الغذاء كدواء: هل يمكن لنظامك الغذائي أن يساعد في الوقاية من السرطان؟

ومضات معرفية من بودكاست: تناول الطعام لمحاربة السرطان

ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي

تاريخ نشر الترجمة: ٩ مارس ٢٠٢٥م

مقدم البودكاست: الدكتور روبي أوجلا Dr. Rupy Aujla، نبذة مختصرة عنه تجدها في الصفحة الاخيرة

ضيف الحلقة: الدكتورة أيلسا لامسدين Dr. Elsa Lumsden، نبذة مختصرة عنها تجدها في الصفحة الأخيرة.

عنوان الحلقة باللغة الانجليزية: Eat to Beat Cancer

المصدر: بودكاست “مطبخ الطبيب Doctor’s Kitchen Podcast ” من منصة الوميض التجارية Blinkist لتلخيص الكتب

 

ما هو بودكاست “مطبخ الطبيب Doctor’s Kitchen Podcast

بودكاست “مطبخ الطبيب” يقدمه الدكتور روبي أوجلا Dr. Rupy Aujla، حيث يناقش مع الخبراء أحدث الأبحاث حول مواضيع تعزز صحتك، بدءًا من الأكل الصحي إلى الوقاية من الأمراض وعلاجها. يتم إصدار حلقات جديدة كل يوم خميس.

تنصل:

هذه الترجمة لا تعكس بالضرورة تأييدًا أو رفضًا لمحتوى المادة الأصلية، بل تهدف إلى نشر المعرفة وتقديم وجهات نظر متنوعة. قد تتضمن بعض المعلومات جوانب لا تتماشى مع بعض المعتقدات أو التوجهات، ولكنها محاولة جادة لنقل الفكرة الرئيسية للنص مع الحفاظ على السياق العام، وإن لم تكن دقيقة تمامًا. تسعى الترجمة إلى توسيع آفاق التفكير عبر نقل الأبحاث والرؤى المختلفة في مجالات مثل الصحة، التقنية، والاقتصاد، وغيرها مما يتيح للأفراد الاطلاع على المعلومات بلغاتهم وتعزيز التفاهم بين الثقافات، إلى جانب فتح المجال للنقاش الموضوعي والاستفادة منها أو نقدها بوعي.

ما هو موضوع هذه الحلقة؟

هل يمكن أن تساعد التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة في الوقاية من السرطان؟ في هذه الحلقة، يجلس الدكتور روبي Dr. Rupy Aujla مع الدكتورة أيلسا لامسدين Dr. Elsa Lumsden، المتخصصة في علاج السرطان، لمناقشة والتعرف على:

  • العلاقة بين استهلاك السكر ونمو الخلايا السرطانية
  • أهمية تقليل الالتهاب وتأثيره على الوقاية من السرطان
  • دور فيتامين د في دعم المناعة ومكافحة الأورام
  • فوائد النظام الغذائي المتوسطي (حمية البحر الأبيض المتوسط Mediterranean diet) في تقليل مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان
  • الرحلة الطبية الشخصية للسيدة د. أيلسا لامسدين وكيف أثرت على عملها الطبي.

المحتوى التالي هو ترجمة النص الإنجليزي من منصة الوميض Blinkist. وهو مكون من مقدمة وخاتمة بالإضافة الى ٥ ومضات معرفية، وتعتبر كل ومضة إجابة لسؤال في البودكاست:

المقدمة:

أنا الدكتور روبي Dr. Rupy، وهذا هو البودكاست المختصر بإسم “مطبخ الطبيب”. إنه المكان المخصص لمناقشة أهم المواضيع المتعلقة بالخصائص العلاجية للطعام وأسلوب الحياة. آمل دائمًا أن تتناول هذه الحلقات بشكل مفيد التقاطع بين التغذية وأسلوب الحياة عبر مختلف التخصصات الطبية، ولهذا السبب نتحدث هذه المرة عن النظام الغذائي وأسلوب الحياة والسرطان.

معي اليوم لمناقشة هذا الموضوع الحساس، والذي يثير الجدل أحيانًا، زميلتي وصديقتي الدكتورة أيلسا لامسدين Dr. Elsa Lumsden. أيلسا طبيبة متخصصة في علاج السرطان ومقرها في لندن، وقد ساهمت رحلتها الطبية الشخصية في تشكيل منظورها تجاه عملها.

والتي تقول: “كمية المعلومات التي تعلمتها عن جسدي وما يمكنني فعله لمساعدتي، وكانت مذهلة للغاية، وقد غيّرت تمامًا وجهة نظري حول كيفية ممارستي للطب”. وتقول أيضا: “كنت أعتقد أن لدي نظامًا غذائيًا متوازنًا، لكنني أدركت أن حوالي ٨٠% مما أتناوله هو كربوهيدرات باهتة اللون beige carbohydrates. لذا، قمت بتعديل نظامي الغذائي بزيادة تناول البروتين وتقليل الكربوهيدرات، وشعرت بتحسن كبير وزيادة في طاقتي”.

في هذه الحلقة، سنتحدث عن العلاقة المحتملة بين السكر والسرطان، وسنستعرض الأنظمة الغذائية التي قد تساعد في تقليل الالتهاب ولماذا قد يكون لذلك تأثير على الوقاية من السرطان، بالإضافة إلى أهمية الحصول على كمية كافية من فيتامين د. كما سنناقش النظام الغذائي المتوسطي وكيف يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.

ومضة رقم ١- البداية، مع رحلة د. ايلسا الشخصية؟:

لكن أولًا، لنبدأ برحلة أيلسا الشخصية في هذا المجال. والسؤال: متى بدأ اهتمامها بالعمل على العلاقة بين النظام الغذائي والسرطان؟

الجواب: تم تشخيصي بمرض يسمى تعذر الارتخاء (أكالازيا akalasia) عندما كنت في السنة الأخيرة من دراستي الطبية، وهو يُعتقد أنه حالة مناعية ذاتية، لكنه في الأساس يؤدي إلى عدم دفع عضلات المريء للطعام إلى الأسفل، مما قد يسبب تضيقًا في الجزء العلوي من المعدة. عندما تم تشخيصي لأول مرة، كانت حالتي سيئة للغاية، فلم أكن أستطيع ابتلاع أي طعام عادي، وكنت أتقيأ الطعام باستمرار. وعندما تم تشخيصي في البداية، اعتقد الجميع، أو بالأحرى أطباء الأسرة، أن المشكلة كانت نفسية بسبب انشغالي بامتحاناتي النهائية.

وهكذا قضيت وقتًا طويلًا في محاولة العثور على حل لحالتي. وفي النهاية، تمكنت من التكيف مع الوضع بنفسي. قمت بتعديل نظامي الغذائي بحيث أصبحت أتناول الكثير من الشوربات والأطعمة السائلة حتى أتمكن من بلع الطعام، مع التركيز أيضًا على تحسين تغذيتي. وأخيرًا، بعد أن تم التأكد من التشخيص، قررت الخضوع للعلاج الجراحي. كمية المعلومات التي تعلمتها عن جسدي وما يمكنني فعله لمساعدتي، إلى جانب الجراحة التي أجراها الأطباء لي، كانت مذهلة حقًا. لقد غيرت هذه التجربة بالكامل وجهة نظري حول كيفية ممارستي للطب.

أجريت تغييرات جذرية في نظامي الغذائي، حيث خفضت كمية السكر وخفضت الكربوهيدرات بشكل عام. كنت أعتقد أنني أتناول نظامًا غذائيًا متوازنًا، كما يظن معظم الناس، لكن عندما استخدمت بعض الأدوات مثل تطبيق MyFitnessPal لتتبع نظامي الغذائي، أدركت أن حوالي ٨٠% مما أتناوله هو كربوهيدرات باهتة اللون، مثل الخبز المحمص في الإفطار، والسندويشات في الغداء، والمعكرونة في العشاء. وفجأة أدركت أنه لا يوجد أي فواكه أو خضروات في وجباتي، فقط الكربوهيدرات، وكان نظامي الغذائي منخفضًا جدًا في البروتين. لذلك، من خلال زيادة تناول البروتين وتقليل الكربوهيدرات والتركيز أكثر على تناول الخضروات، شعرت بتحسن كبير.

أصبحت أتمتع بطاقة أكبر بكثير، كما أنني بدأت في ممارسة الرياضة بحماس أكبر. ومن المفارقات أن ذلك حدث في وقت لم أكن أنام فيه جيدًا بسبب طفلي الصغير الذي كنت أرضعه خلال الليل، ومع ذلك، وجدت أن لدي طاقة أكثر بفضل التغييرات في نظامي الغذائي وممارسة الرياضة. حينها فكرت، إذا كنتُ قادرة على فعل ذلك، فبإمكان أي شخص آخر القيام به أيضًا. وإذا كنت أشعر بهذا التحسن على الرغم من قلة نومي ومشاكلي الصحية المزمنة، فمن المؤكد أن مرضاي سيشعرون بتحسن إذا شاركتهم هذه المعرفة.

ومضة رقم ٢ – ما هي العلاقة المحتملة بين السكر والسرطان؟:

لقد ساعدت التجربة الشخصية لإيلسا في تشكيل مسيرتها المهنية وزيادة شغفها بالعمل مع مرضى السرطان. بعد ذلك، أردت التعمق في موضوع مثير للجدل أحيانًا، وهو العلاقة المحتملة بين السكر والسرطان. هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر قد تسبب السرطان، لكن لا يوجد دليل قاطع على ذلك. فما هو رأي إيلسا في هذا الموضوع؟ أعتقد أن الجميع يمكن أن يستفيدوا من تقليل استهلاكهم للسكر، وأود أن أؤكد على ذلك.

الجواب: أعتقد أنني شعرت بتحسن عندما خفضت استهلاكي للسكر. وأنا متأكدة تمامًا من أن الجميع في النظام الغذائي الحالي عندنا في الغرب يستهلكون كميات زائدة من السكر. ولسوء الحظ، هناك العديد من الطرق التي يتم تقديم السكر لنا من خلالها، ونحن نتناوله دون وعي. إنه مخفي، إنه مخفي جدا. وهذه إحدى المشكلات المرتبطة بالأطعمة المصنعة، حيث تحتوي غالبًا على كميات مخفية من السكر والملح.

أعتقد أن الخطاب حول هذا الموضوع أحيانًا يبالغ في الأمر. لقد جاءتني عائلة مكونة من أب وابنه، وكان الأب في حالة مرضية متدهورة للغاية بسبب إصابته بسرطان البنكرياس المتقدم، وكان يعاني من حالة الهزال الشديد. الهزال السرطاني هو عندما يؤدي السرطان إلى زيادة معدل الأيض (التمثيل الغذائي) في الجسم، مما يجعل المريض يبدأ بفقدان وزنه بشكل حاد، وهو وضع صعب للغاية. في مثل هذه الحالة، يحتاج المريض إلى أطعمة غنية بالبروتين والسعرات الحرارية والدهون للحفاظ على قوته ومحاولة استعادة بعض الكتلة العضلية.

ومع ذلك، هناك الكثير من المعلومات المتداولة، خاصة على الإنترنت، التي تتحدث عن أهمية تقليل السكر إلى أدنى حد أو حتى الامتناع عنه تمامًا، وعن فوائد النظام الغذائي الكيتوني ketogenic، والذي يعتمد على تناول أقل من ٥٠ غرامًا من الكربوهيدرات يوميًا، أليس كذلك؟ إنه نظام منخفض جدًا في الكربوهيدرات. وأعتقد أن إحدى الدراسات الكبرى تناولت النظام الكيتوني مع تقييد السعرات الحرارية أيضًا، مما يجعله نظامًا صارمًا للغاية. وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من حالات متقدمة جدًا، فقد يكون اتباع هذا النظام الغذائي مرهقًا للغاية. يجب أن نتذكر أن هؤلاء المرضى في المراحل المتقدمة من المرض.

أتذكر حالة واحدة كانت صعبة للغاية، حيث كان هناك ابن يرغب بشغف إنقاذ والده، وكان متحمسًا جدًا لذلك. من الواضح أنه كان يريد فقط الأفضل لوالده، لكن الأب كان في السبعينيات من عمره، يشعر بالإعياء والتعب، وكان هذا الأمر يسبب توترًا بينهما. وفي وقت كان من المفترض أن يقضيا فيه أوقاتًا ممتعة معًا، كان الجدال حول تفاصيل نظامه الغذائي يبدو لي غير مناسب. تعرّفت على العائلة ورأيت ما كان يحدث، وقلت شيئًا لم أكن لأقوله عادةً، لكنني شعرت أنه من الظلم الكبير أن يتحمل الابن هذا العبء.

أردت أن أساعده في التخلص من هذا الشعور بالذنب، وأن أقنع والده بأن هناك طرقًا أخرى، أو ربما شيئًا آخر يمكن فعله. لست متأكدة تمامًا، لكنني أعتقد أن الخطاب حول السكر على الإنترنت قد أصبح مبالغًا فيه أحيانًا. وأرى أن كل هذه الأمور يجب أن تُؤخذ في سياق كل حالة فردية بحالها. أنا لست أخصائية تغذية، ولست خبيرة تغذية علاجية.

أنا طبيبة، وكما ناقشنا سابقًا، لم نحصل على تدريب مكثف في مجال التغذية. كل ما أعرفه هو ما تعلمته من خلال عملي ومن خلال تثقيف نفسي عندما كنت مريضة. دائمًا ما أوصي أي مريض يعاني من هذه الحالة بزيارة مختص محترف للحصول على استشارة دقيقة، لأنني أعتقد أن كل مريض يحتاج إلى نظام غذائي مصمم خصيصًا لحالته، وليس مجرد نظام عام يفترض أن كل مرضى السرطان يجب أن يتبعوا نظامًا كيتونيًا ketogenic diet أو نظامًا منخفض السكر. أعتقد أن كل حالة تحتاج إلى مناقشتها على حدة. ومع ذلك، هناك بعض الدراسات المثيرة للاهتمام التي تُجرى حاليًا حول تأثير الحمية الكيتونية على أورام الدماغ مثل الأورام الدبقية gliomas.

سيكون من المثير للاهتمام معرفة نتائج هذه الأبحاث. أنا منفتحة تمامًا على كل هذه الأفكار، لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى الانتظار لفترة أطول قليلًا. ومن المؤكد أنه لن يكون هناك حل واحد يناسب الجميع. فلا يوجد علاج واحد يمكنه معالجة كل شخص، فلماذا يكون هناك نظام غذائي واحد مناسب للجميع؟

وأعتقد أن السكر يُصوَّر أحيانًا على أنه العدو الأكبر، لكن علينا التخفيف من هذا التصور والنظر إلى الصورة الكاملة، فالطعام ليس مجرد تغذية، بل هو وسيلة للتواصل الاجتماعي، وهو تعبير عن الحب، خاصة في الأوقات الصعبة. يمكن أن يكون الطعام طريقة حقيقية للتعبير عن المودة، فالناس يرغبون في الطهي لك عندما تكون مريضًا، ويريدون الاعتناء بك. وإذا كنت تجلس وحدك في زاوية تتناول السردين أو أي شيء آخر، فإنك تعزل نفسك اجتماعيًا في وقت تكون فيه في أشد الحاجة إلى التواجد مع الآخرين. هذا هو رأيي بخصوص السكر.

ومضة رقم ٣ – ماذا عن الأنظمة الغذائية الوقائية التي تهدف إلى تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان؟

هذا صحيح تمامًا. الجانب الاجتماعي للطعام مهم دائمًا، لكنه يصبح أكثر أهمية خلال الأوقات الصعبة والمليئة بالتحديات. ولا يوجد وقت أكثر صعوبة من الفترة التي يمر فيها الشخص بعلاج السرطان. والآن، ماذا عن الأنظمة الغذائية الوقائية التي تهدف إلى تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان؟ هل هذا ممكن بالفعل؟ وماذا عن النظام الغذائي المتوسطي (حمية البحر الأبيض المتوسط Mediterranean diet)، الغني بالخضروات والفواكه والمكسرات والبذور والبقوليات والحبوب الكاملة؟

الجواب: نعلم أن للنظام الغذائي المتوسطي العديد من الفوائد، لكن كيف يُنظر إليه من منظور السرطان؟ يُعتبر هذا النظام الغذائي الأكثر فاعلية في الحماية من السرطان، حيث يعتمد على الأطعمة المحلية الطازجة، وهو قائم في الغالب على النباتات مع إضافة بعض الأسماك والدهون الصحية مثل زيوت الأفوكادو وزيت الزيتون والمكسرات. من المثير للاهتمام النظر إلى تأثير الخضروات، إذ إنها تؤثر بشكل غير مباشر على تنظيم إنزيمات التمثيل الغذائي في المرحلة الأولى من الانزيمات المؤكسدة والمرحلة الثانية من الإنزيمات الأيضية المقترنة أيضًا، مما يعزز قدرة الجسم على التخلص من الملوثات البيئية.

بالتأكيد. إذا كان الكبد في حالة جيدة، فسيكون قادرًا على التعامل مع جميع هذه الملوثات التي نتعرض لها وتخليص الجسم منها. وهذا بالضبط يعتبر سببنا إضافيا في جعل هذا النظام الغذائي وقائيًا جدًا بالنسبة لنا.

إنه أمر مثير للاهتمام. التغذية موضوع صعب التعامل معه أثناء علاج السرطان. وأعتقد أن ذلك يرجع إلى كونه متعدد العوامل، حيث يتعين على المريض التعامل مع عدة جوانب مختلفة، بدءًا من كيفية تناول الطعام نفسه، ناهيك عن امتلاك الطاقة اللازمة لطهي الخضروات التي يحتاج إلى تناولها. إنه تحدٍ حقيقي.

لهذا السبب أقول دائمًا إنه عندما يكون الشخص في خضم تشخيص المرض، فليس الوقت المناسب لممارسة ضغط إضافي على نفسه. نعم، بالتأكيد. هناك وقت لاحق لذلك. إذا كنت تشعر بصحة جيدة ولديك طاقة كافية، فاتبع نصائحنا وحاول اتباع النظام الغذائي المتوسطي. ولكن إذا كنت تعاني من نقص الطاقة، فلا تلُم نفسك إذا تناولت قطعة بسكويت صغيرة لمنحك بعض الطاقة التي تساعدك على تجاوز اليوم. أعتقد أن الأمر يتعلق بفعل ما تستطيع في اللحظة التي تستطيع فيها.

ومضة رقم ٤ – ما علاقة النظام الغذائي والالتهاب؟:

لكن الأمر يتعلق بالتوازن بين ما يشعر به كل شخص، وهو أيضًا يتعلق بنشر المعلومات ليتمكن الجميع من اتخاذ قرارات واعية بشأن ما يتناولونه ويضعونه في أفواههم. وأعتقد أنه لا ينبغي أن يكون هناك لوم أو شعور بالذنب، فهذا أمر مهم يجب تذكره. التوازن هو المفتاح، ويجب أن يكون الطعام مصدرًا للمتعة بقدر ما هو وسيلة لتحقيق فوائد صحية. وأخيرًا، أردت التحدث عن النظام الغذائي والالتهاب.

الجواب: كل نوع من الطعام له تأثير مختلف على الالتهابات في أجسامنا. ونعلم أن موازنة الالتهابات يمكن أن تدعم قدرتنا الطبيعية على مقاومة الأمراض. فهل هذا الأمر مهم عندما يتعلق الأمر بالسرطان؟ بشكل عام، الالتهاب المزمن ليس جيدًا للسرطان. لقد تم البحث في الأنظمة الغذائية التي تقلل الالتهابات، ويمكن للمرء أن يتبع نظامًا غذائيًا صارمًا مثل النظام الغذائي “باليو paleo” منخفض الالتهابات للغاية.

النظام الغذائي النباتي منخفض الالتهابات جدًا، لكن المشكلة في النظام النباتي هي نقص فيتامين ب١٢ B12 والحديد. ولكن إذا تمكن الشخص من تعويض هذه العناصر بطرق أخرى، فسيكون بإمكانه تجنب هذه المشكلة. ولكن مرة أخرى، الأمر يعود إلى ما ذكرناه سابقًا، وهو أنه إذا كنت تتناول النباتات، فأنت تحمي نفسك بشكل طبيعي. في النهاية، كل شيء يعود إلى نفس النقطة. لقد أُجريت دراسات حول هذا الأمر، ولم يتم العثور على نظام غذائي واحد يناسب الجميع.

لست متأكدة من أنهم سيجدون إجابة نهائية أبدًا، لأنني أعتقد شخصيًا أن كل نوع من السرطان مختلف، وكل شخص مختلف أيضًا. فجميعنا لدينا طفرات جينية داخل أجسامنا تجعلنا نستقلب الطعام بطرق مختلفة، ونتعامل معه بطريقة فريدة. كما أن لكل فرد تركيبة جسدية مختلفة، فبعضنا أكبر حجمًا، والبعض الآخر أصغر. هناك العديد من المتغيرات هنا، لذا فإن فكرة أننا يمكن أن نجد نظامًا غذائيًا واحدًا يناسب الجميع، أعتقد أنها ليست فكرة واقعية. لذلك، ما أخبر به الناس ومرضاي هو أن يقوموا بتجارب ذاتية لمعرفة ما يناسبهم، طالما أنه لا يسبب أي ضرر.

ابحث عما يناسبك طالما أنه لا يسبب أي ضرر. تمامًا، نعم. وأعتقد أن مبدأ “لا ضرر do no harm” هو بالتأكيد أساس ما يتم تعليمنا إياه كأطباء. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، فهناك ضرر ضئيل للغاية يمكن أن يحدث، طالما أنك تتبع نهجًا عمليًا ومتزنًا.

ومضة رقم ٥ – ماذا عن فيتامين د.؟

عندما يتعلق الأمر بالفيتامينات، أفترض أنكِ تقومين بفحص مستويات فيتامين د، أليس كذلك؟

الجواب: نعم، نحن نقوم بذلك بالفعل، لأنني كما ذكرت أعمل في مجال علاج سرطان الثدي breast oncology، والعديد من مرضانا يحتاجون إلى أدوية تعديل العظام، مثل البايفوسفونات bisphosphonates. نحن نقوم بفحص مستويات فيتامين د لدى جميع المرضى، وأكثر ما يلفت انتباهي هو مدى انخفاض مستويات هذا الفيتامين لدى الجميع، فهي في أدنى مستوياتها على الإطلاق.

التوصيات الوطنية في هذا البلد (بريطانيا) تنص الآن على أنه يجب على الجميع تناول مكملات فيتامين د. وعليه، يجب أن يتناول الشخص ما بين ٨٠٠ إلى ١٠٠٠ وحدة يوميًا خلال أشهر الشتاء، لأننا لا نستطيع إنتاج ما يكفي من هذا الفيتامين عبر الجلد بين شهري أكتوبر ومارس، بسبب زاوية أشعة الشمس، حيث لا نحصل على ما يكفي من الأشعة فوق البنفسجية.

لذا، أعتقد أنه من المهم جدًا أن يدرك الناس ذلك. أرى أن فيتامين د مهم جدًا، ليس فقط في الحفاظ على توازن العظام والكالسيوم، ولكن أيضًا كمُعدِّل محتمل لجهاز المناعة. نعم، فهو يؤثر على العديد من العمليات المختلفة في جميع أنحاء الجسم، حتى لو لم يكن له تأثير واضح أو مثبت سريريًا على معدلات الإصابة بالسرطان. سيكون من الصعب جدًا إثبات ذلك، لكي نكون منصفين. ومع ذلك، هناك ما يكفي من الأبحاث العلمية التي تجعلني مقتنعًا بضرورة أن يتناول الجميع هذا الفيتامين وفقًا للمعدلات الموصى بها.

وختاما:

أنا شخصيًا أتناوله، ونحن نتحقق من مستويات فيتامين د لدى جميع مرضانا، ومعظمهم في النهاية يحتاجون إلى مكملات غذائية، لأن القليل جدًا منهم لديه مستويات طبيعية، كما ذكرت سابقًا.

شكرًا للدكتورة أيلسا لامسدين على هذه النقاش حول موضوع معقد وحساس ولكنه مهم للغاية. يمكنك العثور على أيلسا على إنستغرام عبر الحساب Dr. Ailsa.

في هذا البودكاست المختصر من “مطبخ الطبيب”، ناقشنا العلاقة بين السكر والسرطان، وتحدثنا عن أهمية النظام الغذائي المتوسطي، وسمعنا كيف يمكن للنظام الغذائي منخفض الالتهابات أن يلعب دورًا في الحماية من السرطانات.

نبذة مختصرة عن الدكتور روبي أوجلا Dr. Rupy Aujla

الدكتور روبي أوجلا Dr. Rupy Aujla هو طبيب بريطاني بارز في مجال الطب العام وطب الطوارئ، اشتهر بدمجه بين الطب والتغذية لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض. يتميز بتركيزه على دور الغذاء في تحسين جودة الحياة، وسعيه إلى ردم الفجوة بين الطب التقليدي وعلوم التغذية. يؤمن الدكتور روبي بأهمية تبني نهج “الأطباق بدلًا من الحبوب” أو “الغذاء بدلا من الدواء”، مؤكدًا أن الغذاء يمكن أن يكون أداة فعالة في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض. يسعى إلى تغيير نظرة الناس للطعام، ودمج المعرفة الطبية مع شغفه بالطهي لتقديم إرشادات عملية تساعد الأفراد على اتخاذ خيارات غذائية صحية دون التضحية بالمذاق.

المسيرة العلمية والمهنية

  • التعليم والتخصص: حاصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة (MBBS) والبكالوريوس في العلوم (BSc) من إمبريال كوليدج لندن Imperial College, London، كما أنه عضو في الكلية الملكية للممارسين العامين (MRCGP). بالإضافة إلى ذلك، يحمل درجة الماجستير في طب التغذية.
  • الممارسة الطبية: يعمل كطبيب عام في لندن، ويكرّس جهوده لتوعية الناس بأهمية الغذاء الصحي في الوقاية والعلاج.
  • مؤسس منصة “مطبخ الطبيب” (The Doctor’s Kitchen): أطلق هذه المنصة الشهيرة، من أجل توعية الناس بفوائد التغذية الصحية من خلال وصفات مدعومة علميًا.
  • أنشأ تطبيقًا خاصًا بالوصفات الصحية لتعزيز خيارات الطعام المتوازن والمفيد.
  • يقدم بودكاست مطبخ The Doctor’s Kitchen Podcast، حيث يستضيف خبراء لمناقشة العلاقة بين الغذاء والصحة.

المؤلفات والحضور الإعلامي

  • مؤلف لعدة كتب من الأكثر مبيعًا وفق تصنيف صنداي تايمز، منها:
  • مطبخ الطبيب: تناول الطعام لمكافحة الامراض The Doctor’s Kitchen: Eat to Beat Illness
  • أكثر من ١٠٠ وصفة سهلة، صحية، ولذيذة Dr Rupy Cooks: Over 100 Easy, Healthy, Flavourful Recipes
  • يظهر في برامج تلفزيونية مثل هذا الصباح This Morning، وله برامج خاصة به تناقش التغذية الصحية.
  • يتمتع بحضور قوي على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتويتر، حيث يشارك وصفات ونصائح طبية موثوقة.

نبذة مختصرة عن الدكتورة أيلسا سيتا-لامسدن (Ailsa Sita-Lumsden) 

الدكتورة أيلسا سيتا-لامسدن Ailsa Sita-Lumsden هي استشارية في طب الأورام، تعمل في مؤسسة جاي وسانت توماسGuy’s and St Thomas التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في لندن منذ عام ٢٠٢٠م. تتميز بخبرتها في علاج سرطانات الجهاز الهضمي العلوي والسرطانات مجهولة المنشأ، إلى جانب دورها القيادي في تقييم وتوظيف زملاء الأبحاث السريرية في مجال الأورام.

التخصصات الطبية

  • علاج سرطانات الجهاز الهضمي العلوي، بما في ذلك: سرطان المعدة، وسرطان المريء، وأورام السدى المعدية المعوية (GISTs)
  • التخصص في السرطانات مجهولة المنشأ (Cancer of Unknown Primary – CUP)

الخلفية الأكاديمية

  • بكالوريوس الطب والجراحة مع مرتبة الشرف (MBBS)كينغز كوليدج لندن King’s College London (٢٠٠٥م)
  • بكالوريوس العلوم في تاريخ الطب (بمرتبة الشرف)جامعة كوليدج لندن University College London (٢٠٠٣م)
  • دكتوراه (PhD) في بيولوجيا السرطانإمبريال كوليدج لندن Imperial College London (٢٠١٧م)

التدريب والخبرة:

  • أكملت تدريب الدراسات العليا في طب الأورام في مؤسسة إمبريال كوليدج للرعاية الصحية.
  • حصلت على زمالة بحثية سريرية من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة (Cancer Research UK).
  • تعمل كاستشارية في مؤسسة جاي وسانت توماس NHS منذ عام ٢٠٢٠م.

الاهتمامات البحثية

تركز أبحاثها على سرطانات الجهاز الهضمي العلوي والسرطانات مجهولة المنشأ، وتسعى لتطوير طرق علاج مبتكرة وتحسين النتائج العلاجية للمرضى.

Previous post العقل الخارق: اكتشف إمكانيات دماغك اللامحدودة

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *