٦ طرق عملية لتشجيع أحبائك لاعتماد توصيات التباعد الاجتماعي
ترجمة وبتصرف: عبد الله سلمان العوامي
بقلم السيدة: كندرا شيري Kendra Cherry مؤلفة وأخصائية إعادة تأهيل نفسي واجتماعي، مربية ومستشارة تعليمية ومتحدثة
المصدر: منصة العقل السليم جدا Very Well Mind حسب الرابط أدناه
تاريخ النشر: يوم الخميس ٢ ابريل ٢٠٢٠م
اعتماد التباعد الاجتماعي هو أفضل وسيلة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19). لسوء الحظ، لا يبدو أن الجميع على نفس الموجة في الوعي والالتزام وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على المسافة الجسدية أثناء الوباء.
في حين أن الكثير من الناس محاصرون في منازلهم ويفعلون ما في وسعهم للحفاظ على مسافة اجتماعية آمنة وخاصة عندما يضطرون إلى الخروج في الأماكن العامة، لا يزال البعض يصر على الاختلاط في عقد مناسبات اجتماعية وبمجموعات كبيرة أو إقامة حفلات، وبكل أسف يتجاهلون مخاوف الآخرين.
الكثير من الناس لا زالوا يعيشون صراعا مع الآباء والأجداد المسنين الذين لا يزالون يخرجون ويقومون بكل الأشياء الاجتماعية التي يقومون بها عادةً في السابق، على الرغم أنهم من أكثر المجموعات عرضة لخطر مضاعفات عدوى الفيروس وتعقيداته.
قد يكون من الصعب إقناع الشباب والمراهقين أنهم غير معرضين لمخاطر كبيرة من حدوث مضاعفات، إلا أنهم ما زالوا يمكن أن يصبحوا بؤرة لنقل الفيروس إلى أولئك المعرضين للخطر.
إذن ما الذي يمكنك فعله لتشجيع أحبائك بطريقة لطيفة ومحببة على اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي من أجل صحتهم؟ وكيف يمكنك جعل الآخرين يحترمون مساحتك الشخصية ومساحة عائلتك خلال هذه الفترة الحرجة؟
بينما لا يمكنك التحكم فيما يفعله الآخرون، الا ان هناك ٦ طرق عملية يمكنك اتخاذها لتشجيع أحبائك للانخراط في دعم عملية التباعد الاجتماعي، وهي كالتالي:
الطريقة الأولى – شارك ما تفعله:
دع أصدقائك وعائلتك يعرفون أنك تمارس عملية التباعد الاجتماعي وتعتمدها. الخطوة الأولى هي التواصل مع الأشخاص في دائرتك الاجتماعية لتشعرهم حول رغبتك في الحفاظ على المسافة الجسدية بينك وبينهم أثناء هذا الوباء.
نأمل أن يحترم أحبائك رغباتك ويتبعونك في تطبيق الشيء نفسه في حياتهم اليومية. ولكن لا تتوقع من الجميع أن يعرف بالضبط ما هي تلك الإرشادات. كن واضحا ودقيقا فيما تفعله وما تتوقعه من الآخرين.
فيما يلي ٨ توصيات خاصة لاعتماد التباعد الاجتماعي:
١ يجب أن تتم ممارسة العمل والتعليم من المنزل إذا أمكن ذلك
٢ تجنب التجمعات الاجتماعية لأكثر من ١٠ أشخاص
٣ لا تأكل ولا تشرب في المطاعم أو الحانات أو صالات الطعام
٤ استخدم خيارات الاستلام أو التوصيل أو عن طريق ممر السيارات
٥ تجنب فعل كلما هو اختياري من السفر والتسوق والزيارات الاجتماعية
٦ ابق على بعد ستة أقدام على الأقل من الآخرين
٧ استخدم طرق النظافة الجيدة (اغسل يديك كثيرًا، وتجنب لمس وجهك، وقم بتطهير الأسطح)
٨ لا تزور دور رعاية المسنين أو بيوت المتقاعدين أو مرافق الرعاية الطويلة الأجل
الطريقة الثانية – ذكرهم لماذا هذا الامر مهما:
توضح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) على أن الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات فيروس كورونا المستجد COVID-19 هم من كبار السن والأشخاص من كل الاعمار السنية وخاصة أولئك الذين يعانون من حالات طبية كامنة أو صحية خطيرة. ويشمل أولئك الأشخاص المصابين بالربو. وحيث إن فيروس كورونا المستجد COVID-19 يؤثر على الجهاز التنفسي، فيمكنه أن يسبب نوبات الربو وقد يسبب ذلك ضيق في التنفس والاصابة بالالتهاب الرئوي.
تسطيح المنحنى: ذكّر أحبائك أن التباعد الاجتماعي يمكن أن يحدث فرقًا في تقليل انتشار الفيروس. من خلال الحد من الاتصال الجسدي بالآخرين، يمكن تقليل عدد الإصابات وحماية الأفراد الذين قد يكونون الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة، وتقليل الزيادة في الاصابات بشكل عام.
الطريقة الثالثة – اجعلها دعوة شخصية:
قد يكون من المغري إغراق الآخرين بالحقائق والأرقام والتنبؤات، حيث جاذبية المنطق ليست دائمًا هي النهج الأكثر فاعلية. من المؤكد أن تذكير الناس بالتوصيات الحالية من الجهات الرسمية والصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها للتباعد الاجتماعي أمر مفيد – ولكن إدراك التوصيات لا يعني دائمًا أن الأشخاص سيتبعونها.
ناشد رغبتهم في حماية من يحبون. في حين أن بعض الأشخاص قد لا يشعرون أنهم يواجهون خطرًا كبيرًا من هذا الفيروس، حاول تذكيرهم بأن هناك أشخاصًا يعرفونهم ويحبونهم يواجهون الان خطرًا كبيرًا وحقيقيا.
على الرغم أن بعض الأشخاص قد لا تكون لديهم مخاطر شخصية عالية، إلا أنهم قد يفكرون على الأرجح في أحد أفراد اسرتهم أو صديق أو زميل لهم في العمل أو شخص في مجتمعهم قد يكون أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة من فيروس كورونا المستجد COVID-19. قد يؤدي وجود علاقة شخصية بين هؤلاء إلى جعل الخطر يبدو أكثر واقعية من الإحصائيات المجردة على ما يبدو.
الطريقة الرابعة – استخدم المعايير الاجتماعية:
يمكن للضغط الاجتماعي أن يؤثر على السلوك بطرق قوية. بينما نفكر في كثير من الأحيان في السياق السلبي لضغط الأقران، الا ان هذا الضغط يمكن استخدامه أيضًا لمساعدة الناس على تغيير وتبني سلوكيات أكثر صحة.
وهناك طريقتان لممارسة الضغوط الاجتماعية لمساعدة الناس في اعتماد التباعد الاجتماعي في حياتهم اليومية:
أولا – ناشد حاجتهم للانتماء: غالبًا ما يكون من السهل التعامل مع شيء ما عندما يمكنك بسهولة مشاهدة أمثلة يقوم بها الآخرون بفعل الشيء نفسه. في حين أن هذا النوع من ضغط الأقران يمكن أن يؤدي أيضًا إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر، الا ان هذا الضغط يمكن استخدامه أيضًا لتشجيع الآخرين على الانخراط في أعمال تخدم مصلحة الفرد والصحة العامة. قد يكون أصدقاؤك وعائلتك أكثر ميلًا للتقيد بممارسة التباعد الاجتماعي في حياتهم إذا شعروا أن كل شخص يعرفونه يقوم بفعل الشيء نفسه.
ثانيا – استخدم الفكاهة: قد يبدو سخيفا أن تشارك ميمات (وهي عبارة عن صور مصحوبة ببعض النصوص أو العبارات القصيرة) حول غسل اليدين والتباعد الاجتماعي في وسط جائحة خطيرة، ولكن هذه المشاركة قد تشجع الناس أكثر للانخراط في هذه السلوكيات. عندما يرى الناس أن العديد من الآخرين يتبعون في دوائرهم الاجتماعية هذه الممارسات، فإن ذلك يساعد في بناء الشعور بالهوية الاجتماعية ويشجع الناس على الالتزام بهذه التوصيات المتعلقة بالصحة العامة.
ملاحظة مهمة واحدة – بينما من الممتع مشاركة الميمات حول كلمات الأغاني، يمكنك ان تنشد أثناء غسل يديك أو تقدم صور مضحكة عن التباعد الاجتماعي، وفي نفس الوقت هناك أنواع معينة من الأشياء التي يجب عليك تجنب مشاركتها في شبكات التواصل الاجتماعي. لا تقم بمشاركة معلومات من مصادر مشكوك فيها أو متحيزة أو أي شيء يروّج لمطالبات صحية لا أساس لها. للإرشادات الصحة، التزم بمصادر موثوقة مثل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC وكذلك منظمة الصحة العالمية (WHO).
الطريقة الخامسة – كن مساندا وداعما:
قم بدعم وتشجيع أحبائك الذين يعتمدون التباعد الاجتماعي – أو الذين يبذلون قصارى جهدهم لاتباع الإرشادات ويلتزمون بالإجراءات الرسمية. تذكر أن الابتعاد والعزلة والحجر الصحي يمكن أن يكون أصعب على بعض الأشخاص من غيرهم، وقد لا يتمكن بعض الأشخاص من الانخراط في اعتماد التباعد الاجتماعي بنفس الدرجة بسبب طبيعة وظائفهم، وخاصة أولئك الذين يعملون في محلات البقالة ومتاجر التغذية وأماكن الرعاية الصحية.
أظهر دعمك لأحبائك خلال هذا الوقت الحرج. اتصل بهم. تواصل معهم كثيرًا بالرسائل النصية. خطط لمكالمات مرئية أو بعمل الدردشات عبر الإنترنت حتى يتمكنوا من الشعور بالتواصل مع الأشخاص الذين يحبونهم. اسألهم عن أحوالهم، واعرض المساعدة فيما إذا كان هناك أي شيء يحتاجونه.
الطريقة السادسة – ابذل قصارى جهدك:
ليس من السهل دائمًا إجراء محادثة مع الاخرين، ولكن يمكن أن تلعب ظروفك الفريدة دورًا ايجابيا. قد يمكنك اتخاذ الاحتياطات، ولكن زميلك قد لا يمكنه فعل ذلك. قد يتبع أطفالك التباعد الاجتماعي عندما يكونون في المنزل معك، ولكن ليس عندما يزورون شخصا اخرا. الأمر ليس سهلاً، وقد يكون من المستحيل على بعض الأفراد اتباع الإرشادات بشكل مثالي. الهدف هو أن تفعل كل ما تستطيع.
كلمة أخير من منصة العقل السليم جدا Very Well Mind:
من المهم أن تتذكر أنه بينما لا يمكنك التحكم فيما يفعله الآخرون، يمكن لأفعالك الفردية أن تلعب دورًا مهمًا في منع انتشار فيروس كورونا المستجد COVID-19. تحدث إلى أحبائك عن الدور الأساسي الذي يمكن أن يلعبوه في منع انتشار الفيروس عن طريق ممارسة واعتماد توصيات التباعد الاجتماعي.
حتى إذا لم يكن الآخرون على نفس الموجة من الوعي والالتزام، أخبرهم أنك ستعتمد توصيات التباعد الاجتماعي بإبعاد نفسك وعائلتك وأنك تتوقع منهم احترام مساحتك الشخصية خلال هذا الوقت الحرج.
ولقراءة النص باللغة الإنجليزية فيمكنكم قراءته من المصدر عبر الرابط التالي:
https://www.verywellmind.com/how-to-encourage-your-loved-ones-to-engage-in-social-distancing-4800923