لماذا شركة جوجل مستعدة لدفع ١٢ مليار دولار سنويا لشركة أبل
ترجمة وبتصرف: عبد الله سلمان العوامي
بقلم: السيد آدم ليفي
المصدر: موقع ذا موتلي فول الاستثماري (The Motley Fool) حسب الرابط أدناه
تاريخ النشر: ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨م
تتلقى شركة أبل أموالًا ضخمة فقط لجعل محرك البحث من شركة جوجل هو الخيار الافتراضي في متصفح أجهزتها مثل الايفون والايباد وكذلك كمبيوتر ماك والمعروف باسم المتصفح سفاري Safari. في العام الماضي، دفعت الشركة القابضة الام لشركة جوجل والمعرفة باسم الفابيت (Alphabet)لشركة أبل مبلغ 3 مليارات دولار نظير وضع تفضيلي لمحرك البحث جوجل في مقدمة الخيارات الاخرى. ولكن هذا الرقم قد يتضاعف ثلاث مرات هذا العام، وفقا للمحلل المالي السيد رود هول والذي أخبر موقع بزنيس انسايدر (Business Insider) بذلك، حيث قال إن الرقم سيرتفع إلى 12 مليار دولار في العام المقبل.
أدرجت شركة أبل أرباح التراخيص من صفقات مثل تلك التي حصلت عليها من شركة جوجل باعتبارها المصدر الأول الذي يدفع نمو إيرادات قسم خدمات أبل. هذا الكشف تم معرفته عن طريق ملف الإيداع في هيئة الأوراق المالية والبورصات الامريكية US Securities and Exchange Commission) ) والذي طرأ عليها تغييرا ملفتا عبر ملف الايداع في العام الماضي، والذي أدرج متجر التطبيقات أولاً. ويشير هذا التغيير إلى أن إيرادات التراخيص تنمو بسرعة كبيرة بالنسبة لشركة أبل.
ومع ذلك، ينبغي للمستثمرين دائما أن يسألوا لماذا. لماذا ترغب شركة جوجل في دفع مليارات الدولارات لشركة أبل لضمان موقع محرك بحثها يبقى مفضلا على البقية في المتصفح سفاري Safari والخاص بأجهزة شركة أبل؟
الكثير من النقرات القيّمة
تمتلك شركة أبل حصة سوقية قدرها 44٪ من الهواتف الذكية في الولايات المتحدة ونحو 12٪ من أجهزة الكمبيوتر الشخصية. ولكن مستخدمي شركة أبل يفوقون وزنهم عندما يتعلق الأمر بمدى استخدامهم لـمحرك البحث جوجل والنقر على الإعلانات. من بين جميع النقرات على إعلانات محرك البحث جوجل في الربع الثالث، جاء 49٪ من أجهزة شركة أبل مجتمعة من ايفون، ايباد وكذلك كمبيوتر ماك، وذلك وفقًا للبيانات الواردة من شركة ميركل (Merkle) وهي وكالة للتسويق والاعلان.
وقد تستمر هذه الحصة في الارتفاع نظرًا لتزايد أهمية عمليات البحث عبر أجهزة الجوّال وتراجع عمليات البحث في أجهزة الكمبيوتر المكتبية. تشير ملاحظات شركة الفابيت المالكة لشركة جوجل في كل تقرير من تقارير الأرباح ربع السنوية وعبر المؤتمرات مع المحللين إلى أن أكبر مساهم في نمو إيراداتها هو عن طريق البحث عبر الجوال. وذلك حسبما تؤكده بيانات شركة ميركل أيضا، حيث تلاحظ أن الإنفاق في أمريكا على إعلانات محرك البحث جوجل زاد بنسبة 33٪ سنة بعد سنة لأجهزة الجوال في الربع الثالث مقارنة بـ 11٪ فقط على أجهزة الكمبيوتر المكتبية.
علاوة على ذلك، تاريخيا يمثل مستخدمو نظام آي او اس iOS من شركة أبل قيمة أكبر على نظرائهم مستخدمي نظام التشغيل أندرويد Android. الإنفاق في متجر التطبيقات لشركة أبل يقرب من الإنفاق في متجر تطبيقات جوجل في جميع أنحاء العالم في النصف الأول من عام 2018، وفقًا لبيانات من شركة سينسير تاور (Sensor Tower). هذا على الرغم من حجم القاعدة الهائلة لمستخدمي نظام اندرويد مقارنة بنظام آي او اس والخاص بشركة أبل. والسر ان منتج شركة أبل المتميز يجذب المستهلكين الذين يملكون المال للإنفاق.
لذلك، لا يقتصر الامر على ان نشاط مستخدمي أنظمة شركة أبل يقدر بنصف نقرات إعلانات جوجل في الولايات المتحدة فحسب، بل تعتبر هذه النقرات أكثر قيمة للمعلنين مقارنة بالنقرات على أجهزة اندرويد الأقل تكلفة. وهذا يعني أن المعلنين على استعداد لدفع المزيد مقابل كل نقرة من أجهزة شركة أبل.
هل تتعرض شركة أبل فرصة النمو؟
في آخر نسخة تحديث لنظام آي او اس من شركة أبل، شملت نظام الوقاية من المتابعة الذكية وهو نظام يجعل من الصعب على مواقع الطرف الثالث (المعلن أو صاحب موقع الانترنت) تتبع تاريخ سجل المستخدم عبر مواقع الانترنت. بدلاً من الاحتفاظ بملفات تعريف الارتباط للمتصفح لمدة 30 يومًا حسب المعايير المتبعة، تقوم شركة أبل بالحد من استخدام ملفات تعريف الارتباط في معظم الحالات إلى 24 ساعة فقط ما لم يعد المستخدم مرة أخرى إلى الموقع.
يبدو ذلك أمرًا سيئًا لشركات مثل شركة جوجل، التي تعتمد على جمع أكبر قدر ممكن من البيانات عن مستخدميها. تشير شركة ميركل إلى ان حصة شركة جوجل من نقرات إعلانات محرك البحث عبر استخدام استهداف الجمهور المرتبط بالبيانات مثل مطابقة العملاء، والجمهور المشابه، وقوائم تجديد النشاط التسويقي قد انخفضت كثيرا في نهاية الربع الثالث. يتزامن ذلك مع إصدار نظام التشغيل الجديد آي او اس ١٢ من شركة أبل في منتصف سبتمبر الماضي.
لكن القيود التي وضعتها شركة آبل بالفعل قد تكون مفيدة في نهاية المطاف للمواقع التي يتم التصفح فيها كثيرا وبدرجة عالية مثل موقع جوجل Google.com، حيث أنها تضع المواقع الأقل تصفحا في وضع غير مغري في بيانات الاستهداف التي يمكن استخدامها. إذا زار أحد المستخدمين موقع جوجل Google.com كل يوم، فان شركة جوجل لن تلاحظ تأثيرًا كبيرًا في قدرته على استهداف الإعلانات على أنظمة شركة أبل. في الواقع، ان شركة أبل قامت بتقديم حوافز واغراءات أكثر لشركة جوجل للدفع أكثر مقابل موقع الأفضلية الافتراضي لمحرك بحثها، بحيث يستمر المستخدمون في العودة إلى موقع شركة جوجل Google.comمرارًا وتكرارًا.
نظرًا لاستمرار شركة أبل في تقديم أعداد كبيرة من خيرة العملاء المحتملين لمحرك بحث جوجل، متوازيا مع صعوبة تتبع سلوك المستخدم على أجهزتها، فمن المفترض أن تتمكن شركة أبل من الحفاظ في حلب شركة جوجل بهامش مرتفع من الإيرادات وبالمليارات كل عام.