحياة:

إذا كنت في العشرينات من عمرك أو حتى في منتصف العمر، فيمكنك التأكد من أنك ستتمكن من الاستفادة من ثورة طول العمر في حياتك. العديد من الابتكارات التي وعد بها موجودة بالفعل. لكن البعض منها لا يزال في المرحلة المبكرة، أو يحتاج إلى وقت لتحسينه.

لذلك، ولجني فوائد الابتكارات الهائلة، ستحتاج إلى التأكد أولا من الحفاظ على صحتك لأطول فترة ممكنة. يجب ألا تنتظر فقط حتى يقوم الجراحون الآليون (الروبوتات) لإنقاذك؛ صحتك بين يديك الآن، وهناك الكثير مما يمكنك القيام به للحفاظ عليها.

الرسالة الرئيسية هنا هي: افعل كل ما في وسعك للبقاء على قيد الحياة.

بادئ ذي بدء، تأكد من إجراء فحوصات منتظمة. يمكن علاج العديد من أنواع السرطان تمامًا إذا تم اكتشافها مبكرًا. ولكن الأمر ليس كذلك، إذا كانت هذه الامراض السرطانية قد تطورت بالفعل.

إذا كان عمرك أكثر من ٤٠ عامًا، فيجب عليك أن تخضع لفحوصات الكشف عن سرطان البنكرياس، وإذا كنت امرأة، فإن الفحوصات المنتظمة لسرطان الثدي وعنق الرحم ضرورية. قم بفحص دمك، وقم أيضًا بالترتيب لفحص صحة الغدة الدرقية.

ولا تنس استخدام أدوات تشخيص افعلها بنفسك (DIY) عبر هاتفك الذكي أو عبر الملبوسات التقنية لأجهزة مثل فيت بيت Fitbitوالساعات الذكية الأخرى المتوفرة.

يجب عليك أيضا مراقبة ما تضعه في جسمك. لقد ثبت أن تناول النظام الغذائي للبحر المتوسط غني بالخضروات والدهون الجيدة والحبوب الكاملة لتعزيز الصحة العامة. كما أنه سيقلل بشكل كبير من إمكانية الإصابة بالسرطان أو مرض السكري، أو الوفاة بسبب نوبة قلبية.

من ناحية أخرى، فإن استهلاك الكثير من اللحوم الحمراء أو المنتجات الحيوانية أو السكر أو الأطعمة المصنعة يؤدي إلى عكس ذلك تمامًا. استطلعت دراسة إسبانية حديثة آراء ٢٠،٠٠٠ شخص ووجدت أن أولئك الذين يعانون من سوء التغذية لديهم خطر أكبر بنسبة ١٨٪ للوفاة.

وبالطبع، يجب عليك تجنب الرذائل الشائعة مثل السجائر والكحول. إنهم أكبر القتلة في من حولك. يتسبب التبغ وحده نصف مليون حالة وفاة كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية.

التغيير الآخر في نمط الحياة الذي يمكنك إجراؤه لدعم صحتك هو ممارسة الرياضة بانتظام. في الواقع، أظهرت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة ١٥ الى ٢٠ دقيقة فقط يوميًا تقلل من خطر الوفاة بحوالي ٣٥٪! كما ان المشي السريع مرة واحدة كل يوم سيكون له فوائد هائلة.

العناية بصحتك العقلية لا تقل أهمية. النوم الجيد والتأمل وقضاء الوقت مع الأشخاص الذين تهتم لأمرهم سيعزز صحتك مثل أي تدخل طبي.

الملخص النهائي – الرسالة الرئيسية في هذه الومضات هي:

إن ثورة طول العمر على وشك الحدوث، ومن الممكن تمامًا أن يعيش البشر حتى ٢٠٠ عام، أو ربما لفترة أطول. بدأت التقنيات المتطورة مثل تسلسل الجينوم البشري وتشخيصات الذكاء الاصطناعي بالفعل في جعل ذلك ممكنًا. من أجل الاستفادة من هذه الثورة، نحتاج إلى الاعتناء بصحتنا الآن حتى نتمكن من البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.

نصيحة قابلة للتنفيذ – احصل على قسط كاف من النوم:

واحدة من أفضل الطرق لتحسين صحتك، هي بسيطة للغاية: الحصول على قسط كاف من النوم. لقد ثبت أن النوم لمدة سبع ساعات على الأقل في الليلة يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان. يمكن ايضا أن يحسن صحتك العقلية بشكل كبير. احرص على الذهاب إلى الفراش مبكرًا بساعة حتى تمنح نفسك الوقت الكافي للاسترخاء والنوم في الوقت المحدد. سوف تستيقظ منتعشا ومستعدا للتعامل مع يوم جديد آخر.

نبذة مختصرة عن المؤلف:

السيد سيرجي يونغ Sergey Young  هو مستثمر في أبحاث وعلاجات إطالة العمر وصاحب رؤية، وتتمثل مهمته في إطالة عمر صحي لما لا يقل عن مليار شخص. للقيام بذلك، أسس السيد سيرجي صندوق رؤية طول العمر Longevity Vision Fundلتسريع الاختراقات التكنولوجية لتمديد الحياة وجعل علاجات طول العمر ميسورة التكلفة ومتاحة وفي متناول الجميع.

السيد سيرجي عضو في مجلس إدارة الاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة (AFAR) وراعي تطوير المسابقة العالمية لعكس العمر Age Reversal XPRIZE والمصممة لعلاج الشيخوخة. السيد سيرجي هو أيضًا أحد أفضل ١٠٠ قائد في مجال طول العمر.

ظهر السيد سيرجي في الكثير من الشبكات الإعلامية مثل: فوكس نيوز Fox News وبي بي سي BBC وسكاي نيوز Sky News ومجلة فوربس Forbes وكذلك ثرايف جلوبال Thrive Global كأحد الخبراء الكبار في أبحاث وعلاجات طول العمر.

Previous post عائدات الاستثمار طويل الاجل في شركة أبل
Next post مراجعة كتاب اقتصادي عن الفائدة