القيادات النسائية تتميز في مواجهتها لفيروس كورونا في بلدانهن
ترجمة وبالتصرف: عبد الله سلمان العوامي
بقلم: السيدة: أفيفا ويتيتبيرج-كوكس. الرئيس التنفيذي لشركة القرن الواحد والعشرين 20-first، وهي شركة عالمية لاستشارات التوازن بين الجنسين. والسيدة أفيفا تعمل مع فريق متخصص لتحقيق توازن حقيقي بين الجنسين من خلال إعادة صياغة المشكلة الأساس حول: القيادة والثقافة والأنظمة.
المصدر: مجلة فوربز Forbes حسب الرابط أدناه
تاريخ النشر: ١٣ ابريل ٢٠٢٠م
تنصل: وجدت هذا المقال ملفتا، وقمت بترجمته وليس بالضرورة انه يعبر عن وجهة نظر المترجم سلبا أو إيجابا.
هل تبحث عن أمثلة عن القيادة الحقيقية في الأزمات؟ تجدها في سبع دول: من أيسلندا إلى تايوان ومن ألمانيا إلى نيوزيلندا، تتقدم النساء لتظهر للعالم كيف تمكنت هذه القيادات النسائية من إدارة رقعة فوضوية لعائلتنا البشرية. أضف إلى فنلندا والنرويج والدانمارك، ويكشف هذا الوباء أن المرأة لديها ما يلزم عندما ترتفع درجة الحرارة في منازل دولتها. سيقول الكثير ان هذه البلدان صغيرة، أو جزر نائية، أو لها استثناءات معينة، أو أوصاف أخرى. لكن ألمانيا كبيرة ومتقدمة وقائدة، والمملكة المتحدة أصبحت جزيرة ذات نتائج مختلفة للغاية.
في اخر إحصائية بيانات من المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض بتاريخ ١٢ ابريل ٢٠٢٠ توضح ان عدد الوفيات في السبع الدول أعلاه هي كالتالي: الدانمارك ٢٦٠، ايسلندا ٨، فنلندا ٤٩، المانيا ٢,٦٧٣، نيوزيلندا ٤، النرويج ٩٨، تايوان ٦.
هؤلاء السيدات القادة في البلدان السبعة المشار اليها أعلاه يقدمون لنا هدية في ممارستهن للسلطة بطريقة بديلة وجذابة. ومنهن نتعلم أربع طرق في القيادة:
الطريقة الأولى – مواجهة الحقيقة:
وقفت السيدة أنجيلا ميركل Angela Merkel، مستشارة ألمانيا، في وقت مبكر وبكل ثبات وأخبرت مواطنيها بهدوء أن هذا الفيروس يمثل خللا خطيرا ومن شأنه أن يصيب ما يصل إلى ٧٠ ٪ من عدد السكان. ثم قالت: “إنه أمر خطير، ويجب أن نأخذه على محمل الجد”. ثم مارست هذا القول بالفعل، ومن ثم تبعها الالمانيون بالفعل نفسه. حيث بدأت المانيا بالاختبارات مباشرة من البداية. وأيضا قفزت ألمانيا مباشرة فوق مراحل الإنكار والغضب والخداع التي رأيناها في أماكن أخرى. أرقام الإصابات والوفيات في المانيا أقل بكثير من جيرانها الأوروبيين، وهناك دلائل على أنها قد تكون قادرة على البدء في تخفيف القيود نسبيا في مدة قريبة.
الطريقة الثانية – الحسم والوضوح في الموقف:
من بين الاستجابات الأولى والأسرع كانت من السيدة تساي إنغ ون Tsai Ing-wen في تايوان. في شهر يناير الماضي، وفي أول إشارة على ظهور مرض جديد، قامت بعرض وتقديم ١٢٤ إجراء لمنع انتشار الفيروس دون الحاجة إلى اللجوء إلى عمليات الإغلاق التي أصبحت ممارسة شائعة في الدول الاخرى. وهي الان تمكنت من ارسال ١٠ مليون قناع وجه إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وتمكن السيدة تساي من إدارتها الناجحة جعل قناة سي إن إن CNN الإخبارية أن تصف بلادها بأنها “من بين أفضل الاستجابات في العالم”، حيث أبقت على الوباء تحت السيطرة، ولا زالت التقارير توضح العدد المنخفض للوفيات على مستوى العالم وهي ٦ وفيات فقط.
السيدة جاسيندا أرديرن Jacinda Ardern في نيوزيلندا كانت من الأوائل الذين أصدروا أوامر الاغلاق في وقت مبكر، وكانت شديدة الوضوح في السبب التي وضعت البلاد فيه تحت أقصى مستوى من الحذر. لقد قامت بفرض عزلة ذاتية على الأشخاص الذين يدخلون نيوزيلندا في وقت مبكر وبشكل مدهش، عندما كانت هناك ٦ حالات فقط في البلد بأكمله، وبعد فترة وجيزة حظرت الدخول على الأجانب بشكل كامل.
الوضوح والحسم ينقذان نيوزيلندا من العاصفة. حتى منتصف أبريل الحالي، عانوا من أربع وفيات فقط، وحيث تتحدث دول أخرى عن رفع القيود، تقوم السيدة أرديرن Ardern بإضافة قيود جديدة، حيث فرضت على جميع النيوزيلنديين العائدين من الحجر الصحي أن يبقوا في منازلهم ١٤ يومًا اضافيا.
الطريقة الثالثة – تفعيل التقنية:
تقدم أيسلندا، بقيادة رئيسة الوزراء كاترين جاكوبسوتير Katrín Jakobsdóttir، اختبارًا مجانيًا للفيروسات التاجية لجميع المواطنين، وهذه الاختبارات ستصبح دراسة مفتاحية رئيسية للمعرفة الحقيقية في معدلات الانتشار والوفيات لفيروس كورونا المستجد. معظم البلدان لديها اختبارات محدودة للأشخاص الذين يعانون من أعراض نشطة للفيروس. بما يتناسب مع عدد سكانها. قامت ايسلندا بالفعل بفحص خمسة أضعاف من عدد الأشخاص الذين قامت بفحصهم كوريا الجنوبية، وأنشأت نظاما للتتبع الشامل، ويعني أنهم لم يضطروا إلى اغلاق البلاد ولا حتى اغلاق المدارس.
أصبحت السيدة سانا مارين Sanna Marin أصغر رئيس دولة في العالم عندما تم انتخابها في ديسمبر الماضي في فنلندا. احتاج الأمر إلى ان تقوم زعيمة الألفية بتفعيل دور المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي كرأس حربة وعوامل رئيسية في محاربة أزمة الفيروس التاجي. إدراكًا منها أنه ليس كل شخص يقرأ الصحافة، فقامت بدعوة المؤثرين ومن كل الاعمار لنشر المعلومات القائمة على الحقائق حول إدارة الوباء.
الطريقة الرابعة – إشاعة الحب:
كانت لدى رئيسة وزراء النرويج، السيدة إرنا سولبرغ Erna Solberg، فكرة مبتكرة لاستخدام التلفزيون للتحدث مباشرة مع أطفال بلادها. كانت تبني على المؤتمر الصحفي القصير بمدة ٣ دقائق والذي عقدته رئيسة وزراء الدنمارك السيدة ميت فريدريكسن Mette Frederiksen قبلها بيومين. ثم عقدت السيدة سولبرع Solberg مؤتمرا صحفيا مخصصا فقط لغير البالغين. وقامت بالإجابة على أسئلة الأطفال من جميع أنحاء البلاد، واستغرقت وقتًا طويلا لتوضح بان الامر مقبولا بأن يشعر الانسان بالخوف. إن أصالة الفكرة ووضوحها تستحق أن يأخذ الانسان نفسا عميقا. كم هي عدد الابتكارات الإنسانية البسيطة الأخرى التي ستطلقها هذه السيدة القائدة؟
بشكل عام، يبدو أن التعاطف والاهتمام اللذين مارستهن وتواصلت بهن جميع هؤلاء القائدات يأتي من عالم بديل من العالم الذي اعتدنا عليه. يبدو الأمر وكأن أذرعهن تخرج من مقاطع الفيديو والتلفاز لإبقائك قريبًا في أحضان محبوب القلوب.
كانت هناك سنوات من الابحاث تشير بشكل خجول إلى أن أساليب القيادة النسائية قد تكون مختلفة ومفيدة. بدلاً من ذلك، لا يزال الكثير من المنظمات السياسية والشركات يعملن على جعل النساء يتصرفن مثل الرجال إذا أرادن القيادة أو النجاح. ومع ذلك، فإن هؤلاء القادة الوطنيين يصوبون على دراسة تم نشرها في الأول من ابريل ٢٠٢٠م في مجلة هارفرد بزنس رفيو بعنوان: سبع سمات قيادية قد يرغب الرجال في تعلمها من النساء seven leadership traits men may want to learn from women.