مشاهد حية بعد العاصفة الثلجية وموجة الصقيع القطبية في ميتشجن
مشاهداتي الحية بعد العاصفة الثلجية وموجة الصقيع القطبية من مدينة كانتون Canton بولاية ميتشجن Michigan
عبد الله سلمان العوامي
الأربعاء ٣٠ يناير ٢٠١٩م
استغربت كثيرا عندما شاهدت صباح هذا اليوم بعض قطع الثلج الصغيرة تتراكم على مفصل الالمنيوم لنافذة غرفتي من الداخل، مع العلم ان حرارة البيت كانت معتدلة. كان ذلك جراء البرودة الشديدة في الخارج والتي بلغت ٣٣ درجة مئوية تحت الصفر بعامل الرياح المصاحب للبرودة في مدينة كانتون بولاية متشجن والتي اقطنها هذه الأيام.
اثارني المشهد، فالتقطت صورة ونشرتها في بعض مجموعات الواتس اب وأيضا أرسلتها لبعض الأهل والأصدقاء. بعدها وصلتني الكثير من الرسائل على الخاص تطمئن على صحتي وصحة عائلتي وتوصيني بأخذ الحذر والحيطة من الخروج في هكذا أجواء قاسية من البرودة الشديدة.
رسالة واحدة فقط اثارت فضولي، حيث كان صديقي “أمير” في مجموعة القراء الواتسابية يسأل: ما الذي يفعله الناس في هكذا أجواء؟ للأسف الشديد لم أستطيع الرد عليه لأني لا املك الإجابة، وأيضا كنت حبيس الدار خوفا من الذهاب للخارج.
بين الفضول والحذر، قررت الخروج لاستكشف ما يفعله الناس في هكذا أجواء. شاهدت الكثير من الصور الجميلة والمشاهد الرائعة، واليكم القليل مما شاهدته:
أولا: في الشارع المجاور في الحي شاهدت جميع عمال البناء والفنيون لشركة تطوير عقارية لا زالوا يعملون حيث وقتها كانت الساعة الرابعة. لم استغرب أبدا حيث شاهدتهم أيضا قبل يومين حين كانت العاصفة الثلجية وهم يعملون بدون كلل وملل من أجل لقمة العيش.
ثانيا: وقبل خروجي من الحي استرعى انتباهي شاحنات البلدية وهي تجول من بيت الى اخر لتفرغ براميل القمامة في داخلها وفي موعدها الأسبوعي بدون تأجيل.
ثالثا: خرجت من الحي واتجهت للشارع الرئيسي في المدينة واسمه شارع فورد، فوجدته مزدحما كالعادة بكثرة السيارات حيث حان الوقت لخروج العمال والموظفين من أعمالهم. إذا ليست المواظبة محصورة ومقتصرة على عمال البناء فقط وانما المواظبة هي اخلاقيات يمارسها الجميع من أجل العيش بكرامة واحتراما لقيم العمل.
رابعا: وفي الشارع الرئيسي أيضا شاهدت جميع المحلات في جانبية بدون استثناء مفتوحة وتستقبل عملائها من بنوك وصيدليات ومطاعم ومتاجر صغيرة وأخرى كبيرة. للمعلومية: الشارع طويل بقرابة ٦ كيلومترات ويحتوي على العديد من المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية والشركات.
خامسا: ومن الشارع الرئيسي للمدينة اتجهت الى شارع فرعي وفي الزاوية تقع عليه محطة بنزين، وكانت فرصة مناسبة لكي أزود السيارة بالوقود، ووجدت المحطة تعمل بكامل أفرادها في البقالة والورشة ومغسلة السيارات المصاحبة.
سادسا: في الشارع الفرعي شاهدت أيضا الثلوج على حافتيه من الجانبين حيث الجهات المعنية بنظافة الشارع ازالت الثلوج منه ليكون الشارع صالحا للاستخدام.
سابعا: ومن الشارع الفرعي وجهت بوصلة السيارة راجعا الى البيت. وعند دخولي الحي شاهدت سيارات عمال البناء خارجة حيث انتهى الدوام. توقفت عند صندوق البريد وأخذت رسائلي وعند الباب وجدت طردا تم توصيله من شركة بريد تجارية، وشكرت البريد الحكومي والتجاري لتفضلهم بالعمل في هذا الجو القارس الشديد البرودة.
ملاحظات سريعة:
ملاحظة أولى: المدارس عطلت من أجل سلامة الأطفال. والجامعات عطلت من أجل سلامة الطلبة حيث لا ينصح بأن يتنقلوا مشيا على الأقدام من مبنى لآخر في هذه الأجواء لأكثر من ١٠ دقائق.
ملاحظة ثانية: ذكرتني هذه الأجواء كيف كان آباؤنا وأجدادنا يعملون في حرارة الصيف وبرودة الشتاء ويتحملون الصعاب من أجل لقمة العيش الزهيدة، ووقتها لم توجد لديهم مكيفات أو دفايات.
ملاحظة ثالثة: المواظبة في العمل يعني الإنتاجية. لذلك ليس غريبا هذا التقدم النوعي والكمي الذي تشهده الدول المتقدمة.