٥ عادات سيكولوجية للأشخاص الناجحين ماليا

٥ عادات سيكولوجية للأشخاص الناجحين ماليا

ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي

بقلم: السيد تايلر ييتس Tyler Yates

المصدر: موقع مدونة ايرنست Eearnest حسب الرابط أدناه

تاريخ النشر: ٩ يوليو ٢٠٢٠مإذا كنت حاليا ملتزما بدفع القرض الطلابي، فإن التوفير من اجل بعض الأهداف الرئيسية مثل: (منزل، سيارة، زفاف)، أو التوفير من أجل التقاعد وجميعها في نفس الوقت، فقد يكون من الصعب أن تتخيل الراحة أو الاسترخاء عند نظرتك للمال أو أن تتخيل ان هناك سهولة في الروتين الذي يمكن أن يساعدك على التصدي لهذه الامور جميعها. ولكن عندما يتعلق الأمر بصياغة مستقبل مالي آمن، فان وضوح موقفك السلوكي من هذه الامور هو بثمابة تمكنك من نصف المعركة. البحوث والدراسات توضح أن النجاح المالي يتطلب نهجا يمكن قياسه – وهو بعبارة أخرى: قليل من التفاؤل وقليل من الاستثمار الاستراتيجي.

يعرف المستثمرون الجيدون أن السيطرة (أو ما يسمى: عدم الانقياد الاعمى) الطبيعة البشرية هي عنصر ضروري في بناء عش البيض. لكنك تحتاج إلى تحقيق توازن بين الإنفاق من الأموال للاشباع اللحظي وتبني قرارات الاستثمار بسبب الخوف أو تبني قرارات تقودك لحياة البخيل البائسة. إليكم خمس عادات سيكولوجية والتي يبدع العقل فيها للتعامل مع الأمور المالية.

عادة رقم ١تخلص من تعبيراتك الساخرة:

الأصل المالي الوحيد الذي لديك في سن البلوغ من الشباب هو: “رأس مالك البشري” أو القدرة على العمل لفترة طويلة. بالتأكيد، انك سمعت أنه من الأفضل  اتباع قاعدة: ”اعمل بذكاء أكثر، وليس بطريقة أصعب”. ولكن عندما تكون صغيرا، يكون لديك القدرة الطبيعية على “العمل لفترة أطول” من المستثمرين الأكبر سنا. هذا يعني أنك إذا قمت بالعمل في غالبية الفرص الاضافية المتاحة لنمو دخلك في مجال عملك (أو عن طريق القيام ببعض الاعمال الجانبية الصاخبة، فإن ذلك يشبه وجود زميل لك في الغرفة أو العمل في وظيفة حرة)، التحسن الصغير والمبكر يمكن أن يقطع شوطا طويلا باتجاه بوصلة نجاحك المالي إذا بدأت في الادخار.

إذا كنت في عالم الشركات، ضع في اعتبارك أن موقف ساخر ومشكوك فيه يمكن أن يؤدي إلى تآكل جميع امكانيات مكاسبك. لهذا السبب، لا ينظر عادة إلى بعض الشخصيات المشهورة بالنكد والاحباط وعدم الرضا امثال ديبي دونيرز و ايوريس  Debbie Downers and Eeyores  على أنها لقطات ترويجية ودعائية او النظر اليها كالفريق الأكثر متعة. في الواقع، ان بعض الشخصيات الساخرة والسيئة عادة تكسب أموالا أقل من الشخصيات المتفائلة والفرحة  والذين عادة يبنون رؤوس اموال اجتماعية قوية وشبكات يمكنها دعمهم طوال حياتهم المهنية.

عادة رقم ٢قم بتعيين الأهداف الذكية:

إذن كيف ستقوم ببناء بعض الثقة المالية؟ أولا، قم بتشكيل وبناء ميزانية، ومن ثم راقب أموالك بانتظام لمعرفة المكان الذي يصرف فيه، وبمجرد أن تحصل على المعرفة التامة حول ذلك، ابدأ في إعداد بعض الأهداف المالية. المقصد من ذلك هو الوصول الى ما يعرف باسم “الكفاءة الذاتية”، وهو مصطلح سيكولوجي  لكسب الثقة في قدرتك على التعامل مع المواقف الصعبة.

جزء من الفعالية الذاتية داخلي، وجزء منها خارجي. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في إنقاص الوزن وأنت تقوم بإعادة تركيز حياتك الاجتماعية حول الأنشطة البدنية والأطعمة الصحية والبدء في محادثات ونقاشات حول التغذية، فأنك الان وضعت نفسك في السياقات الصحيحة لدعم هدفك – التمشية في المنتزهات والمرتفعات لمسافات طويلة، والدراسة مع مجموعة من العقول الصحية، وهكذا دواليك. في المقابل، شرب القهوة السوداء منفردا في متجر دونات وممارسة الحداد؟ هذه الامور ليست مفيدة على الاطلاق.

فيما يتعلق بتحديد الأهداف، فكر في اختصار  كلمة ” الذكي SMART” وهي كلمة مجمعة من خمسة حروف انجليزية، وكل حرف منها يرمز الى صفة معينة لأهدافك، وهي كالتالي: محددة، وقابلة للقياس، وقابلة للانجاز والتحقيق، وذات صلة، ومقيدة زمنيا. ينسب مفهوم “الذكي SMART” إلى الأفكار التي تبناها السيد بيتر بالكروكر Peter Drucker، مستشار الادارة، والذي برز في نقاشات متعددة ومختلفة حول الكثير من الامور، بدأ من التخطيط الاستراتيجي المهني إلى خطط الصحة واللياقة. يتيح لك النهج “الذكي SMART” إنشاء تجربة يمكنك مراقبتها مع احتمالية نجاحها بشكل كبير، وهذا النهج يساعدك على إنشاء إطارا واقعيا لتحقيق أهدافك. عندما ترى نفسك تنجح في هدف مالي، ستشعر بالتمكن لتعيين هدف آخر، ومن ثم هدف آخر، وآخر، وآخر.

وهنا، مثال على هدف واقعي: النظر في هدف محدد، مثلا (دفع رصيد بطاقة ائتمان بقيمة ٢٠٠٠ دولار) وهو مثال قابل للقياس (يمكنك مشاهدة انخفاض الرصيد)، ومثال يمكن تحقيقه وانجازه (يمكنك تحمل دفع ١٥٠ دولارا إضافية فوق الحد الأدنى للدفعة الشهرية، ووجود هذا التمويل ليس مشروطا)، وهو مثال ذات صلة (ستقضي على الديون)، وهو مثال مقيد زمنيا (لديك إطار زمني تخطط لتحقيق الهدف -لفترة من ١٠ الى ١٢ شهرا). بمجرد أن تشهد بنفسك انجاز هذا الهدف، يمكنك تعيين واحد آخر – أو أكبر، طالما أنك تفكر في خطوات واقعية لتحقيق ذلك.

عادة رقم ٣قم بتعديل وتكييف ميزانيتك:

على افتراض أنك لديك ميزانية (وإذا لم تكن عندك، فيمكنك استخدام أدوات مختلفة موجودة في الانترنت،  أو قم بإنشاء ميزانية شهرية بنفسك وذلك باستخدام بيانات حساباتك البنكية والبطاقات الائتمانية) ومنها سوف ترى أين تصرف أموالك – ربما إلى الديون،  القروض الطلابية، أو رحلات السفر المعتادة. وهذا سيسمح لك أن ترى أماكن الصرف المفرطة أو يسمح لك بامكانية تعديل منهجك في الصرف. يجب أن تسمح كل ميزانية بوجود بندا للصرف التقديري على الترفيه، وجبات خارج البيت، حضور حفلة، مشاهدة مسرحية، هدايا ولادة وزفاف. ولكن إذا رغبت ان تكون متقشفا، فستحتاج إلى تقليم بعض الشحوم الزائدة من الميزانية.

ضع في اعتبارك أنك تقوم بمراجعة ميزانيتك والتي يجب فيها التفريق بين “إنفاق أقل” و ”توفير” في الامر الواقع. السابق يعني “عمود النقص” وهو ليس سيئا كما كان ذات مرة، والتالي يعني “عمود الزيادة” وهو ينمو في الواقع. إذا كنت تنفق أقل ولكن هذا لا يترجم إلى المزيد من التوفير، فتأكد من أنك لم تستبدل واحد من النفقات مع آخر – ما لم يكن الأمر مهما حقا.

وللتوضيح: إذا أسقطت من ميزانيتك ما قيمته ٢٠ دولارا لتناول القهوة كعادتك في كل اسبوع، ولكنك استبدلت ذلك بصرف نفس المبلغ لأجرة التاكسي، فأنت لم تستطيع تحرير بعض النقود من أجل توفيرها، وانما هي مجرد تغيير الأولويات. ولكن اذا قمت باستبدال مصروف القهوة الاسبوعي وإنفاق ذلك على عضوية قابلة للخصم من الضرائب في نادي مهني، فان ذلك يمكن أن يؤدي إلى دخل جديد، وهو أمر مبرر كثيرا.

فكر في استخدام النهج “الذكي SMART” للادخار –  إعادة تخصيص جزء من الأموال كل شهر إلى المدخرات أو الاستثمارات التي لم تكن في السابق في ”عمود الزيادة“.  ربما بدلا من تناول العديد من وجبات العشاء خارج البيت بمقدار (٥٠ دولارا لكل وجبة)، فيمكنك أنت وأصدقاؤك بتناول العشاء المشترك في نزهة جماعية بحيث كل واحد منكم يجلب طبقا بتكلفة (١٥ دولارا لكل وجبة)؛ ربما بدلا من اشتراك في كيبل قنوات تلفزيونية بتكلفة (٥٠ – ٦٠ دولارا)، يمكنك الاشتراك في منصة نيتفليكس Netflix أو هولو Hulu (كل واحدة تكلف حوالي ٩ دولارات شهريا). تعديل ميزانية العشاء خارج البيت بالاضافة الى تعديل ميزانية القنوات التلفزيونية وحدهما ستساعدان  في توفير حوالي ٧٥ دولارا في الشهر. يبدو هذا الامر وكأنه بداية هدف للادخار، أليس كذلك؟

عادة رقم ٤امتلك الشعور بالوكالة الشخصية:

يفهم المدخرون الناجحون والمستثمرون أنه يجب أن يكون لديهم شعور بالوكالة الشخصية في مخرجات أوضاعهم – أو ما يطلق عليه البعض في مجتمع التمويل السلوكي “موضع سيطرة داخلية”. إنهم يفهمون أن لديهم خيارات وكذلك مسؤوليات من أجل تعلم هذه الخيارات وفهمها، وأن قرار محو الأمية المالية متروك لهم، وأنهم يستطيعون دفع أجور لبعض المحترفين في الشؤون المالية لتقديم المشورة لهم والمساعدة في تشكيل مدخراتهم واستثماراتهم.

كما أنهم يفهمون أيضا أن قراراتهم الاستثمارية تمثل بما يعرف محاسبيا (تكاليف الفرصة) – التركيز حاليا على التعليم الجامعي (وما يصاحبه من قروض) قد يعني تأجيل شراء المنزل حتى وقت لاحق، وقد يؤدي تأجيل الادخار الآن إلى الضغط على التقاعد الاستثماري في وقت لاحق. وهم يفهمون كذلك أنهم بحاجة إلى أهداف قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأجل في خططهم المالية. بمجرد أن يبدأوا في تلبية هذه الأهداف، سيحتاجون إلى ممارسة الانضباط والتحكم في مشاعرهم وذلك بعدم التراجع عن الخير الذي حققوه.

عادة رقم ٥لا تدير الامور بالتفصيل:

في الواقع، بمجرد أن يصبح الشخص المدين (المفترض) مدخرا ومستثمرا، هناك حاجة إلى المزيد من التوازن العقلي للبقاء في هذا المسار من العادات الجيدة. عندما تشاهد استثماراتك تسير في عجلة الاقتصاد صعودا وهبوطا، من السهل أن تسحب الأموال من السوق عندما تكون الأمور خطرة ويمكن ان تغدق الأموال في السوق عندما تتيح لك الأمور للشراء بأسعار منخفضة.

بمرور الوقت، هذا الامر لا يتمتع بالكثير من المعنى والمنطق – معظم المستشارين الماليين يوصونك بالبقاء بالطبع في نفس المسار بغض النظر عن النتائج. إذا قمت بإعادة تشكيل استثماراتك في كل مرة يتحرك فيها السوق من جانب الى اخر أو عندما يتقلب القطاع الذي  تستثمره فيه من أعلى الى اسفل او العكس، فأنك في هذه الحالة تقدم خدمة سيئة لنفسك. والخبر السار هو أن هناك خدمات ربوتية جديدة للاستشار مثل بيترمينت Betterment، واليفيست Ellevest، و ويلثفرونت Wealthfront التي تساعدك في الاستثمار وفقا لأهدافك وتقوم بمكننة وأتمتة (العمل الالي) جميع متطلبات إدارة محفظتك الاستثمارية حتى لا تتحكم عواطفك في صنع القرارات الخاص باستثماراتك.

إذا كان ذلك هو الذي تحتاجه من الانضباط  للخروج من ازمة الديون ومن أجل أن تصبح مدخرا سيكون ذلك أمرا مطلوبا لإبقائك متوهجا في الايام السوداء، فأنت اذا في الطريق الصحيح. مجمل دراسات حقول التمويل السلوكي تبحث في طرق تدخل البشر في نجاحاتهم المالية. 

هيئة الاوراق المالية والبورصات الامريكية نشرت مؤخرا تقريرا عن سلوك المستثمر وهو يدل على العديد من المبادئ التي تمت مناقشتها هنا على أنها تساهم  في “أخطاء” المستثمرين، تتراوح من مجال الإيمان بالسلاح السحري في الاستثمار او ما يسمى ب “الرصاصة الفضية” (في كثير من الأحيان، هذا النهج هو مقدمة للسقوط  في مستنقع الاحتيال المالي) إلى الأمية المالية (باستخدام قروض صغيرة بنسبة مرتفعة ومرهونة بالراتب مع العلم من توفر خيارات أفضل، أو بدون العلم في كيفية عمل أسعار الفائدة، وما إلى ذلك) إلى التداول اليومي وبشكل رجعي حيث رسوم المعاملات تقلص المكاسب الاستثمارية وتفشل منطقيا بمرور الوقت.

من الاخبار الجيدة: أنت لديك القدرة على تحمل مسؤولية مستقبلك المالي – ووضع المجداف في الماء من أي مكان في هذه الحياة.

الموضوع الاصل باللغة الانجليزية متوفر عبر نقر الرابط التالي:

https://www.earnest.com/blog/5-habits-financially-successful-people/

Previous post الولايات المتحدة تنهي التوقف المؤقت على لقاح جونسون آند جونسون (J & J) بعد القلق بشأن الجلطات
Next post ٢٠ شيئًا يتعلمها معظم الناس في وقت متأخر جدًا في الحياة