التصميم والتخطيط لحياتك: كيف تبني حياة الرفاه والبهجة
ترجمة وبتصرف: عبدالله سلمان العوامي
بقلم: السيد د. بن وودز D. Ben Woods
بدأ السيد بن مسيرته المهنية في عام ١٩٩٩م، عندما بدأت الشركات للتو في التعرف على شبكة الويب العالمية كأداة قيمة. شغل مناصب مختلفة لتجارب المستخدمين كمصمم ومديرأيضا. وقد عمل مع فرق عالمية ومجموعات متنوعة من الشركات الاستشارية لتقديم البحوث والتصاميم التي حسنت التجارب الرقمية للعملاء. وقد طور أيضًا نظام تحليلات مؤسساته لتتبع أداء الخصائص الرقمية وتحديد فرص التحسين. حاليا يشغل منصب نائب الرئيس لتحارب المستخدمين في شركة ميتسينتري Metisentry وهو أيضا صاحب لشركة ابتكار باسم ثيورم سي اكس TheoremCX
المصدر: موقع تجارب مستخدمين وخبرات مهنيين www.uxmatters.com
تاريخ النشر: ٢٦ أغسطس ٢٠١٩م
العنوان هو اسم لكتاب، والمقال هو مراجعة لنفس كتاب. المؤلفان: السيد بيل بورنيت والسيد ديف إيفانز
هل أنت سعيد في كيفية سير الأمور في حياتك؟ هل تقوم بالعمل الذي تعتقد أنك ستقوم به؟ هل تعيش الحياة التي كنت تأملها وتتمناها؟ هل نجحت الخطط التي وضعتها لنفسك في اخر فصل دراسي من المرحلة الثانوية؟
الشيء الوحيد الذي أزعجني لبعض الوقت هو حماقة توقع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦ و١٨ عامًا – أو حتى اليافعين والأصغر من ذلك – في محاولتهم تحديد المهنة التي يجب عليهم اختيارها لبقية حياتهم. أضف إلى ذلك الجنون المتمثل في توقع العديد من هؤلاء الشباب في اختيار التخصص التعليمي المناسب ما بعد المرحلة الثانوية لتأهيلهم لمهنة او وظيفة مما يضع على كاهلهم وأسرهم تمويل هذا التعليم بتكلفة باهظة تبلغ حوالي ٥٠,٠٠٠ دولارا ليتم دفعها عبر أقساط على مدى أربع سنوات أو أكثر من ذلك. كل هذا في السعي من أجل الحصول على شهادة أو مهنة قد لا يحبونها، والتي يمكن أن تتغير بشكل كبير في غضون بضع سنوات من تخرجهم أو قد لا تكون موجودة في غضون عقد من الزمن. كما ان هناك نسبة غير دقيقة وقابلة للنقاش من الخريجين الذين لا يعملون في المجالات التي تتعلق بتخصصاتهم.
في هذه الايام، الاعتقاد الشائع حول التعليم والتوظيف هو أن العديد من طلاب يتدربون على وظائف غير موجودة بعد. لحسن الحظ، فإن الأشخاص الذين يمارسون التجارب المهنية ومهارات التصميم على دراية جيدة في تحديد وجهتهم المستقبلية. يطبق محترفي التجارب والخبرات المهنية وطرق التصميم على مواقع الويب وتطبيقات الجوال والبرامج والمنتجات والخدمات لاكتشاف فرص جديدة، والقضاء على أماكن الخلل ونقاط الضعف لدى المستخدمين، وتقليل مخاطر الأعمال. وبالتالي، سأل السيدان بيل بورنيت وديف إيفانز، مؤلفي هذا الكتاب: “تصميم وتخطيط حياتك: كيف تبني حياة مليئة بالبهجة والحيوية”، لماذا لا نطبق هذه الأساليب على حياتنا؟
أنواع مختلفة من المشاكل
تطلب المؤسسات والشركات من محترفي التجارب والخبرات المهنية بإيجاد حلول للمشكلات. بالطبع، السؤال الأساسي هو: هل وجدنا حلولا للمشاكل الحقيقية؟ من أجل فهم ما تريد تغييره في حياتك، فإنه من المفيد فهم المشكلة التي تحاول حلها.
من المهم أيضًا فهم المشكلات التي لا يمكن حلها. هذا الكتاب يساعدك في تحديد مشكلات مختلفة مثل المشاكل الخطرة – وهي مشكلات لا يمكن حلها لعدة أسباب. ربما تكون مشاكل هيكلية. على سبيل المثال، انه من المؤكد بمكان، بالنظر لعمري ونقص مؤهلاتي العلمية كدرجة الدكتوراه، لن أكون أبدًا رئيسًا لجامعة ذات سمعة مرموقة. سيستغرق الأمر ببساطة وقتًا طويلاً لكسب المؤهلات العلمية وتحقيق شهادات الاعتماد خاصة في خضم الصراعات الداخلية للسياسات والمهام الإدارية في كل مؤسسة أو شركة، ثم يكون لديك بعد ذلك الحظ الوفير لتصبح الشخص الذي يفوز بهكذا منصب مع قلة الفرص المتاحة. أو ربما مثلا: لأني في منتصف العمر وطولي يقدر ب ٥ قدم و٨ بوصة، فعليه وجب أن أترك حلمي في أن أصبح نجماً في الدوري الاميركي للمحترفين لكرة السلة.
مثلما يجد الماء مستواه المنشود، يمكنك الوصول إلى مكان أفضل بمجرد التحقق مما لا يمكنك التغلب عليه. يمكننا القيام بالعمل والانجاز أو إيجاد البدائل. لذا، بدلاً من أن أكون غير سعيد لأنني لن أصبح أبدًا الرئيس أوباما مثلا، يمكنني أن أعمل في صناعة أو مهنة مختلفة. بدلاً من أن أتمنى لو كنت أطول، لا يزال بإمكاني الاستمتاع بكرة السلة من خلال التطوع كمدرب لفريق أطفال أو لعب كرة السلة مع الأصدقاء في صالة الألعاب الرياضية.
إلى أين أنت ذاهب؟
ولكن، قبل أن تتمكن من تغيير وجهتك، عليك أن تعرف أين موقعك. في كتابهما، يقدم المؤلفان السيدان بورنيت وإيفانز طريقة لتقييم كيف تسير الأمور. إنهما يقدمان طريقة لتحديد المواقع التي تعمل بشكل جيد في حياتك، ومنها صحتك أو عملك أو لعبك أو حياتك الرومانسية – والطريقة تحدد أيضا بعض جوانب حياتك التي قد تحتاج إلى مزيد من الاهتمام أو تلك التي أغفلت عنها تمامًا من بوصلة اهتماماتك. ثم يصف المؤلفان الكيفية لإنشاء بوصلة تساعدك في تأسيس الاتجاه الذي ينبغي أن تتخذه في حياتك – وفي الاتجاه الحقيقي – وللمساعدة في التحرك في الاتجاه الذي يدعم أهدافك وقيمك.
المعتقدات الخطرة والصعبة
مما قرأته، أنا متأكد من أن أحد مصادر عدم الرضا لدى الكثير من الناس هو المعتقدات المختلة التي تجعلهم يشعرون بعدم الطمأنينة، حيث ان الناس تستوعب فكرة ما قد لا تتناسب في النهاية مع قيمهم وأهدافهم.
المعتقدات المختلة هي قيود لا أساس لها من الصحة نضعها على أنفسنا وعقولنا، وتحد من خياراتنا. تركز هذه المعتقدات على جانب واحد من المواقف التي فسرها الناس على أنها سلبية وتم قبولها كقانون ثابت. ومع ذلك، هذه ليست من المشاكل الخطرة، لأننا نحن من أنشأناها، ويمكننا بالتالي تغييرها. من خلال التمارين التي يوفرها الكتاب، يمكنك تعلم إعادة صياغة هذه المعتقدات. وإليك مثال من الكتاب:
المعتقد المختل: يجب أن أجد الفكرة الصحيحة.
إعادة الصياغة: أحتاج إلى الكثير من الأفكار حتى أتمكن من استكشاف احتمالات عديدة لمستقبلي.
نمذجة حياتك الجديدة
تعد النمذجة الأولية طريقة رائعة لاختبار الأفكار أو الميزات أو الخبرات الجديدة. تتمثل فائدة النمذجة الاولية في امكانية معرفة الكثير عن تجربة ما على مدار فترة زمنية قصيرة، وبأقل قدر من الاستثمار. في سياق التعليم الجامعي، نقوم بذلك من خلال التدريب الداخلي أوالتطبيق الوظيفي.
أنا محظوظ جدًا حيث أتيحت لي الفرصة للمشاركة في برنامج إرشادي عندما كنت في المدرسة الثانوية. خلال بضع زيارات ليوم واحد، عملت مع مهندس مواد بمصنع كبير في مدينة مسقط رأسي. قبل هذه التجربة، تخيلت أن هذه ستكون مهنة رائعة كشخص بمؤهلاتي وأعيش في منطقتي. ولكن بعد ذلك، أدركت أن هذه المهنة لم تكن خلاقة وليست حماسية بما يكفي لتفضيلها وتكون من أولوياتي. ولكن هذه التجربة في الطرف المقابل أنقذتني من ارتكاب خطأ كبيرا. لسوء الحظ، في ذلك الوقت، لم يكن برنامج التوجيه هذا متاحًا لجميع الطلاب في مدرستي. لكن تخيل كيف يمكن لهذا النهج أن يساعد الطلاب على تقييم خياراتهم.
يقترح المؤلفان السيدان بورنيت وإيفانز استخدام النماذج الأولية لحل مجموعة متنوعة من المشاكل – على سبيل المثال، البدء بعمل تجاري. إذا أردت إطلاق نموذج أعمال فريد من شأنه أن يعطل ويخترق سوق الأحذية بالتجزئة، فقد يكون من المفيد محاولة العمل في متجر للأحذية لبضع المرات في عطلة نهاية الأسبوع، حيث يمكنك معرفة الكثير عن تجارة الأحذية. قد تتعرف أيضًا على أنك لا ترغب بالعمل في تجارة الأحذية بالتجزئة – وبالتالي، ستوفر عليك هذه التجربة القصيرة نفقات ومصاريف تأسيس مشروع تجاري فاشل.
سوق العمل المختل وظيفيا
يجب على الجميع أن يتوقعوا الرفض للعديد من الوظائف أكثر من التلقي للعروض والعمل فيها. لكن من المهم أيضًا فهم عدم كفاءة سوق العمل بشكل عام. لا تفترض أنه لمجرد رفضك للعديد من الوظائف هو نتيجة لأنك غير مؤهل للقيام بدور معين. حيث انه من المرجح أنك في سوق عمل غير فعال.
هناك العديد من المشكلات في سوق العمل، وتشمل ما يلي:
• دينامية عدم المساواة بين الجنسين – سواء من ناحية التوظيف أو بسبب الاختيار الذاتي للمواهب
• وظائف شاغرة للمنظمات التي تبحث عن أحاديات معينة
• الإعلان عن الوظائف من قبل المديرين فقط لإرضاء الموارد البشرية لاختيارهم المسبق والفعلي لمرشح مفضل لديهم
يخبرنا المؤلفان أن ٢٠ بالمائة فقط من الوظائف المتاحة يتم نشرها على الإنترنت. العديد من الشركات الصغيرة – الشركات الديناميكية التي تفي بالاحتياجات الحقيقية للتوظيف والنمو السريع – لا تقوم حتى بنشر الوظائف. أفضل الوظائف تشغل عادة من خلال العلاقات.
خاتمة
يوفر كتاب التصميم والتخطيط لحياتك مجموعة متنوعة من مفاهيم المساعدة الذاتية التي قد تبدو مألوفة ولكن الكتاب يقدمها في سياق وتصميم سهل للتجارب والخبرات المهنية. على الرغم من أن الأشخاص يفكرون غالبًا في اختيار المدرسة المناسبة للالتحاق بها أو البحث عن الوظيفة المناسبة، إلا أنه ينبغي عليك التفكير في نوع الخبرة الحياتية التي تبحث عنها. إذا كانت هناك مجموعة من الأشخاص يعرفون أي شيء حول البحث وتصميم الخبرات، فانه مجتمع الخبرات والتجارب المهنية.
تتمثل القيمة الأساسية لهذا الكتاب في أنه يوضح مرونة عمليات التصميم وفوائد تطبيقها في سياقات جديدة. في حين أن محترفي التجارب والخبرات المهنية غالباً ما يتحصنون في تصميم صفحات الانترنت (الويب) أو التطبيقات المصاحبة – أو في بعض الأحيان في تصميم منتج أو خدمة. في الواقع، فإن تجربة المستخدم وخبرة المهني تدور حول تصميم تلك التجارب والخبرات.