الراحل أبو حمدي – المشغول دائما

الراحل أبو حمدي – المشغول دائما

خاطرة بقلم: عبدالله سلمان العوامي 

ميتشجن أمريكا

تاريخ: ٢٠٢١/١١/٢١م

تحدث وكتب العديد من الإخوة عن صفاته الجميلة وأخلاقياته النبيلة. ومهما قيل فيه لن نستطيع الوفاء بحق هذا الراحل الجليل والانسان النبيل الشاعر سعيد معتوق الشبيب (أبو حمدي) حيث لا يمكن لأحد حسب ظني المتواضع أن يعرف شمائل شخصيته وأسرار معدنه. هي محاولات جادة وصادقة ومشكورة في تسليط الضوء على مكامن شخصية المرحوم أبي حمدي وإبرازها لأهله ومحبيه وذويه للسلوى والذكرى وأيضا لاستلهام الدروس المستفادة والعبرة من سيرته العطرة. 

مسيرة فقيدنا العزيز مليئة بالوقفات المضيئة، وبعضها لا تبقى ساكنة في مكان ثابت وإنما رافقته وتسير معه أينما ذهب وفي أي مكان، سواء كان في الطريق، أو في الديوانية، أو في الحسينية، أو في المسجد، أو في الصالة الرياضية، ولا أستغرب أن تكون حاضرة أيضا معه في بيته وفي منامه. هي وقفات انشغال فكره الدائم بهموم الآخرين ومشاكلهم، واستغراقه العميق في التعبير عن هموهم، وأحلامهم، وأفراحهم، وأتراحهم من خلال شعره وفكره أو من خلال تفعيل شبكة علاقاته.

عندما تلقاه في الطريق تصافحه أو يصافحك ويبتسم ويكمل مشواره. وفي مشاركته حفل زواج يلتقط صورة لك ولمن معك ويبتسم ومن ثم يذهب لغيرك. وفي حضوره ديوانية ما، يختار مكانا متواضعا ويرحب بمن حوله ويبتسم ومن ثم ينصت للحديث الدائر. أما في المناسبات الدينية والاجتماعية يأتي ويرحب بالحضور ويبتسم ومن ثم يلقي قصيدته ويختفي بهدوء. 

يتأثر كثيرا لسماع خبر حزين وينتشي لسماع خبر مفرح في قريته أو في الجوار قريبا منه عائليا او بعيدا، فينشغل فكره بالمشاركة ويعيش حالة الحزن أو الفرح ويتوج ذلك بقصيدة إبداعية. ومشاركاته شاهدة على حضوره النوعي والمميز والكثيف في آن واحد للعديد من قصائد المدح والرثاء في الشخصيات المشهورة منها والمغمورة. 

تمر المناسبات الدينية في المواليد والوفيات وفي كل مناسبة يتقمص الشخصية الولائية وينغمس فيها عميقا ويهيم عقله مشغولا بالمناسبة، وينتج عن هذا الانشغال قصيدة إبداعية أخرى. ولديه أكثر من ديوان يشهد له بحبه لخط أهل البيت عليهم جميعا سلام الله.

هو المشغول دائما بهموم عائلته ومجتمعه، في الأفراح والأتراح. يشاطرهم شعرا ويرصد أخبارهم صورة وصوتا. لا يملك من الوقت كثيرا، مشغول في الكتابة، ومشغول بالتصوير، ومشغول بتوثيق كل ذلك في قناته باليوتيوب ”كشكول“. 

والسؤال: هل كان مشغولا قبل وفاته أيضا بهموم الاخرين؟ العلم عند الله. ولكني لا أستغرب أبدا أنه كان هائما ومشغولا قبل وفاته بدقائق بهموم عائلته ومجتمعه فانهمك بالتفكير عميقا، باحثا عن حلول أو قصيدة يعبر من خلالها عن أوجاعه وآلامه المجتمعية فذاب عقله وقلبه معا في حالة تجلٍّ مع خالقه وفاضت روحه الطاهرة.

الموت حق، ولكل أجل كتاب. ولا تدري نفس بأي أرض تموت. رحمك الله فقيدنا الغالي أبا حمدي رحمة الأبرار وأسكنك الجنة مع الأخيار.

Previous post ١٥ لغزا مذهلا ستمنح دماغك تمرينًا حقيقيًا
Next post ومضات معرفية من كتيب الطفل السعيد: كيف تربي أطفالا سعداء في عالم مرهق بالضغوط

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

2 thoughts on “الراحل أبو حمدي – المشغول دائما

Comments are closed.