عشر حجج لحذف جميع حساباتك في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الان
ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي
بقلم: السيد جوناثان ويلسون Jonathan Wilson
مدير التحرير على الانترنت لموقع معهد الهندسة والتقنية في بريطانيا
المصدر: موقع معهد الهندسة والتقنية البريطاني www.theiet.org
بتاريخ النشر: ٦ يونيو ٢٠١٨م.
أثبت عام 2018 أنه شيء مرعب للغاية بالنسبة إلى وسائل التواصل الاجتماعي – ونحن لسنا حتى في منتصف العام. ويكمن أن نقول ان تيار الرأي العام قد تحول بشكل دائم ضد هذه الوسائل أمثال فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، ويوتيوب، ويبدو أنه من غير المحتمل أن تتغير عاطفة الناس تجاههم بشكل عام، حتى في ظل أسعار أسهم هذه الشركات المرتفعة في القيمة السوقية والتي لا تملك المنتجات المفيدة وترتد عادة الى الوراء من الفضائح المتتالية.
كتب سابقا وقبل فضيحة العار بين شركتي “فيسبوك-كامبردج أناليتيكا” انه لا زال مخجلا بأن شركات التقنية الحديثة والعصبة من المليارديرات العشرين القاطنين في جنوب كاليفورنيا، أنهم أطلقوا بلا مبالاة وحشهم على العالم. كتاب “عشر حجج لحذف حساباتك في وسائل الإعلام الاجتماعية الآن” يأتي في لحظة مناسبة من أجل تضخيم وتوضيح مخاوفنا المتزايدة حول وسائل التواصل الاجتماعي: كيف تعمل حقًا، وتأثيراتها على أدمغتنا وتداعياتها طويلة الامد لتغيير السلوك الجماعي.
يستعرض الكتاب سلسلة من الطرق المزعجة في استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعية بطريقة سلبية، وكيف تم تصميم هذه التطبيقات لكي ندمن عليها وبشكل متعمد – وتم صقلها بلا هوادة – لاستغلال ضعفنا. لا شيء يحدث عن طريق الصدفة. نحن، في الأساس، دمى غبية ترقص في نهايات خيوطها، مدفوعة ومقحمة في دائرة الفعل وردة الفعل من أبسط الحيل النفسية والمبرمجة من الخوارزميات الرقمية الماكرة والمتطورة باستمرار.
لا توجد أي من الحجج العشرة المعروضة في هذا الكتاب حجة جديدة أو ثورية، ولكن الكاتب لانيير يشرح بالتفصيل كل منها بدقة من خبرته القريبة من وادي السليكون، والتي انغمست في تلك الثقافة منذ الثمانينات من القرن الماضي بفضل استكشافاته المبكرة عبر شركة في بي ال للأبحاث والخاصة بأبحاث الواقع الافتراضي. وفي الآونة الأخيرة، أصبح لانيير مؤلفًا ومعلقًا ناجحًا في العالم المتشابك الذي نعيش فيه، عبر كتبه مثل: “من يملك المستقبل”، و “أنت لست أداة”، و “فجر كل شيء جديد” الذي أصبح كتاب العام لكل من صحيفة وول ستريت جورنال والإيكونومست في سنة ٢٠١٧م
في كتاب “عشر حجج …” يوثق الكاتب لانيير كيف أن إدماننا على وسائل التواصل الاجتماعي يجعلنا نفقد إرادتنا الحرة. كيف تغمرنا بالجنون في عصرنا الحاضر. كيف تحولنا جميعًا إلى “متسكعون”؛ كيف تقوض الحقيقة وتجعل كل ما نقوله بلا معنى؛ كيف تدمر قدرتنا على التعاطف وتجعلنا غير سعداء؛ كيف تقوض كرامتنا الاقتصادية وتجعل سياساتنا مستحيلة وأخيراً كيف أن وسائل التواصل الاجتماعي بسيطة وسهلة “تكره روحك”.
على وجه العموم، كتاب الحجج العشرة يشرح الكيفية التي تدهورت بها وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة من كونها أدوات مفيدة وممتعة وأخرى غير ضارة للتفاعل بين مجموعات متباينة ومجموعات بعيدة جغرافياً – من المتوقع أن توحد العالم بالسلام والمحبة والوفاق – ولكنها تحولت بدلاً من ذلك إلى وسائل للاستغلال، والتلاعب، وللأخطار الصريحة والمرضية، وقد تم تصميمها بطريقة خطرة تهدد بتمزيق نسيج المجتمع المتناغم إلى أشلاء.
هل هي مبالغة؟ فكر في الدور الذي لعبه “فيسبوك” و “تويتر” في الانتخابات السياسية الأخيرة، حيث يتم تغليف وتحوير الأخبار والأحداث والحقائق، وتغذية المتابعين بسيل من المعلومات المحورة والتي تغذي أسوأ سماتهم الشخصية وتشوه بشكل سلبي إدراكهم للعالم. نحن نرى ما تريدنا هذه التطبيقات أن نراه. لقد ولى عصر تقديم العرض المتوازن منذ فترة طويلة. انه من الواضح والغير قابل للنكران لعدم وجود أي شيء حول أساليب معالجة وسائل التواصل الاجتماعي لنفسيتنا يتم القيام به أن يذكر وفيه أثر إيجابي تم تحقيقه. كلها لتعزيز السلبيات. لماذا؟ في الغالب، من أجل المال. الدعاية والتسويق للدولارات. كل شيء سيء ارتكبته برمجيات وخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي لنا كان عن قصد.
“كتاب عشر حجج …” انه كتاب سهل القراءة، تمت كتابته بشكل تفاعلي ومنعش بالأسلوب الحواري الجذاب والمعروف للكاتب لانيير، حيث تتدحرج على كل حجة موسيقيا، وتجمع الأمثلة ذات الصلة لتوضيح وإلقاء الضوء على كل مقالة والاستشهاد بمقالات عبر الإنترنت لدعم وجهات نظره الخاصة أو تقديم عروض فرعية لتتبع شجرة الحجة الرئيسية. يستعرض الكتاب كيف يتم توجيه وسائل التواصل الاجتماعي – ومدى علاقتها بالتطبيقات الأخرى، وخاصة تلك التي تعتمد على البيانات، كنماذج الاعمال الحديثة مثل تطبيق اوبر لتأجير المواصلات – وكيف يقسم العمل بالشرح وبالتفصيل، إلى جانب توثيق التأثيرات الضارة المعروفة الآن والتي تنشأ عن استخدامها المستمر.
على العموم، يروي الكاتب لانيير حكاية يجب أن تكون مألوفة لأي شخص كان، حتى ذلك الشخص الذي هو أقل تهكما لقيم وسائل التواصل في المجتمع. ابتدأت وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها فكرة جيدة ثم ساءت بسرعة كبيرة، واستسلمت إلى الشقيقين التوأمين الحتميين في تبنيها وهما: ١) الشركات الكبرى، المسلطة للسوق كجهاز الليزر الدقيق والموجه للإعلانات وقنوات التسويق، و٢) مجموعات غامضة ذات دوافع سياسية وذات نيات شريرة أكثر. كلاهما يعتمد بشكل كامل على التلاعب الخفي ضد المستخدمين وتعزيز السلبيات، لذلك أصبح هذا السبب الغالب لوجود برمجيات وخوارزميات التواصل الاجتماعي لتبقينا مخدرين. ودورنا يرتكز باستمرار بتغذية الألة برؤى جديدة عن سلوكياتنا. ومن هنا تقوم الاله بتكييف نفسها باستمرار من أجل تحقيق نتائج أفضل عبر استغلال بياناتنا الشخصية؛ وتقوم أيضا بمكافئتنا بشكل أكثر فعالية لتشجعينا كي نواصل البقاء على الاله مخدرين، ونقدم المزيد من البيانات والمعلومات الى الاله من أجل استغلالنا في المستقبل. إنها مذهلة ورائعة، وحلقة مفرغة ناجحة! حتى إذا كنت تعتقد أنك تعرف كل هذا بالفعل وكنت أكثر ذكاءً من الاله، فإن الكاتب السيد لانيير عنده خبر اليك ومفاده: أنت ليس كذلك!؟
لقد حان وقت هذا الكتاب بلا شك الآن، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الإدراك العام لوسائل التواصل الاجتماعي هو في أدنى مستوياته على الإطلاق، ويرجع ذلك جزئياً أيضا كنتيجة للتحول المجتمعي وانعدام الثقة على نطاق واسع الى هذه التطبيقات، فضلاً عن التغيرات التكنولوجية الجارية في الوقت الحاضر للصناعات ذات الصلة، استجابة لمجريات واتجاهات عام ٢٠١٨ – بينما قد تكون هذه “الحجج العشرة” أقل أهمية في هذا الوقت من العام المقبل.
ومع ذلك، وكقصة سريعة عن كل ما هو خطأ في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الايام، فإن كتاب “عشر حجج لحذف حساباتك في وسائل التواصل الاجتماعي الآن” تضرب جميع المسامير العشرة لتتفرقع على الرأس. لا تنتظر طويلاً لقراءة هذا الكتاب.
حسنا…، وإذا كنت تريد معرفة رأي لانيير لمعالجة مشكلة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فأنه بسيط للغاية: قم بإلغاء كل حساباتك من منصات التواصل الاجتماعي.