٩ مهارات شخصية سيحتاجها كل موظف في عصر الذكاء الاصطناعي
ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي
بقلم: السيد برنارد مار Bernard Marr
المصدر: مجلة فوربز Forbs حسب الرابط أدناه
تاريخ النشر: ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠م
من الواضح أن المهارات التقنية ومحو الأمية لعلم البيانات مهمة جدا في عصر الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وكذلك الأتمة (المكننة). لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نتجاهل الجانب الإنساني من العمل – وخاصة المهارات في المجالات التي لا تستطيع الروبوتات القيام بها بشكل جيد. أعتقد أن هذه المهارات الشخصية ستصبح أكثر أهمية للنجاح مع تطور طبيعة العمل، ومع تولي الآلات المزيد من جوانب العمل الآلية بسهولة. بعبارة أخرى، سيصبح عمل البشر بشكل عام أكثر حسنًا وإنسانيًة.
مع وضع هذا الامر في عين الاعتبار، ماهي المهارات التي يجب أن يتطلع الموظفون إلى صقلها في المستقبل؟ فيما يلي تسع مهارات بسيطة أعتقد أنها ستصبح أكثر قيمة لأصحاب العمل مستقبلا.
المهارة الأولي – الإبداع:
يمكن للروبوتات والآلات القيام بالعديد من الأشياء، لكنها لازالت تصارع للتنافس مع البشر عندما يتعلق الأمر بقدرتنا على الإبداع والتخيل والابتكار والحلم. مع كل التكنولوجيا الجديدة التي تأتي في طريقنا، ستتطلب أماكن العمل في المستقبل طرقًا جديدة للتفكير -مما يجعل التفكير الإبداعي والإبداع البشري من القدرات المهمة التي يحب أن يمتلكها البشر.
المهارة الثانية – التفكير التحليلي (النقدي):
بالإضافة إلى التفكير الإبداعي، فإن القدرة على التفكير التحليلي ستكون لها قيمة ثمنية ونفيسة، لا سيما ونحن نتعامل مع الطبيعة المتغيرة لمكان العمل والتقسيم المتغير داخله بين البشر والآلات. ذلك لأن الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات التفكير النقدي يمكنهم ابتكار أفكار جديدة وتقديم حلول للمشكلات المعقدة وتقييم مزايا وعيوب الحلول المختلفة – كل ذلك باستخدام المنطق والاستدلال، بدلاً من الاعتماد على غريزة الحدس أو العاطفة.
المهارة الثالثة – الذكاء العاطفي:
يُعرف معدل الذكاء العاطفي، المعروف أيضًا باسم EQ (كما هو الحال في، معدل الذكاء IQ)، بقدرة الشخص على أن يكون على دراية بمشاعره والتحكم فيها والتعبير عنها – وأن يكون على دراية بمشاعر الآخرين. لذلك عندما نتحدث عن شخص يظهر التعاطف ويعمل بشكل جيد مع الآخرين، فإننا نصف ذلك بأنه شخصًا يتمتع بمستوى عالٍ من الذكاء العاطفي. بالنظر إلى أن الآلات لا يمكنها بسهولة تكرار قدرة البشر على التواصل مع جنسه من البشر الآخرين، فمن المنطقي أن يكون الطلب أكبر على الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي في مكان العمل.
المهارة الرابعة – مهارات الاتصال الشخصية:
فيما يتعلق بمعدل الذكاء العاطفي EQ، ستكون القدرة على تبادل المعلومات بنجاح بين الأشخاص مهارة حيوية، مما يعني أنه يجب على الموظفين صقل قدراتهم على التواصل بشكل فعال مع الآخرين – باستخدام النغمة الصحيحة للصوت ولغة الجسد من أجل إيصال رسائلهم بوضوح.
المهارة الخامسة – التعلم النشط مع عقلية النمو:
يدرك الشخص الذي لديه عقلية نمو أنه يستطيع تطوير قدراته وبناء مهاراته والتي ستؤدي جميها إلى تحقيق انجازات عليا. هذا النوع من الاشخاص لديهم استعداد لمواجهة تحديات جديدة، والتعلم من أخطائهم، والسعي بنشاط لتوسيع معرفتهم. سيكون هناك طلب كبير على مثل هؤلاء الأشخاص في مكان العمل في المستقبل، لأنه وبفضل الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتطورة بسرعة، ستصبح الكثير من المهارات قديمة وبالية وبشكل أسرع حتى مما هي عليه اليوم.
المهارة السادسة – الحكم واتخاذ القرار:
نحن نعلم بالفعل أن أجهزة الكمبيوتر قادرة على معالجة المعلومات بشكل أفضل من الدماغ البشري، ولكن في النهاية، فإن البشر هم المسؤولون عن اتخاذ القرارات التجارية الحاسمة في المؤسسات والشركات. انهم البشر أنفسهم، الذين يجب عليهم أن يأخذوا في الحسبان الآثار المترتبة على قراراتهم فيما يتعلق بالعمل الوظيفي والأشخاص الذين يعملون معهم. لذلك، ستظل مهارات اتخاذ القرار مهمة. ولكن ليس هناك شك في أن طبيعة صنع القرار البشري سوف تتطور – على وجه التحديد، ستعتني التكنولوجيا بالقرارات الوضيعة والدنيوية البسيطة، مما يترك للجنس البشري التركيز على القرارات العليا والأكثر تعقيدًا.
المهارة السابعة – مهارات القيادة:
ستبدو أماكن العمل في المستقبل مختلفة تمامًا عن المنظمات الهرمية الحالية. من المحتمل أن تحتوى الهيكلية على الفرق الخاصةبالمشاريع وفرق التحكم عن بعد بالاضافة الى الهياكل التنظيمية المرنة والتي سوف تكون أكثر شيوعًا. لكن هذا لن يقلل من أهمية القيادة الجيدة. حتى في داخل فريق عمل المشروع، سيظل الأفراد بحاجة إلى تولي أدوار قيادية لمعالجة المشكلات وتطوير الحلول – لذلك فان القيادة المشتركة مثل إلهام ومساعدة الآخرين ليصبحون النسخة الافضل من أنفسهم ستظل سمة حرجة.
المهارة الثامنة – التنوع والذكاء الثقافي:
أصبحت أماكن العمل أكثر تنوعًا وانفتاحًا، لذلك سيحتاج الموظفون إلى أن يكونوا قادرين على الاحترام والفهم والتكيف مع الآخرين الذين قد يكون لديهم طرق مختلفة لفهم وإدراك العالم. من الواضح أن هذا سيؤدي إلى تحسين كيفية تفاعل الأشخاص داخل الشركة، لكنني أعتقد أنه سيجعل أيضًا خدمات ومنتجات الشركة أكثر شمولية أيضًا.
المهارة التاسعة – احتضان التغيير:
حتى بالنسبة لي، فإن وتيرة التغيير في الوقت الحالي مذهلة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي. هذا يعني أنه يجب على الناس أن يكونوا رشيقين وأن يزرعوا القدرة على احتضان التغيير – وحتى الاحتفال به. سيحتاج الموظفون إلى التحلي بالمرونة والتكيف مع أماكن العمل المتغيرة ومستوى التوقعات ومجموعات المهارات المطلوبة. والأهم من ذلك، سيحتاجون إلى رؤية التغيير ليس على أنه عبء ثقيل وانما فرصة سانحة للنمو.
خلاصة القول: نحن لسنا بحاجة إلى أن يتم تخويفنا بالذكاء الاصطناعي. قدرة العقل البشري هائلة جدا بشكل لا يصدق. إنه أكثر تعقيدًا وأقوى بكثير من أي ذكاء اصطناعي موجود. لذا، بدلاً من الخوف من الذكاء الاصطناعي والأتمة (المكننة) والتغييرات التي سيحدثها في أماكن العمل، يجب أن نتطلع جميعًا إلى تسخير قدراتنا البشرية المتفردة وتنمية هذه المهارات الشخصية – هذهالمهارات هي التي ستصبح أكثر أهمية لمستقبل العمل.
سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الشركات من جميع الأشكال والأحجام في جميع القطاعات الصناعية والتجارية. اكتشف كيف يمكنكإعداد مؤسستك لعالم يحركه الذكاء الاصطناعي في كتابي الجديد، تحت عنوان – ثورة الذكاء: تحويل عملك باستخدام الذكاء الاصطناعي The Intelligence Revolution: Transforming Your Business With AI.
الكاتب: السيد برنارد مار Bernard Marr هو المؤلف لأحد الكتب الأكثر مبيعًا عالميًا، والمتحدث الرئيسي الشهير، والمستقبلي، ومستشار الأعمال والتكنولوجيا الاستراتيجي للحكومات والشركات. السيد برنارد يساعد المؤسسات على تحسين أداء أعمالها، واستخدام البيانات بشكل أكثر ذكاءً، وفهم تداعيات التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وسلسلة الكتل وإنترنت الأشياء.
يمكن قراءة المقال الاصل باللغة الانجليزية عبر نقر الرابط التالي: