استيقظ مع النخبة، وابدأ يومك بقوة!

ومضات معرفية من كتاب “نادي الخامسة صباحًا: امتلك صباحك. ارتقِ بحياتك.”

ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي

تاريخ نشر الترجمة: ١٦ مارس ٢٠٢٥م

تاريخ اصدار الكتاب بغلاف مجلد: ٤ ديسمبر ٢٠١٨م

مؤلف الكتاب: السيد روبن شارما  Robin Sharma، نبذة مختصرة عن سيرته الذاتية تجدها في الصفحة الأخيرة.

المصدر: منصة الوميض التجارية Blinkist لتلخيص الكتب.

اسم الكتاب باللغة الإنجليزية:

The 5AM Club: Own Your Morning. Elevate Your Life.

تنصل:

هذه الترجمة لا تعكس بالضرورة تأييدًا أو رفضًا للمحتوى الأصلي، وإنما الهدف منها هو نشر المعرفة وعرض وجهات نظر متنوعة. قد تحتوي المادة المترجمة على معلومات لا تتوافق بالضرورة مع بعض المعتقدات أو التوجهات الشخصية، إلا أنها محاولة جادة لنقل الفكرة الأساسية مع الحفاظ قدر الإمكان على السياق العام، وإن لم تكن دقيقة تمامًا.

نسعى من خلال هذه الترجمات إلى توسيع آفاق التفكير وتعزيز التواصل الثقافي والفكري، عن طريق تقديم أبحاث ورؤى في مجالات متعددة مثل الصحة، والتقنية، والاقتصاد وغيرها، مما يُتيح للقارئ الاطلاع على مختلف وجهات النظر بلغته الأم، وتعزيز التفاهم بين الثقافات الى جانب تشجيع النقاش الموضوعي للاستفادة منها أو نقدها بشكل واعٍ وبنّاء.

تعريف مختصر بالكتاب من شركة أمازون Amazon:

قدم خبير القيادة الأسطوري والأداء المتميز مؤلف الكتاب السيد روبن شارما Robin Sharma مفهوم “نادي الخامسة صباحًا” قبل أكثر من عشرين عامًا، مستندًا إلى روتين صباحي ثوري ساعد عملائه على تحقيق أقصى درجات الإنتاجية، وتنشيط أفضل مستويات صحتهم، وتعزيز هدوئهم النفسي في هذا العصر الذي يعج بالتعقيدات المفرطة.

الآن، في هذا الكتاب الذي يغير الحياة، والذي صاغه المؤلف بعناية على مدى أربع سنوات من العمل الدؤوب، ستكتشف عادة الاستيقاظ المبكر التي ساعدت الكثيرين على تحقيق نتائج مذهلة، مع تحسين سعادتهم، وزيادة قدرتهم على العطاء، وتعزيز إحساسهم بالحياة.

من خلال قصة ساحرة – ومسلية في كثير من الأحيان – عن شخصين غريبين يواجهان تحديات في حياتهما ويلتقيان برجل أعمال ملياردير غريب الأطوار يصبح مرشدهم السري. سيأخذك كتاب “نادي الخامسة صباحًا” في رحلة لاستكشاف، ومن ابرز نشاطاتها:

  • كيف يبدأ أعظم العباقرة وعمالقة الأعمال وأذكى الأشخاص في العالم صباحهم لتحقيق إنجازات مذهلة
  • تركيبة غير معروفة يمكنك استخدامها فورًا للاستيقاظ مبكرًا بشعور ملهم وتركيز عالٍ، إلى جانب دافع قوي لاستغلال كل يوم بأقصى طاقته
  • طريقة تدريجية، خطوة بخطوة، لحماية أكثر ساعات الفجر هدوءًا، مما يمنحك وقتًا لممارسة الرياضة، وتجديد الذات، وتعزيز نموك الشخصي
  • ممارسة مثبتة علميًا تستند إلى علم الأعصاب، تساعدك على الاستيقاظ بسهولة بينما يكون معظم الناس نائمين، مما يمنحك وقتًا ثمينًا للتفكير، والتعبير عن إبداعك، وبدء يومك بسلام بدلًا من العجلة والتوتر
  • استراتيجيات حصرية لحماية مواهبك وقدراتك وأحلامك من التشتيت الرقمي والملهيات التافهة، مما يمكنك من تحقيق النجاح، والتأثير، وترك بصمة رائعة في العالم

جزء منه بيان لإتقان الحياة، وجزء دليل للإنتاجية الفائقة، وجزء رفيق لحياة تُعاش بجمال، “نادي الخامسة صباحًا” هو كتاب سيغير حياتك. إلى الأبد.

المحتوى التالي هو ترجمة للنص الإنجليزي في منصة الوميض Blinkist. وهو مكون من مقدمة وخلاصة نهائية بالإضافة الى ٦ ومضات معرفية. وتعتبر كل ومضة تلخيصا لفصل كامل من الكتاب:

المقدمة – تعلم كيف تتحكم في صباحك وتحسن حياتك:

كان يا ما كان، كان هناك ملياردير. هذا الرجل وصل إلى قمة النخبة الحقيقية؛ فقد حقق نتائج مذهلة في كل من حياته المهنية والشخصية. أصبح من الأشخاص الذين لا يسعك إلا أن تعجب بهم، شخص تعرف يقينًا أنه سيترك إرثًا إيجابيًا للعالم.

إذًا، ما هو سر هذا الشخص؟ هل كان يمتلك موهبة طبيعية ساعدته على النجاح؟ كلا – لم تكن الموهبة الفطرية. هل كانت إنجازاته نتيجة العمل الجاد والمثابرة؟ لا، لم يكن ذلك أيضًا.

ويبدو إنك استنتجت من عنوان هذه الومضات، فإن هذا الملياردير نسب كل نجاحاته إلى روتين صباحي بسيط، ولكنه ثوري.

كل يوم، كان هذا الملياردير يستيقظ في الساعة 5:00 صباحًا. وبعد الاستيقاظ، كان يتبع معادلة غير معروفة للكثيرين، وهي مصممة لتعزيز تركيزه الذهني، وبناء لياقته البدنية، وتشجيعه على أن يكون في أفضل حالاته يومًا بعد يوم.

هل ترغب في معرفة هذا الروتين الصباحي؟ حان الوقت لنأخذك في جولة حول الأفكار الرئيسية لكتاب “نادي الخامسة صباحًا” للسيد روبن شارما.

ومضة رقم ١ – لقاء عابر جمع بين رائد أعمال محبط وفنان مستاء لاكتشاف أسرار نادي الخامسة صباحًا:

في هذه الومضات، سنتتبع الحكاية الخيالية لمجموعة من الشخصيات الفضولية: رائد أعمال مكتئب يحتاج إلى إعادة إحياء نشاطاته؛ فنان محبط يسعى لاستعادة إبداعاته وترك إرث دائم؛ وملياردير حقق سلسلة من النجاحات ويريد نقل معارفه حول كيفية عيش حياة استثنائية.

التقى الثلاثة في مؤتمر حول تحسين الأداء الشخصي، حيث كان المتحدث الرئيسي هو معلم أسطوري في مجال الأعمال يُدعى السيد “سبيلبيندر Spellbinder”، وهو شخص اشتهر بقدرته على إبهار جمهوره وسحرهم بعمق رؤاه. اقترب الملياردير من رائد الأعمال والفنان بعد انتهاء خطاب السيد سبيلبيندر، لكنهما لم يعرفا أنه ملياردير. كان الملياردير متنكرًا في هيئة رجل فقير، وهي عادة تبناها ليذكر نفسه بأن المال ليس كل شيء. وكان الدليل الوحيد على ثروته الحقيقية هو ساعته الفاخرة. أخبر الملياردير، الذي بدا فقيرًا، الاثنين بأنه جمع ثروته بفضل ساحر الكلمات السيد سبيلبيندر، الذي علّمه أن الكثير من الناس يتمنون أن تحدث لهم أشياء استثنائية، لكن أولئك الذين يحققون نجاحًا حقيقيًا يدركون أنهم قادرون على صنع هذه الأحداث بأنفسهم.

أصبح رائد الأعمال والفنان أكثر فضولًا بشأن هذا الرجل الغامض، الذي تحدث وكأنه معلم حكيم بنفسه. استمعا إليه بينما شرح كيف أن ساحر الكلمات السيد سبيلبيندر – الذي كان في الواقع مرشده الشخصي – قد علّمه شيئًا واحدًا كان أكثر أهمية من أي شيء آخر.

ما هو هذا الشيء؟ أنه لا توجد وسيلة أكثر موثوقية لتحقيق أفضل النتائج في حياتك الشخصية والمهنية من بناء روتين صباحي استثنائي. وبما أنه رجل كريم، قدّم الملياردير عرضًا مذهلًا. إذا أراد رائد الأعمال والفنان الانضمام إليه في منزله الشاطئي في جزيرة موريشيوس Mauritius، وهناك سوف يعلمهما أسرار روتين صباحي من الطراز العالمي. كل ما كان عليهما فعله هو مقابلته في صباح اليوم التالي عند الساعة 5:00 صباحًا.

كان رائد الأعمال والفنان متشككين بعض الشيء في صباح اليوم التالي، لكن شكوكهما بدأت تتلاشى عندما جاءت سيارة رولز رويس يقودها سائق خاص لتقلهما إلى مجمع طائرات، حيث كان هناك طائرة خاصة أنيقة بلون العاج تحمل شعارا بعنوان: “5AC”.

سأل رائد الأعمال السائق عن معنى الشعار، فأوضح له أنه يرمز إلى “نادي الخامسة صباحًا”. وهكذا بدأت رحلتهما نحو فهم روتين صباحي ثوري ونظرة جديدة تمامًا للحياة، مع إمكانية تغيير كل شيء نحو الأفضل.

في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، أخبر الملياردير رائد الأعمال والفنان كيف أن الاستيقاظ في الساعة 5:00 صباحًا كان طريقه للهروب من الروتين العادي وتحقيق العظمة. فقد عزز هذا الروتين إبداعه، وضاعف طاقته، ورفع إنتاجيته ثلاث مرات. ولكن كيف؟

حسنًا، أخبرهم الملياردير أن العديد من العظماء الحقيقيين عبر التاريخ، من الروائي جون جريشام John Grisham إلى الموسيقار السيد فولفغانغ أماديوس موزارت Wolfgang Amadeus Mozart، فهموا أن العزلة التي تأتي من الاستيقاظ في الساعة 5:00 صباحًا لها تأثير مضاعف.

ومضة رقم ٢ – العزلة والحالة العقلية المحسنة التي ستختبرها في الساعة 5:00 صباحًا ستساعدك على الأداء مثل النخبة:

جميعنا نمتلك قدرة عقلية محدودة أو نطاقًا معرفيًا معينًا. وخلال اليوم، يتشتت انتباهنا بين العديد من الأمور: العمل، الأخبار، التفاعل مع الآخرين، ووسائل التواصل الاجتماعي. يُستنزف نطاقنا المعرفي بفعل كل هذه الأمور، حتى أنه بحلول وقت الغداء، لا نتمكن من التركيز على أي شيء بشكل فعّال. وعندما نقوم بتغيير تركيزنا باستمرار من شيء إلى آخر، لا نمنح أي منها الاهتمام الكافي. ولكن إذا استيقظت في الساعة 5:00 صباحًا، فستحصل على فرصة ذهبية للتركيز على نشاط ذي قيمة عالية دون أن يتشتت عقلك.

يتم تعزيز هذا التركيز بشكل أكبر من خلال مفهوم “ قصور الفص الجبهي العابر (Transient Hypofrontality)” والذي يعني باختصار أن الاستيقاظ في الساعة 5:00 صباحًا يجعلك في وضع مثالي للوصول إلى حالة من التدفق الذهني في تفكيرك.

اقتباس من خارج النص: يشير قصور الفص الجبهي العابر إلى انخفاض مؤقت في نشاط الفص الجبهي للدماغ، وهو الجزء المسؤول عن التفكير المنطقي، التخطيط، وضبط النفس. يحدث هذا التأثير غالبًا أثناء الأنشطة الغامرة مثل التأمل، التمارين الرياضية المكثفة، أو الإبداع العميق، حيث ينتقل الدماغ إلى حالة تدفق (Flow State)، مما يسمح بزيادة الحدس، الإبداع، والشعور بالارتباط الذاتي. يُعتقد أن هذه الحالة تساهم في تقليل التفكير النقدي المفرط، وتعزيز الاسترخاء والانغماس في اللحظة الحالية، مما يجعلها ظاهرة ذات أهمية في مجالات علم النفس الرياضي، الإبداع، والتأمل الذهني.

وذلك لأن الملياردير أوضح أنه عندما تبدأ يومك في هدوء عند الساعة 5:00 صباحًا، فإن القشرة الجبهية الأمامية (الفص الجبهي) للدماغ، المسؤولة عن التفكير العقلاني، تتوقف مؤقتًا عن العمل، مما يقلل من ميلك إلى التحليل، والتوتر، والقلق بشأن الأمور. وفي الوقت نفسه، فإن هدوء الفجر يحفز إنتاج الناقلات العصبيية neurotransmitters مثل الدوبامين dopamine والسيروتونين serotonin. والنتيجة؟ ستدخل أنت تلقائيًا في حالة “التدفق”، حيث تكون بكامل طاقتك وتركيزك وانسجامك الذهني. هذه الحالة هي عقلية النخبة التي يتبناها جميع الكبار من أصحاب الأداء المتميز، من عازفي الكمان إلى العلماء، في لحظاتهم الأكثر إبداعًا. لذا ستجد أنه إذا استيقظت في الساعة 5:00 صباحًا، فستكون أكثر تركيزًا وإنتاجية طوال اليوم.

إذا كنت بحاجة إلى سبب آخر يجعل الانضمام إلى نادي الخامسة صباحًا فكرة جيدة، ففكر في هذا: لتحقيق نتائج تضعك ضمن أفضل 5% من أصحاب الأداء المتميز، عليك أن تفعل ما لا يرغب 95% من رواد الأعمال والفنانين وغيرهم في فعله. معظم الناس لا يرغبون في الاستيقاظ عند الساعة 5:00 صباحًا، لذا إذا كنت تفعل ذلك، فستحصل على ميزة تنافسية هائلة.

والآن، لنلقِ نظرة على كيفية تحقيق إنجازات عظيمة، وليس ذلك فحسب، بل كيف تصبح صانعًا حقيقيًا للتاريخ، شخصًا تترك إنجازاته أثرًا يغير العالم.

ومضة رقم ٣ – صانعو التاريخ يستثمرون مواهبهم، يتجنبون التشتت، يحققون الإنجازات يوميًا، ويتقنون فن السيطرة على أنفسهم:

في صباح مشرق في جزيرة موريشيوس Mauritius، اجتمع رائد الأعمال والفنان والملياردير بجانب البحر. كانت أسراب من أسماك السنجاب تسبح في المياه الصافية المتلألئة. في هذا المشهد الخلاب، بدأ الملياردير في سرد الركائز الأربع التي تميز صانعي التاريخ العظماء، وهي كالتالي:

  1. أولًا، قال الملياردير، إن أعظم الأشخاص لا يُعرَّفون بموهبتهم الفطرية، بل بمدى استثمارهم لها. فوفقًا له، فإن الانضباط الذاتي والمثابرة يتفوقان دائمًا على الموهبة والقدرات الفطرية. لذا، بدلًا من الاعتقاد بأنك تفتقر إلى المؤهلات اللازمة، استثمر المواهب التي لديك لتُحدث فرقًا حقيقيًا.
  2. ثانيًا، أوضح الملياردير أن التحرر من التشتت هو المفتاح. فاليوم، يضيع الكثير من الناس ساعات في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي تسبب الإدمان ولكنها فارغة المحتوى. إذا كنت تريد تحقيق النجاح، فعليك التركيز والتبسيط والتوجه نحو الإنجاز. وهذا يعني أن تصبح شخصًا متمحورًا حول القيم الجوهرية، وتركز على عدد قليل من المشاريع المذهلة بدلًا من الانشغال بالعديد من المشاريع الجيدة. أما في الحياة اليومية، فهذا يعني التخلص من كل ما يشتت انتباهك ويبعدك عن التركيز المستمر على ما هو مهم حقًا. لذا، أوقف الإشعارات وألغِ الاجتماعات غير الضرورية التي تبعدك عن الأنشطة ذات القيمة الحقيقية. واحصل على ساعة خالية من التشتت كل صباح للتركيز على الأمور المهمة من خلال الانضمام إلى نادي الخامسة صباحًا.
  3. ثالثًا، يدرك العظماء الحقيقيون قوة التراكم اليومي. وهذا يعني أن الأشياء الصغيرة التي يتم القيام بها يوميًا أكثر أهمية بكثير من الإنجازات الكبيرة التي تحدث بين حين وآخر. فكر في تحسين مهارة أو قدرة واحدة بنسبة 1% فقط كل يوم. قد يبدو تغييرًا طفيفًا، لكنه على مدار عام سيصل إلى تحسن بنسبة 365%!
  4. وأخيرًا، شارك الملياردير الركيزة الأخيرة التي تميز صانعي التاريخ: ممارسة الإتقان الشخصي. فوفقًا لعالم النفس السيد أندرس إريكسون، Anders Ericsson يجب أن يستثمر الشخص ما لا يقل عن 2.75 ساعة يوميًا في ممارسة مهارة معينة لمدة عشر سنوات حتى تبدأ أولى علامات الإتقان على المستوى النخبوي في الظهور. لذا، إذا كنت ترغب في إتقان ذاتك، فعليك أن تخصص الساعة الأولى من كل صباح للعمل بعمق على نفسك، وعلى عقليتك، وأيضًا على نهجك تجاه الصحة، والروحانية، والحب.

بات رائد الأعمال والفنان الآن يفهمان بشكل أوضح بكثير كيف تظل النخبة الحقيقية في المقدمة، لذا أخبرهم الملياردير أن الوقت قد حان للانتقال إلى المستوى التالي: لقد حان الوقت ليفهموا كيف يمكنهم تطوير أفضل نسخة من أنفسهم.

ومضة رقم ٤ – إيلاء الاهتمام لكل من الإمبراطوريات الداخلية الأربع سيسمح لك بإتقان نفسك ومجالك الذي اخترته:

كم مرة، تساءل الملياردير، هل سمعت معلمًا يتحدث عن تحسين عقليتك؟ نحن نسمع ذلك طوال الوقت – فكّر بإيجابية، وستتحسن حياتك.

لكن، قال الملياردير، وهو يتجول على طول شاطئ رملي أبيض مع تلاميذه، ما لا يخبرك به هؤلاء المعلمون هو أن عقليتك ليست سوى واحدة من أربع “إمبراطوريات داخلية”. إذا كنت تعمل فقط على عقليتك، فأنت تتجاهل صحتك الجسدية وحالتك العاطفية وروحك. وهذا يشبه تلميع 25 بالمائة فقط من الصورة! فبالإضافة الى امبراطورية العقل هناك ثلاث امبراطوريات أخرى يجب الاعتناء بهم::

  1. قلبك هو حياتك العاطفية ورفاهيتك النفسية. وهي مهمة جدًا، لأنه حتى لو كانت لديك عقلية عالمية المستوى، فلن تتمكن من الأداء الذهني بكفاءة إذا كانت حياتك العاطفية في حالة فوضى. وكما أشار طبيب الأعصاب النمساوي ومؤسس التحليل النفسيالسيد سيغموند فرويد Sigmund Freud: “المشاعر غير المعبر عنها لن تموت أبدًا. إنها تُدفن حية، لكنها ستظهر لاحقًا بطرق أكثر قبحًا.” لذا، ركّز على تعزيز حالتك العاطفية الصحية، وستشعر بالفرق قريبًا.
  2. بعد ذلك، امنح صحتك الجسدية بعض الاهتمام. فإحدى الطرق الأساسية لتحقيق التقدم في الحياة هي إطالة العمر. وكما أشار الملياردير مازحًا، لا يمكنك أن تكون عملاقًا في مجال الأعمال إذا كنت ميتًا! الالتزام باللياقة البدنية المثالية يمنحك عقودًا إضافية من الصحة والإنتاجية لبناء إرث أعظم. علاوة على ذلك، يدرك أصحاب الأداء النخبوي أن كل يوم يصبح أفضل بكثير مع ممارسة الرياضة. فهي تشعل طاقتك، وتذيب توترك، وتوسع نطاق سعادتك. ولكن حتى ذلك لا يكفي، فهناك إمبراطورية داخلية أخرى يجب رعايتها.
  3. أوضح الملياردير أن روحك هي روحانيتك. في كثير من الأحيان، تجذبنا الحياة اليومية نحو السطحية والمادية. لذا، خذ بعض الوقت في لحظات الصباح الهادئة لتتذكر من أنت حقًا. تواصل مع البطل الذي يسكن داخلك. في صمت الفجر، تأمل فيما يمكنك تقديمه للعالم. ركّز على تنمية روحك، وستتمكن من إعادة الاتصال بأفضل جزء في ذاتك.

كان رائد الأعمال مندهش من هذه الاكتشافات. وأخبر الملياردير بحماس أن هذا الإطار قد غيّر بالفعل تصوره عن نفسه. لكنه أرادت معرفة المزيد. كيف يمكنها استغلال الساعة الأولى من اليوم لتطبيق هذه الدروس بفعالية؟

أخبره الملياردير بأنه أصبح جاهزا لسماع معادلة(عشرين – عشرين – عشرين 20/20/20)، ولكن ليس هنا في جزيرة موريشيوس. لا، كان عليهما ترك المحيط الأزرق الصافي خلفهما. كانت وجهتهما المدينة الخالدة – روما، عاصمة إيطاليا حاليا، وعاصمة الإمبراطورية الرومانية سابقا. لقد حان الوقت لاستلهام الإلهام من شغف الشعب الروماني، العمارة التاريخية للمدينة، ومأكولاتها الشهية.

ومضة رقم ٥ – معادلة (عشرين – عشرين – عشرين 20/20/20) تضمن أن الاستيقاظ في الساعة 5:00 صباحًا يحقق نتائج مذهلة:

وقف الملياردير ورائد الأعمال والفنان في الساحة عند قاعدة الدرج الإسباني الشهير في روما، يتأملون ما حولهم.

قال الملياردير: “حان الوقت لتتعلم كيف يمكنك تحويل إبداعك، وأدائك، وفائدتك، وثروتك، وإنتاجيتك. مجرد الاستيقاظ عند الساعة 5:00 صباحًا لن يكون كافيًا. يمكنك أن تستيقظ في هذا الوقت وتضيع ساعة في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل، لكن ذلك لن يجعلك تستفيد من يومك بأفضل شكل. ما سيحقق لك ذلك هو معادلة 20/20/20، والتي تنص على تخصيص 20 دقيقة للحركة، و20 دقيقة للتأمل، و20 دقيقة للنمو.” وهو مقسمة الى ثلاث خطوات:

  1. الخطوة الأولى: هي الحركة – القيام بتمارين رياضية مكثفة لمدة 20 دقيقة. الأهم من ذلك هو أن تجعل نفسك تتعرق، لأن العرق يخلص الجسم من الكورتيزول cortisol، وهو هرمون الخوف. كما أن التعرق يحفز إنتاج بروتين بي دي ان اف BDNF، أو عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، والذي يعمل على إصلاح خلايا الدماغ وتسريع تكوين الوصلات العصبية الجديدة. لذا، من خلال التعرق لمدة 20 دقيقة، ستتمكن حرفيًا من التفكير بشكل أسرع!
  2. الخطوة الثانية: بعد ذلك، خصص الفترة من 5:20 إلى 5:40 صباحًا للتأمل في جو من الهدوء والعزلة العميقة.
    • قبل أن تبدأ تعقيدات اليوم بالظهور، فكر في الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لك. في عصر مليء بالمشتتات والإشعارات المستمرة والرسائل المتكررة، ستندهش من الرؤى والإلهام والأحلام التي يمكنها أن تتسلل إلى عقلك عندما تحظى ببضع لحظات من الصمت مع نفسك.
    • قم بكتابة هذه الأفكار في دفتر يومياتك. دوّن طموحاتك الحالية، والأشياء التي تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك، بالإضافة إلى إحباطاتك وخيبات الأمل. سيساعدك القيام بذلك على فهم رؤيتك والتخلص من الطاقات السامة والسلبية.
    • خذ بضع دقائق للتأمل. تُظهر الأبحاث أن التأمل يساعد في خفض مستويات الكورتيزول cortisol، مما يقلل من التوتر. إنها وسيلة أثبتت فعاليتها في الحفاظ على الهدوء، كما أن أصحاب الأداء العظيم في العالم يتمتعون دائمًا بالسكينة!
  3. الخطوة الثالثة: الآن حان وقت آخر 20 دقيقة من ساعتك الأولى. هنا، عليك أن تنمو، لذا خصص 20 دقيقة للتعلم. ادرس حياة العظماء من خلال قراءة سيرهم الذاتية. تعرّف على علم النفس البشري. شاهد وثائقيات عن الابتكار، أو استمع إلى الكتب الصوتية حول بناء الأعمال. هناك شيء مشترك بين جميع المليارديرات، وهو حبهم للتعلم.

وهكذا، لديك الآن روتين صباحي مثالي، يمكّنك من امتلاك ساعتك الأولى وتصبح عضوًا حقيقيًا في نادي الخامسة صباحًا.

ومضة رقم ٦ – احتضان النوم و “الدورة المزدوجة للأداء النخبوي” أمر ضروري لتعظيم إمكانيات نادي الخامسة صباحًا:

بينما بدأت مدينة روما تستيقظ وتنبض بالحياة ببطء، شق الملياردير ورائد الأعمال والفنان طريقهم إلى أعماق المدينة. وأثناء نزولهم عبر نفق مظلم ومغبر، أعلن الملياردير أنهم وصلوا إلى السراديب – وهي ممرات تحت الأرض استخدمها الرومان القدماء كمقابر.

سأل الفنان عن سبب وجودهم هناك، فأوضح الملياردير أنهم محاطون بأشخاص في سباتٍ عميق دام قرونًا، لذا فهذا المكان مناسبًا لمناقشة أهمية النوم العميق.

أظهرت الأبحاث أن النوم هو أحد العوامل الرئيسية في التنبؤ بمتوسط العمر المتوقع. والطريقة التي تقضي بها آخر ساعة من يومك لا تقل أهمية عن كيفية قضائك لأول ساعة من يومك لتحقيق الأداء الأمثل.

الكثير من الناس اليوم يعانون من قلة النوم بسبب التكنولوجيا. تُظهر الأبحاث أن الضوء الأزرق المنبعث من أجهزتنا يقلل من مستويات الميلاتونين melatonin – المادة الكيميائية التي تحفز النوم. التحديق في الشاشة قبل النوم يمنعك من الحصول على نوم جيد، لذا قم بإيقاف تشغيل أجهزتك الإلكترونية في موعد لا يتجاوز الساعة 8:00 مساءً. اقضِ باقي المساء في الحديث مع أحبائك، أو التأمل، أو أخذ حمام دافئ، أو قراءة كتاب، واذهب إلى الفراش في موعد لا يتجاوز الساعة 10:00 مساءً. بهذه الطريقة، يمكنك الاستفادة القصوى من وقتك في الساعة 5:00 صباحًا.

النوم ليس الطريقة الوحيدة المهمة لتجديد طاقتك. في الواقع، يكمن سر الأداء الفائق على المدى الطويل في التناوب بين فترات العمل المركز والمتحمس على أعلى المستويات، وفترات أخرى لإعادة التزود بالوقود العميق من خلال الاسترخاء، والتعافي، والاستمتاع. إنها عملية يسميها الملياردير “الدورة المزدوجة للأداء النخبوي”.

النمو لا يحدث فقط في مرحلة الأداء، بل أيضًا في مرحلة التعافي. إذا كنت تريد أن تفهم السبب، كما قال الملياردير، تحدث إلى مزارع. سيخبرك أنه دائمًا ما تكون هناك فترة مكثفة من حرث التربة وزراعة المحاصيل والعمل الجاد. ولكن بعد ذلك، يأتي موسم الخمول. قد يبدو موسم الخمول وكأنه فترة راحة. وكأن شيئا لا يحدث. ولكن في الواقع، موسم الخمول، هو الوقت الذي تستريح فيه التربة وتجدد مغذياتها، هو الذي يحدد مدى جودة ازدهار المحاصيل لاحقًا.

البعض منا لا يحب احتضان جزء الراحة من “الدورة المزدوجة”. أدرك رائد الأعمال ذلك، قائلا إنه يشعر بالذنب إذا لم يكن يعمل. لكن، كما أجاب الملياردير، فإن التوازن مهم. لذا، لا تقتصر على العمل فقط. احتضن الراحة والاسترخاء والمتعة، وأنت مطمئن إلى أنها جزء أساسي من الأداء النخبوي.

الخلاصة النهائية:

الرسالة الرئيسية في هذه الومضات: الساعات الأولى من اليوم هي المكان الذي يصنع فيه الأبطال. إذا كنت تريد التحكم في حياتك، فابدأ بالسيطرة على صباحك. التحرر من المشتتات عند الساعة 5:00 صباحًا سيمكنك من تعزيز إبداعك، وتحسين لياقتك البدنية، والحفاظ على هدوئك وصفاء ذهنك في عصر يعج بالتعقيدات.

نصيحة عملية: اضبط منبهك ليتقدم نصف ساعة عن الوقت الفعلي واخدع نفسك للاستيقاظ في الساعة 5:00 صباحًا. أولاً، اشترِ منبهًا. الأجهزة التكنولوجية مصدر إلهاء، ولا ينبغي أن تكون في غرفة النوم. بعد أن تحصل على منبه كلاسيكي جيد، اضبطه بحيث يكون متقدمًا نصف ساعة. اضبط المنبه على 5:30 صباحًا، وبهذه الطريقة، عندما تستيقظ في الصباح التالي، ستخدع نفسك لتعتقد أنك تستيقظ في وقت متأخر. وعندما يرن المنبه، انهض فورًا من السرير قبل أن يبدأ الجزء الأضعف من شخصيتك في إيجاد أعذار للبقاء تحت اللحاف.

نبذة مختصرة عن المؤلف:

السيد روبن شارما Robin Sharma هو خبير في فنون القيادة ومؤلف معروف بعمله في مجال القيادة الشخصية والتنظيمية. جذبت كتبه وندواته جمهورًا عالميًا، وحظيت باهتمام نجوم الغناء، والمشاهير، وكبار الساسة، والعائلات الملكية، والعديد من الشركات الكبرى في قائمة شركات فورتشن   ٥٠٠ Fortune 500 companies. تشمل مؤلفاته الأخرى الكتب الأكثر مبيعًا عالميًا، مثل:

  • “نادي الخامسة صباحًا” (The 5 AM Club)
  • “الراهب الذي باع سيارته الفيراري” (The Monk Who Sold His Ferrari)

روبن شارما هو أحد أبرز المتحدثين في العالم في مجال القيادة والإتقان الشخصي، وقد تم اختياره مؤخرًا كواحد من أفضل خبراء القيادة في العالم. وبصفته محاضرا بليغا، يتمتع شارما، كمقدم، بقدرة نادرة على إثارة حماس الجمهور مع تقديم رؤى أصلية ومفيدة بشكل غير عادي، مما ينتج من حلقاته التدريبية إلى قيام الأفراد بأفضل أعمالهم، وتحقيق الفرق بإنجاز نتائج رائعة، وتحول هذه الشركات إلى منظمات لا تُقهر.

لما يقرب من 20 عامًا، اختارت العديد من الشركات الأكثر شهرة على وجه الأرض، بدءًا من نايكي Nike وجنرال إلكتريك GEومايكروسوفت Microsoft وفيديكس FedEx وبي دبليو سي PwC وإتش بي HP وأوراكل Oracle إلى مؤسسة ناسا للفضاء NASA وجامعة ييل Yale University ومنظمة الرؤساء الشباب YPO، روبن شارما ليكون المتحدث الرئيسي في أهم فعالياتها، عندما لا يكون هناك بديل عن متحدث عالمي المستوى.

كتب شارما، مثل “القائد الذي لم يكن له منصب The Leader Who Had No Title”، تصدّرت قوائم الكتب الأكثر مبيعًا عالميًا، كما تصل منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أكثر من 600 مليون شخص سنويًا، مما يجعله ظاهرة عالمية حقيقية في مساعدة الأفراد على تحقيق أداء متميز، والازدهار وسط التغيير، وتحقيق أقصى إمكانياتهم القيادية داخل المؤسسات، مما يؤدي إلى تعزيز المسؤولية الشخصية، وزيادة الإنتاجية، وتنمية الإبداع والإتقان.

تم تصنيف روبن شارما كواحد من أفضل 5 خبراء في القيادة على مستوى العالم وفقًا لمسح مستقل شمل أكثر من 22,000 رجل أعمال، كما ظهر على منصات إلى جانب شخصيات بارزة مثل ريتشارد برانسون Richard Branson، بيل كلينتون Bill Clinton,، جاك ويلش Jack Welch، وشاكيل أونيل Shaquille O’Neill.

Previous post بانكوك: عاصمة السياحة العلاجية والمتعة في قلب آسيا

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *